close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

ما هي البرمجة اللغوية العصبية وكيف تساعدكِ في تحسين الصحة النفسية؟

ما هي البرمجة اللغوية العصبية وكيف تساعدكِ في تحسين الصحة النفسية؟

نمرّ جميعنا بمشاكل وصعوبات تجعل السلبية تسيطر على أفكارنا وبالتالي تؤثر على تفاصيل حياتنا وعلى أحاسيسنا فقد نشعر بالحزن. تغيير هذا الواقع لا يكون بالضرور من خلال تحسّن الظروف بل من خلال تغيير تفكيرنا ونظرتنا إلى الظروف المحيطة بنا حتى ولو كانت صعبة جدّاً. هذا هو بالضبط ما تدعو إليه البرمجة اللغوية العصبية. تعرّفي، في هذا المقال، على تعريف البرمجة اللغوية العصبية وكيف يمكنها أن تحسّن من صحتكِ النفسية.

ما هي البرمجة اللغوية العصبية؟

تهدف البرمجة اللغوية العصبية إلى مساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم من خلال مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ حسية ولغوية و إدراكية. يشار إليها باللغة الإنجلزية من خلال مصطلح Neuro-Linguistic Programming والمعروفة اختصاراً بـNLP. تقدّم البرمجة اللغوية العصبية أساليب عملية تمكّنك من تغيير طريقة تفكيرك، ونظرتك لأحداث الماضي ومبادئك في الحياة، إنّها باختصار تجعلك قادرةً على السيطرة على عقلك وبالتالي على حياتك. على عكس علم التحليل النفسي الذي يركّز على الأسباب وراء الاضطرابات النفسية، فإن البرمجة اللغوية العصبية عملية للغاية وتصبّ كل تركيزها على كيفية معالجة الاضطرابات بطريقة عمليّة. ظهر علم البرمجة اللغوية العصبية على يد ريتشارد باندلر الذي لاحظ أنّ العلاج النفسي التقليدي لا يأتي دائماً بالنتائج المرجوة، وسعى بذلك للبحث عن طرق بديلة من خلال استخدام التقنيات العمليّة التي تساعد الشخص على تحسين صحته النفسية.

ما هي مبادئ البرمجة اللغوية العصبية؟

تنطلق البرمجة اللغوية العصبية من فكرة أنّ الإنسان قد لا يكون قادراً على التحكم في حياته، لكنّه يستطيع التحكّم بما يدور في عقله بالتأكيد. من خلال البرمجة اللغوية العصبية، يستطيع الإنسان التحكّم في المعتقدات والأراء السلبية والانتقادات التي يسمعها من الناس لكي لا تؤثر على أفكاره وتصرفاته وعواطفه. كما أنه يستطيع التخلص من التأثير النفسي السلبي للأحداث والتجارب التي مر بها. تعتمد البرمجة اللغوية العصبية على عدّة مبادئ، لعل أبرزها 3 أمور سنسلّط الضوء عليها في ما يلي.

1- مبدأ قوّة الإيمان

لكي يتحقق كل ما تريدينه يجب أن يكون الإيمان عندكِ قوي جداً، فبحسب البرمجة اللغوية العصبية لا يجب الاستهانة أبداً بقوّة الإيمان. يقوم مبدأ قوة الإيمان على أنّه إذا آمنت بقدرتك على فعل أمر ما، فإنك ستتمكّنين من تحقيق هذا الأمر. وتستفيد البرمجة اللغوية العصبية من هذه الحقيقة لتساعد الأفراد على التخلص من المعتقدات التي تمنعهم من تحقيق ما يطمحون إليه.

مثلاً: من خلال توجيه هذه الأسئلة إلى نفسك: كيف أعرف أني لا أستطيع القيام بهذا الأمر؟ من قال لي أني لا أستطيع تحقيق هذا الأمر؟ هل يعقل أن من قال لي ذلك كان مخطئاً؟ من خلال معالجة هذه الأسئلة سيصبح إيمانكِ بنفسكِ أقوى بكثير وستتمكّنين من تحسين صحتكِ النفسية.

2- مبدأ تحديد الأهداف

تحقيق الأهداف يبدأ أوّلاً بتحديد الأهداف، ففي حال لم يكن عندك أهدافاً كيف يمكنكِ أن ترسمي الخطط وتعملي على تحقيقها؟ من هنا، تدعو البرمجة اللغوية العصبية الأفراد إلى وضع أهداف والإيمان بها من أجل تحقيقها، هذا الموضوع سيخفّف من الضياع الذي يمكن للإنسان أن يعيشه وسيصب كافة تركيزه على تحقيق الهدف، وكل هذا التغيير بطريقة التفكير يؤدي حتماً إلى تحسين الصحة النفسية.

مثلاً: ضعي هدفاً أمامكِ ولكن صيغي الهدف بطريقة إيجابيّة، أي في حال تريدين خسارة الوزن لا تقولي لنفسكِ "لا أريد أن آكل الوجبات السريعة بعد الآن"، بل قولي "أريد أن يكون طعامي صحيّاً أكثر"، صحيح أن الجملتين لهما المعنى نفسه، لكن التركيز على الجملة الثانية سيعود عليك بنتائج أفضل.

3- مبدأ قوّة الأسئلة

تبحث أذهاننا بشكل مستمر على إجابات على مختلف الأسئلة التي تدور من حولنا. لذا لابدّ من طرح الأسئلة الصحيحة التي تسهم في دفعنا إلى الأمام بدلاً من سحبنا إلى الوراء. تؤكد البرمجة اللغوية العصبية أن للأسئلة قوة هائلة على النفسية فهي إمّا تجعلنا نشعر بالسوء أو تحسن من مزاجنا، الأمر يعتمد على ما هو السؤال الموجود في ذهننا.

مثلاً: لو سألت نفسك: "لماذا لا أجد الشريك المناسب؟" ستجدين أن عقلك بدأ في البحث عن إجابات لهذا السؤال مستحضراً بذلك مختلف أنواع الأفكار السلبية والمحبطة التي قد تخطر لك، ممّا يجعلك أسوأ حالاً. وبالمقابل، إن طرحت على نفسك أسئلة مثل: كيف يمكنني أن أكون سعيدة لوحدي حتى من دون شريك؟ كيف يمكنني أن أستمتع بوقتي؟ ما الذي يمكنني فعله حتى أملاء وقتي؟ التفكير في إجابات لهذه الأسئلة سيؤدي إلى توليد أفكار إيجابية أكثر تسهم في نهاية المطاف في تحسين صحتكِ النفسيّة.

تمارين يمكنكِ القيام بها لتطبيق البرمجة اللغوية العصبية؟

تستخدم البرمجة اللغوية العصبية تقنيات مختلفة للعمل على تغيير طريقة تفكيرك أو مشاعرك تجاه أحداث مؤلمة في الماضي، أو حتى التغلّب على المخاوف. إليكِ في ما يلي بعض التمارين التي يمكنك القيام بها لكي تطبّقي تقنيات البرمجة اللغوية العصبية وتحسّني صحتكِ النفسية.

1- تمرين تحريك الصور في ذهنكِ

خذي صورة لشخص أو الأمر يزعجك، ركّزي على هذه الصورة وتخيّلي أنّها بدأت تصغر شيئاً فشيئاً. بعدها خذي صورة لشخص أو أمر يشعرك بالسعادة، ركّزي عليها وتخيّلي أنها تكبر شيئاً فشيئاً. من خلال هذه الطريقة تعوّدين ذهنك على تضخيم الأمور الإيجابية والتقليل من أهمية كلّ ما هو سلبي ومؤذٍ.

2- تمرين خفض الصوت الناقد في داخلكِ

التمرين المخصص للقضاء على الأصوات السلبية والمزعجة التي قد تتواجد داخل العقل البشري والتي عادة ما تكون لها آثار سلبية تنعكس على تصرفات الشخص. قومي بهذا التمرين من خلال الخطوات التالية:

  • عندما يأتي صوت على عقلكِ يقول لكِ مثلاً "لا تستطعين القيام بها الأمر"، ركزي على الصوت لكي تعرفي لمن يعود. هل هو صوتكِ أو صوت أحد آخر؟
  • بعد ذلك، استبدلي هذا الصوت بصوت كوميدي ومضحك، مما يحد من التأثير السلبي لهذا الصوت تدريجيّاً، ثابري على تطبيق هذا التمرين حتى الوصول إلى الحد الذي لا يكون لهذا الصوت أي تأثير عليكِ.

3- تمرين للقضاء على الذكريات المؤلمة والسيئة

يهدف هذا التمرين إلى القضاء على الذكريات المؤلمة والسيئة، وهذا التمرين لا يحتاج سوى إلى استحضار الذكرى السيئة مع التركيز والتدقيق فيها حتى يبدأ اللون الأبيض في الإنتشار في صورة هذه الذكرى، ومن ثم استبدال الذكرى بشكل مفاجئ بموضوع أخر، كرّري هذا التمرين حتى تبهت الذكرى تماماً ولا يعود لها وجود.

4- تمرين من أجل تعزيز الثقة بالنفس

يهدف هذا التمرين إلى تعزيز ثقة الفرد في نفسه، وذلك من خلال تخيل نفسه في موضع القوة والثقة بالنفس، ومن ثم نقل هذه الصفات إلى شخصه الحقيقي وتمكينها في نفسه، وبشكل مفاجئ ستترجم هذه الأفكار على أفعالكِ وتصبحين شخصاً واثقاً من نفسه، احرص على إعادة هذا التمرين أكثر من مرة.