close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

بالفيديو، رحلة عبر الزمن لإستكشاف تاريخ القفطان


صُمّم بأجود الأقمشة وطُرّز بأثمن الجواهر، خيوط ذهبيّة تتداخل مع أكسسوارات فاخرة في لوحة فنيّة تنبض ألوانها بالحياة! إنّه القفطان الذي يعتبر كأحد أرقى التصاميم في عالم الموضة العصريّة. غالباً ما ترتدين القفطان للوك شرقي محافظ، لكن هل توقعتِ يوماً أن وراءه تختبئ قصّة مفاجئة؟ بالفيديو أعلاه، سنأخذكِ برحلة عبر الزمن، لإستكشاف تاريخ القفطان وكيف عبر محطات وبلدان عديدة.

بداية القفطان في العصور القديمة

من بلاد الرافدين وآسيا إلى بلاد الغرب، رحلة القفطان بدأت منذ 600 سنة قبل الميلاد. هو جزء من ثقافة شعوب مختلفة، يحمل إرث تاريخي كبير لا يمتحى. ما لا يتوقعه كثيرون، أن أول من ارتدى القفطان هم الرجال وليس النساء، على عكس واقعنا الحالي. ففي القرن الـ13، انتشر هذا التصميم في تركيا حيث اعتمده السلاطين العثمانيون كزي ملكي رسمي. عندها، تداخلت في تطريزاته أثمن المجوهرات وأجود الأقمشة. النقشات المنمّقة والإضافات المزخرفة في القفطان، كانت تشير إلى مركز السلطان الذي يرتديه. في هذه الحقبة، كان هذا التصميم من أثمن الهدايا التي قد يتم تقديمها، بين أفراد الطبقة العليا لا غير. في ما بعد، بات القفطان لباس للسلطانات أيضاً. عندها، تداخلت فيه الألوان الزاهية واعتبرت النقشات الصغيرة مع تطريزات الخيوط الذهبية العمودية، هي الأفخر. قفاطين السلاطين، هم جزء ثمين جداً من إرث السلاطين في تلك الحقبة، وبعضها موجود في سراي توباكي في تركيا، إلى جانب مجموعة من أفخم القفاطين من حول العالم.

بين القرن الـ14 والـ18، وصل القفطان إلى شمال وغرب أفريقيا. اعتمده الرجال والنساء بكثرة، ليس لأنه قطعة جميلة، بل لتبريد الجسم من الطقس الحار. صنع من القطن، الحرير، الساتان وغيرها من الأقمشة التي تساعد في التخفيف من حرارة الجسم. انتشر هذا التصميم بين الشعوب من مختلف الطبقات الإجتماعية، العليا، الوسطى والمتدنية.

في القرن الـ17، تسلّل القفطان إلى عادات أهل المغرب. في هذه البلاد، تحرّر هذا التصميم نهائياً من القيود الملكية، ليتراوح بين الأسلوب الكلاسيكيّ الرسميّ والأسلوب العمليّ، وفقاً للمواد المستخدمة لتنفيذه. اعتمدته النساء أكان في إطلالاتهن اليومية، أو الرسمية في الإحتفالات والأعراس.

مرّت السنوات وانتشر القفطان في مختلف بلدان العالم، بتسميات مختلفة. في المغرب عرف بالقفطان المغربي أو التكشيطة، اليابانيون سمّوه Kimono، في الصين عرف بإسم Hanfu، في غرب أفريقيا انتشر بإسم Boubou، وصولاً إلى الهند حيث سمي القفطان بـSherwani. الجدير ذكره، أن في أفريقيا النساء والرجال يرتدون القفطان كتصميم واسع فوق الثياب. في حين أن في روسيا، يشكّل القفطان بزّة طويلة ذات أكمام ضيّقة للرجال.

رحلة القفطان المعاصرة في عالم الموضة

في فترة الخمسينيات والسيتينيات، بدأت رحلة القفطان المعاصرة في عالم الموضة. كان هذا التصميم المفضّل لدى الهيبّيين والهيبيز، الذين أدخلوه إلى أميركا بعد رحلاتهم إلى المغرب. لعبت فرقة الـBeatles الدور الأبرز في هذا المجال، بعدما تأثر أعضاؤها برحلتهم إلى الهند وعادوا من هنالك مدخلين مفاهيم جديدة إلى عالمي الموسيقى والموضة، خاصة من ناحية باعتماد القفطان.

مع بداية السبعينيات، كان للقفطان نقلة نوعية في عالم الموضة، إذ شكّل مصدر وحي لأشهر دور الأزياء. المصمم العالمي Yves Saint Laurent كان أوّل من أدخل القفطان إلى منصات عروض الأزياء. استوحى تصميمه من صورة الممثلة Talitha Getty، التي عُرفت بأسلوبها البوهيمي. كانت على إحدى السطوح في مراكش، مرتدية قفطان مغربيّ فاخر وذلك في يناير العام 1969. هذه الصورة وثّقت لحظة أيقونيّة في تاريخ القفطان، وباتت مصدر تأثير للعديد من المصمّمين حتى اليوم. استكملت مسيرة القفطان في عالم الموضة وبات التصميم الأشهر لأجدد إصدارات Dior وGivenchy وBalenciaga وValentino.

من بعدها، أصبح القفطان التصميم الأحب على قلب أشهر أيقونات الجمال والموضة. اعتمدته كثيرات مثل Elizabeth Taylor وGrace Kelly وSophia Loren و Queen Elizabeth وغيرهن من الشخصيات البارزة. كان للقفطان حصّة بارزة أيضاً في الأعمال الفنية، أكان في الأفلام السينمائية أو المسرحيات.

منذ تلك الفترة حتى يومنا هذا، لا تغيب هذه القطعة عن الساحة أكان في إطلالات النجمات العربيات والعالميات أو في عروض الأزياء. إنه القفطان... التصميم العابر لكلّ زمان ومكان.