من ضمن الأمور التي اعتاد اغلبنا على القيام بها في الصباح عقب الاستيقاظ من النوم هي عادة ترتيب السرير كي تبدو غرفة النوم انيقة ونستمتع برؤيتها في كل مرة ندخل فيها.
لكن مع مرور الوقت ثبت ان هذا النشاط الضروري الذي يجب عليكِ فعله كل صباح يمكن ان يكون ضاراً بصحتكِ وصحة عائلتكِ، إذ تؤكد دراسة حديثة اصدرتها مؤخراً جامعة كينجستون في لندن ان ترتيب السرير فور الاستيقاظ من النوم ليس بالخطوة الجيدة كما يظن البعض، ويمكن ان يكون له آثار سلبية على الصحة العامة.
ما هو التفسير لذلك؟
وجد الباحثون الذين اجروا الدراسة انه عند ترتيب الفراش بإتقان ووضع الاغطية فوقه فأنتِ بهذه الطريقة المثالية تغطين حشرات الفراش غير المرئية ألا وهي حشرة العث التي تنمو وتتكاثر في الشراشف والاغطية التي تحتوي على نسبة عالية من الرطوبة والحرارة الناتجة عن تعرقنا طوال الليل. تخلق هذه الرطوبة مع انخفاض درجة التهوية مكان مثالي لنمو العث من دون ان تلاحظي ذلك.
ما هي الآثار الضارة بالصحة التي كشفت عنها الدراسة؟
في الواقع اظهرت الدراسة ان السرير يمكن ان يكون موطن مثالي لنمو العث وعلى هذا فإننا نعرض انفسنا لخطر الإصابة بالعديد من امراض الحساسية الصدرية مثل الربو، إلى جانب الحساسية الجلدية مثل الاكزيما كذلك حُمى القش المزمن مع الإصابة بالأرق. كشفت الدراسة ان السرير يمكن ان يكون موطن لنمو 1.5 مليون من حشرة الفراش (العث) مما يزيد من خطر الإصابة بأحد هذه الامراض.
الحل المثالي هو تهوية غرفة النوم بعد الاستيقاظ مباشرةً
أشار ستيفن بريتلوف، رئيس فريق العلماء القائم على الدراسة، الى انه للتخلص من حشرة الفراش المسببة للعديد من الامراض من الافضل محاربتها عن طريق تجنب ترتيب السرير عندما نستيقظ على الفور مع تهوية الغرفة اولاً إذ يمكن ان تختفي حشرة العث بفضل الهواء النقي وتعرض الفراش والاغطية لأشعة الشمس.
كما افاد انه يمكن ايضاً التخلص من حشرات الفراش غير المرئية عن طريق منتجات النظافة المختلفة الخاصة بالفراش أو بإستخدام مكنسة كهربائية لشفط الغبار والحشرات. مع ذلك فإن طرق التنظيف المختلفة لا يمكن ان تقضي على العث لذلك اوصت الدراسة بضرورة تهوية الغرفة بشكل متكرر، بالإضافة إلى ضرورة غسل الملاءات، شراشف السرير والاغطية بإنتظام وجعلها تجف تحت اشعة الشمس.
في النهاية، صرح الباحث ستيفن بريتلوف أن ما توصلت إليه الدراسة من نتائج مفيدة قد تكون اساسية في الوقاية من امراض الحساسية ولا سيما الحساسية الجلدية، وبالتالي لها تأثير بالغ على الصحة والجمال معاً.