إن كنتِ من عشاق ألعاب الكلمات المتقاطعة، السكرابل أو السودوكو فأنتِ محظوظة للغاية! غالباً ما يكون هذا النوع من الألعاب بمثابة تمرين للدماغ وهي تعزز قدرته العقلية والذاكرة وتحميه من الشيخوخة مع التقدم بالسن، بحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة International Journal of Geriatric Psychiatry.
الألعاب الذهنية تزيد من نشاط وتحدي الدماغ، تجعلكِ تضعين الاستراتيجيات لحلّ اللعبة والانتقال إلى المرحلة الأصعب. كذلك، من شأن هذه الألعاب مساعدتكِ على تدريب الدماغ، خصوصاً الدماغ الأيسر المسؤول عن التفكير التحليلي، لحمايته من التدهور مع التقدم بالعمر.
أجريت الدراسة، بعنوان Protect على حوالي 19 ألف شخص تجاوزوا سن الـ50، حيث درس الباحثون قدراتهم الإدراكية والتحليلية عند لعب لعبة السودوكو أو الأحجيات، من خلال إجراء سلسلة من الإختبارات التي تقيّم مدى انتباههم، وقوة ذاكرتهم والتحليل المنطقي.
تبيّن في الدراسة أن كل الذين يلعبون لعبة السودوكو أو غيرها من الألعاب العقلية لتنمية الذكاء، يتمتعون بمهارات معرفية تصغر أعمارهم بـ10 سنوات عند التقدم في العمر. في هذا الصدد، لاحظ العلماء تحسناً كبيراً في وظائف الدماغ لدى كبار السن خصوصاً تلك المتعلّقة بسرعة البديهة والدقة عند الإنخراط في هذه الألعاب التي تنشّط خلايا الدماغ وتمنع تدهورها.
أفادت الباحثة والخبيرة في مرض الخرف آن كوربيت أن رغم تحسّن وتعزيز نشاط الدماغ عند لعب لعبة السودوكو مثلاً إلّا أن هذا لا يعني أن هذا النوع من الألعاب يقضي على خطر الإصابة بالخرف عند التقدم بالسن أو بلوغ مرحلة الشيخوخة. لكن تبيّن أن حلّ الأحجيات بصورة منتظمة تساعد الدماغ على أداء وظائفه بشكل جيّد لوقت أطول.
كذلك، تقول البروفيسورة جيري إدواردز، باحثة في ألعاب الدماغ والقدرة المعرفية، إن الأمر يختلف بين شخص وآخر، إذ إن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات عقلية جيدة يعشقون هذا النوع من الألعاب. أمّا بعد تعرّضهم لتدهور في الدماغ، تصبح هذه الأحاجي صعبة بالنسبة لهم ومثيرة للإحباط، لذلك، يستسلمون ويتوقفون عن لعبها إن عجزوا عن حلّها.
الى جانب هذه الالعاب، من المهم جداً اتباع نمط حياة صحي مثل ممارسة الرياضة، تناول الأطعمة والأغذية التي تحمي الدماغ من الشيخوخة والتدهور المعرفي، لأن لعب الأحاجي أو لعبة السودوكو والكلمات المتقاطعة ليست كافية للوقاية من أمراض التدهور العقلي مثل الالزهايمر والخرف.
