عزيزتي مينو،
عليكِ أولاً إجراء تحليل دمّ واختبار هرمونات لتبيان ما إذا كنتِ تعانين نقصاً في الحديد أو اضطراباً في الغدّة الدرقيّة، وفي هذه الحالة من الضروريّ معالجة المشكلة لوقف تساقط الشعر. أمّا إذا كانت السباب فعلاً وراثية أم ناجمة عن عوامل خارجيّة وحاولتِ كلّ الوسائل لكن أيّها لم تنجح، فزرع الشعر المباشر هو الحل الوحيد والأخير.
لا يمارس هذه التقنيّة سوى أطبّاء مختصّصين في هذا المجال، وهي اليوم تقنيّة زرع الشعر الأكثر دقّة لاستعادة الشعر الطبيعيّ في مناطق الصلع وإعادة تحديد خطّ شعر متناسق من الناحية الأماميّة وتجنّب الصلع عبر زيادة كثافة الشعر عندما تبدأ علامات الصلع. لا يتطلّب زرع الشعر سوى جلسة واحدة تجري تحت تخدير موضعيّ من دون جراحة ومن دون ألم ومن دون الحاجة إلى تعطيل أيّ نشاط.
في هذه التقنيّة، تُستخدم أدوات مبتكرة ومحدّدة تسمح بإتمام كلّ مرحلة من دون شقّ الجلد أو تقطيب جرح أو إحداث ثقب أو التسبّب بندبات أو التأثير على الأنسجة المحيطة. تستلقي السيّدة بكلّ ارتياح ويقوم الطبيب باستخراج بصيلات الشعر واحدة تلو الأخرى من المنطقة المانحة (عادةً تكون الجزء الخلفيّ من الرأس) بواسطة مخرز صغير يتراوح قطره بين 0.7 و0.9 ملم. بعد ذلك، يتمّ استخدام أنبوب رفيع جدّاً مزوّد بإبرة مشقوقة تكون قد أُدخلت فيها بصيلة الشعر المستخرجة مباشرةً، وهو يسمح بزرع البصيلة في فروة الرأس في منطقة الصلع. بهذه الطريقة تُزرع البصيلات بين الشعر الموجود بكميّة كبيرة، إذْ يمكن زرع ما يصل إلى 4000 شعرة خلال جلسةٍ تستغرق 8 ساعات و99% من هذه الكميّة تعود وتنبت من جديد".
تقدّم المجموعة الطبيّة المتخصّصة في زرع الشعر المباشر نتائج مضمونة، ولكن لا يمكنها أيضاً أن تقوم بمعجزات. فإذا كان تساقط الشعر منتشراً وشديداً ولا مناطق مانحة وافرة للغاية، يصبح استخراج بصيلات الشعر أمراً مستحيلاً. ولكي لا تصلي إلى هذه المرحلة لا تتردّدي في استشارة الطبيب ما إنْ تلاحظي تساقطاً غير طبيعيّ لشعركِ.