الحالات التي قد تخطئ فيها الماموغرام في الكشف عن سرطان الثدي

عندما تشكّ المرأة باحتمال إصابتها بسرطان الثدي، تذهب فوراً للقيام بفحص الماموغرام للتأكد اذا كان حدسها صحيح أم لا. في حال أتت النتيجة سلبية (أي غير مصابة بالسرطان)، تشعر عندها بالرّاحة رغم أن النتائج قد لا تكون صادقة. للأسف، التأكد من الإصابة بسرطان الثدي لا يقتصر فقط على هذا الفحص؛ في بعض الحالات لا يظهر أي علامات للسرطان في الماموغرام رغم اصابتكِ به. السبب لا يتعلق فقط بنوع السرطان بل أيضاً بطبيعة ثدييكِ. تعرفي في السطور أدناه في أي حالات تخطئ الأشعة السينية في الكشف عن سرطان الثدي.

سرطان الثدي الإلتهابي المعروف بالـ IBC هو من الأنواع النادرة جداً، يصيب نسبة 2 أو 3 بالمئة من السيدات. رغم النسبة المتدنيّة، يعتبر هذا السرطان من أخطر الأنواع، كون الخلايا السرطانية تخترق الغدد الليمفاوية في الثدي وتمنعها من المحاربة، لينتشر السرطان بسرعة كبيرة خارج هذه القنوات. هو ينمو بشكلٍ سريع من دون ظهور أي ورم، كما أنه من المحتمل لأن يصيب النساء عن عمر مبكر أي قبل الـ 40.
رغم عوارضه الواضحة مثل الم الثدي، البقع الحمراء عليه وغيرها، من الصعب جداً تشخيص سرطان الثدي الإلتهابي عبر الماموغرام. في معظم الحالات، يكون الـInflammatory Breast Cancer قد وصل إلى مراحل متقدمة مثل المرحلة الثالثة أو الرابعة قبل اكتشافه خلال الفحص.

سرطان الغدد الغازي هو ثاني أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً، كما أنه يصيب النساء قبل سنّ اليأس أي المينوبوز وأيضاً اللواتي وصلن إلى سنّ الـ 55 والـ60. ينمو أولاً في الغدد المنتجة للحليب لينتشر بسرعة في باقي الأنسجة. كونه ينمو على شكلِ خطٍ مستقيم من دون تشكيل كتلة، من الصعب أن يظهر أي علامات لسرطان الـ Invasive Lobular Carcinoma في الماموغرام. بالإضافة إلى صعوبة تشخيصه بعد فحص الماموغرام، يعتبر الـ ICL خطر بسبب استهدافه الثديين وليس واحد فقط. بالنسبة لاعراض هذا النوع من سرطان الثدي، هي ترتكز على الم الثدي والحلمة، الإحمرار، افرازات من الحلمة، وورم طفيف تحت الذراع.

عندما نتحدث عن كثافة أو كبر الثديين لا نعني بذلك حجم الثدي بل نقصد كثافة النسيج الليفي والغدّي بنسبة أكثر بكثير من النسيج الدهني وقد تظهر هذه الحالة عند النساء ذات الثدي الصغير من حيث الحجم. لذلك يكون من الصعب جداً اكتشاف بعض أنواع سرطان الثدي نظراً لوجود هذه الكثافة التي تشكل كتل غير سرطانيّة.
من أبرز أنواع سرطان الثدي التي لا تظهر بسبب هذه الكتل، هو سرطان الأقنية الغازي أو الـ Invasive Ductal Carcinoma. هو أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعاً وتصل نسبة الإصابة به إلى 80% كما أنه يهدد النساء في أي عمرٍ أكان مبكر أو متقدم. يستهدف أولاً قنوات الحلمة التي تفرز الحليب ليصل من بعدها إلى الأنسجة الدهنيّة في الثدي. الجدير ذكره أن كثافة النسيج الليفي والغدّي في الثدي تخفّ تدريجياً مع التقدم في العمر.

صحيح أن لفحص الأشعة السينية أو الماموغرام دور مهم في تشخيص علامات سرطان الثدي ويجب اجراء هذا الفحص مرّة في السنة في حال تخطيتِ عمر الـ40. لكن كما ذكرنا أعلاه هناك حالات لا يأتي فيها هذا الفحص بنتائج صحيحة. للتأكد أكثر من النتائج، يمكنكِ اللجوء إلى فحص سرطان الثدي آخر مثل:

- تصوير شعاعي ثلاثي الأبعاد أو الـ3D Mammogram وهو الفحص نفسه للماموغرام من خلال تقنية الـ3D التي تأكد أكثر النتيجة.

- تصوير بالأشعة فوق الصوتية أو الـBreast Ultrasound الذي يحدد اذا كانت الكتل في الثدي سرطانية أم لا.

- تصوير بالرنين المغناطيسي أو الـBreast MRI Scans ويلجأ اليه الطبيب في حال زاد خطر الإصابة بالسرطان لدى السيدة نظراً لعامل الوراثة أم لنتائج الفحوصات الأخرى الإجابية. وغالباً ما يساعد على تحديد حجم الإصابة بالسرطان.

- فحص خزعة الثدي أو الـ Breast Biopsy من خلال ازالة بعض الخلايا من المنطقة المشبوهة في الثدي لفحصها.