اسقاط الولاية في السعودية: على ماذا ينص هذا القانون ولماذا شكّل جدلاً واسعاً؟

"لا ولاية على القاصرين في الـ 18 قريباً"، هو العنوان الرئيسي الذي أوردته صحيفة سعودية على صفحتها الأولى قبل أيام قليلة، والمتعلق بتشكيل لجنة لدراسة اسقاط الولاية عند بلوغ سن الـ18 وليس عند بلوغ الـ21 عاماً، وفق النظام المتبّع حالياً.

منذ أن تمّ نشر الخبر والجميع في المملكة يتحدث عن قرار اسقاط الولاية حيث أعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تسليط الضوء على تصريحات سابقة أدلت بها الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، السفيرة الجديدة للسعودية في الولايات المتحدة الأميركية، عن نظام الولاية، وقد طالبت فيها بالعمل أكثر لرؤية تغييرات في نظام ولاية الرجل على المرأة في السعودية.

الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان التي كانت تشغل منصب وكيل الرئيس للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة في السعودية، تحدثت في مقابلة عبر شبكة CNN العالمية في يونيو 2018، عن إجراء حوار مهم في مجلس الشورى بخصوص نظام الولاية وقالت في الفيديو المتداول:" يمكنني القول إنني كامرأة مطلقة وأم لطفلين، هذا الامر ملح بالنسبة لي. لدي عائلة الآن تسمح لي بأن أكون قادرة على الحركة والديناميكية ولكن هذا ليس الواقع بالنسبة للعديد من النساء." كما أضافت:" هل سيحدث هذا اليوم؟ لا أستطيع ان اقول شيء عن ذلك ولكن هل أود رؤيته في المستقبل القريب؟ بالطبع نعم، أريد أن أرى تغييرات في نظام الولاية".

المعلومات الصحفية كشفت أن السلطات السعودية شكّلت لجنة لدراسة إضافة حكم إلى نظام المرافعات الشرعية يقضي بانتهاء الولاية على القاصر عند بلوغه سن الـ18 من عمره (نظام الولاية يطبّق في السعودية حتى عمر الـ21 على الذكور والإناث على حدّ سواء)، ما لم تحكم المحكمة باستمرارها عليه. في حال رغب القاصر بإثبات رشده قبل هذه السنّ فإن ذلك يكون عبر المحكمة المتخصصة. هذا يعني أن القرار سوف يعطي المرأة السعودية عند بلوغها 18 سنة، حقّ اتخاذ قراراتها بنفسها، والتي تشمل استخراج جواز سفر والسفر إلى خارج البلاد بالإضافة إلى حقّ السكن والعمل من دون إذن ولي الأمر الذي قد يكون والدها أو زوجها أو شقيقها أو ابنها.

قرّرت السلطات كذلك، دراسة إضافة تعديلات على قانون وثائق السفر يقضي بإصدار جواز سفر للخاضعين للحاضنة، وهذا يعني أنّ المرأة التي تملك حكماً قضائياً بحضانة أولادها في حالة الطلاق، تستطيع استخراج جوازات سفر لأبنائها القصر بخلاف المعمول به اليوم. فالقانون الحالي يتطلب موافقة الأب على استخراج جوازات السفر للأبناء.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة السعودية والناطقين الرسميين باسمها لم يصدروا أي تعليق حول المعلومات التي نشرتها هذه الصحيفة السعودية، كذلك لم تذكر الصحيفة المزيد من التفاصيل ولم توضّح ما إذا كان القرار يشمل النساء أم أنه محصور فقط بالرجال.

لاقى البحث في قرار اسقاط الولاية صدى واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ دشّن نشطاء عدة هاشتاغ للتعبير عن رأيهم. تصدّر هاشتاغ #اقرار_اسقاط_الولايه_بعد_ال١٨، قائمة الهاشتاغ الأكثر تداولاً في الخليج. كما أثار الأمر جدل كبير واختلاف في وجهات النظر بين رواد مواقع التواصل، ففي حين أبدى مغرّدون سعوديون تحفّظهم لمشروع القانون معتبرين أن "ولي الأمر يحافظ على المرأة السعودية"، أبدى بعض النساء ترحيبهن به وأعربن عن سعادتهن بالخبر.

ضمن هذا الاطار، وفي أول مبادرة لدعم قرار اسقاط الولاية، دعت الفنانة المصرية رانيا يوسف لتطبيق وتنفيذ قرار اسقاط الولاية عن الفتيات السعوديات بعد سن الـ18، وذلك عبر حسابها على تويتر، وكتبت: "نعم لإسقاط الولاية بعد الـ18... نعم لحرية المرأة. نعم لنجاح المرأة. نعم لاستقلال المرأة".

لكن تغريدة رانيا يوسف لم تعجب الكثير من رواد مواقع التواصل السعوديين والمصريين على حد سواء، فانهالت ردود الفعل على الفنانة المعروفة بجرأتها وتم انتقاد تدخّل رانيا يوسف في الشأن السعودي وإبداء رأيها في حقوق المرأة السعودية.