close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

متلازمة الأكل الليلي: أسبابها، عوارضها وسبل الوقاية منها

متلازمة الأكل الليلي: أسبابها، عوارضها  وسبل الوقاية منها

إذا كنتِ من اللواتي يشعرن بالجوع في وقتٍ متأخرٍ من الليل، وتعانين من اضطربات في مواعيد النوم وبالتالي الرغبة في تناول المأكولات، فمن الممكن أن تكوني مصابة بمتلازمة الأكل الليلي Night Eating Syndrome. من هنا، سنشرح لكِ في ما يلي عن هذا الاضطراب كما سنقدّم لكِ بعض النصائح التي تساعدكِ في حل هذه المشكلة وضمان اتّباع نظام غذائي صحي.

ما هي متلازمة الأكل الليلي؟

الجوع في منتصف الليل أو متلازمة الأكل الليلي هي حالة تجمع ما بين الإفراط في تناول الطعام ليلاً واضطربات النوم. كما أنها تقوم على الإكثار من الطعام بعد فترة العشاء، ثم المعاناة من اضطربات من النوم، والنهوض ليلاً للأكل بشراهة، مع قناعةٍ تامة بأن استهلاك الطعام هذا، له دور في المساعدة على النوم.

هذه المتلازمة تختلف عن اضطربات الأكل، المعرّفة بأّنها حالات تنشأ من خلالها علاقات غير صحيّة مع الطعام، والتي يندرج ضمنها حالات مرضيّة عديدة كفقدان الشهية، الشراهة المرضية واضطراب الأكل. نقطة الاختلاف الأساسيّة هي أنّ متلازمة الأكل الليلي تعنى بطقوس استهلاك الطعام ليلاً وأنماط النوم، ولا تعير اهتماماً بالغاً إلى الكميّة المستهلكة وطريقة الاستهلاك.

ما هي عوارض متلازمة الأكل الليلي؟

متلازمة الأكل الليلي تسبب عوارض واضحة تتفاوت وتختلف من شخص إلى آخر، إلّا أننا سنقدّم لكِ في ما يلي أبرز العوارض:

- انقطاع الشهيّة في النهار.

- الرغبة في استهلاك كميّات كبيرة من الأطعمة في فترة ما قبل النوم.

- المعاناة المستمرة من الأرق.

- الإعتقاد بأّن الأكل يساعد على النوم.

- المزاج الكئيب والقلق الذي يترافق مع حلول الليل على الغالب.

- الميل للطعام الذي يحتوي على سعرات حراريّة مرتفعة ونسبة عالية من الكاربوهايدريتس.

- فقدان السيطرة، حيث أنّ المصابون بهذه المتلازمة لا يملكون مقدرة التحكّم بتصرفاتهم ولا يتمكنون بالتالي من الإمتناع عن الأكل بسهولة.

- التكرار والإنتظام، فلا يكون الفرد مصاباً بهذه المتلازمة، إلّا إذا أرفقت أفعاله بصفة الإنتظام، حيث يكرر الفرد نهوضه من نومه للأكل بصورة يومية تقريباً.

ما هي أسباب متلازمة الأكل الليلي؟

ما زالت الأسباب الكامنة وراء متلازمة الأكل الليلي غير واضحة حتّى الآن نظراً لندرة الدراسات التي تناولت الموضوع، إلّا أن العلماء يرجحون أن تقف ورائها مشاكل النوم المتقطّع والمشاكل الهرمونات. كما أن احتمالية الإصابة بها تزداد مع وجود القلق والإكتئاب والسمنة المفرطة، ولكن وحتّى الآن، لم يجد المختصون دليلاً يشير إلى أن السمنة تسبّب المتلازمة، إلّا أن المثبت والمعلوم هو أن الأخيرة تجعل من خسارة الوزن أمر شديد الصعوبة، ولكّن تبقى احتماليّة إصابة شخص لا يعاني من السمنة بالمتلازمة أمر معقول وممكن حدوثه.

أمّا علماء الوراثة فيعتقدون أن هناك جين يسمّى بـPER1 يلعب دور الساعة في جسم الإنسان، ويُرجّح أن أي خلل في هذا الجين ممكن أن يسبّب متلازمة الأكل الليلي، إلّا أن الدراسات العلمية ما زالت خجولةً بما يتعلّق بهذا الشق. يختلف التأويل أيضاً لدى أطباء الرأس والأعصاب الأمركيين حيث يعتقدون أنّ المصابين بهذه المتلازمة قد تجمعهم حقيقة تعرّضهم لسوء معاملة نفسية وجسدية من المقربين مما يفسّر الأرضية النفسية التي تنشأ عليها.

الفرد يشخّص كمصاب بمتلازمة الأكل الليلي من قبل المختصين عن طريق استبيان مفصّل يجيب عليه المريض مرفقاُ بفحوصات لموجات الدماغ ومستويات الأوكسجين في الدم، وضربات القلب والتنفس، بالإضافة إلى تخطيط النوم وغيرها من الفحوصات الروتينيّة.

ما هو علاج متلازمة الأكل الليلي؟

إذا تمّ تشخيصك كمصابة بهذه المتلازمة من قبل المختصّين، فهناك علاجات وطرئق عدّة من شأنها أن تساعدك على التخلّص منها أوّلها تأمين الراحة والسكينة لنفسك، فيجب أن تبذلي جهداً كبيراً للاسترخاء، لتستطيعي تنظيم مواعيد أكلك. بالإضافة إلى ضرورة العمل على معرفة مصادر القلق التي تعانين منه حيث الطب النفسي يلعب دوراً أساسياً في هذه العملية، باعتبار اللجوء الى المختصين أمر هام وخطوة كبيرة باتجاه العلاج.

بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، عليكِ أن تلتزمي ممارسة الأنشطة التي تشعرك بالراحة والمتعة والرضى عن نفسك لتتخلّصي من التوّتر، كالرياضة، اليوغا، الاستماع إلى الموسيقى وممارسة الهوايات التي تحبينها بشتّى أشكالها.

بما يتعلّق بنظامك الغذائي، يوصي المختصين بضرورة اتّباع نظام صحي يساعد على بناء جسد سليم وقوي، يشجعك على التخلّص من الطعام المضرّ وخاصةً في فترة الليل، والإصرار على تناول 3 وجبات في موّزعة بصورة صحيّة على ساعات اليوم.

أمّا العلاج الدوائي فقد يشمل مضادات الإكتئاب وعقاقير أخرى، ومن شأنه أن يحسّن المزاج ونصحيتنا الدائمة لك، أن تقومي باستشارة طبيب لأّن هذه العقاقير لا يجب أن تستهلك إلّا بإشراف المختصين.