لم تعد الكلفة العالية وساعات العمل الطويلة التي تتطلّبها تصاميم الكوتور تثير الاستغراب! فالإبداع في التصاميم، الخبرة، الحرفية، الهويّة التي تحملها الدور وتاريخ المصممين، كلّها عوامل أوصلت عالم الكوتور إلى ما هو عليه اليوم. قد نجهل الكثير من الحقائق عن هذا العالم، فالرحلة كانت طويلة ومرّت بالعديد من المحطّات المهمّة، إليكِ أبرزها.

لحظات من عروض أزياء لن ننساها

افتتح المصمّم البريطانيّ Charles Frederick Worth أوّل دار للأزياء الراقية في باريس، حيث قام بتصميم أزياء لنساء الطبقة المخمليّة. اعتبر الأب الأوّل للأزياء الراقية وهو أوّل شخص أطلق عليه لقب مصمّم أزياء.

أبصرت غرفة التجارة للأزياء الراقية، أي Chambre Syndicale de la Haute Couture النور، لتنظيم المبادئ التوجيهيّة التي يجب على المصمّمين اتّباعها، وكذلك لمراقبة أصالة التصاميم. كذلك، ترأّس هذا الاتّحاد أسابيع الموضة للرجال والنساء في باريس.

إحدى رائدات تصميم الأزياء الراقيّة Jeanne Paquin. كانت تصاميمها الخيار المفضّل للعديد من الممثّلات، وكانت ترسل فساتينها إلى المسارح، كطريقة تسويقيّة لها. ترأّست أوّل عرض للأزياء الراقية في معرض Paris Expo في العام 1900 وانتخبت رئيسة غرفة التجارة للأزياء الراقية في العام 1917. يمكن القول أنّها مهّدت الطريق أمام Gabrielle Chanel.

أطلق Paul Poiret علامته الخاصّة، وقد حرص على تحرير النساء من التنانير الكبيرة والكورسيه. في العام 1906، قام بدمج الكيمونو والقفطان مع الملابس الغربيّة.

تمّ استخدام عبارة Haute Couture لأوّل مرّة.

افتتحت Coco Chanel استوديو لها في باريس، وبدأت في العام 1913 بتقديم ملابس أنيقة ومريحة مستوحاة من ملابس الرجال، لتحرير النساء من الموضة المقيّدة في ذلك الوقت.

افتتحت Madeleine Vionnet دار الأزياء الخاص بها وقد عرفت بتأثيرها القويّ في عالم الخياطة الراقية إذ ابتكرت تقنيّة جديدة تسمى Bias-Cut الأمر الذي رسّخ مكانتها كرائدة في تحديد قواعد اللّباس خلال الثلاثينيّات.

افتتح المصمّم الإسبانيّ Cristobal Balenciaga مشغله في San Sebastian في إسبانيا.

أنشأت الصحافة الفرنسيّة L'Association de Protection des Industries Artistiques Saisonnieres (PAIS)، كمحاولة لحماية التصاميم الراقية من النسخ أو التقليد. كان يتمّ تصوير التصاميم على العارضات من الأمام، الخلف والجانبين، ليتمّ تسجيلها كدليل.

افتتحت Elsa Schiaparelli مشغلها بتشجيع من Poiret. من خلال الجمع ما بين الموضة والسرياليّة، أضافت الحداثة إلى ملابس النساء.

تقاعدت Gabrielle Chanel وأغلقت دار الأزياء الراقية بعد اندلاع الحرب العالميّة الثانية.

تمّ إدراج بنود جديدة لعضويّة غرفة التجارة للأزياء الراقية:
- تقديم الأزياء المصمّمة حسب الطلب، للعملاء الخاصّين.
- أن تكون ورشة العمل في باريس وتضمّ 20 موظفاً على الأقلّ، بالإضافة إلى ما لا يقلّ عن 20 تقنيّاً، بدوام كامل.
- تقديم مجموعة من 25 تصميماً على الأقلّ مرّتين سنويّاً (يناير ويوليو) في أسبوع الموضة الباريسيّ.

أعيد إحياء صناعة الأزياء الفرنسيّة بنجاح، بعد الحرب مع مجموعة Dior التي حملت عنوان New Look، واتسمت بالخصر الضيّق والتنانير المنتفخة.

افتتح Hubert de Givenchy دار الأزياء الراقية الخاصّة به.

بعد وفاة Christian Dior المفاجئ، خلفه Yves Saint Laurent الذي كان يبلغ 21 عاماً آنذاك. وفي العام 1962، افتتح Laurent مشغله الخاصّ.

ظهرت Audrey Hepburn بالفستان الأسود الضيّق الشهير في المشهد الافتتاحيّ من فيلم Breakfast at Tiffany’s، من تصميم Hubert de Givenchy هي اللتي كانت تعتبر مصدر إلهام له.

أطلق Yves Saint Laurent متجر Saint Laurent Rive Gauche، وهو أوّل متجر مستقلّ للأزياء الراقية. تبع كلّ من Pierre Cardin، André Courrèges، Ted Lapidus وEmanuel Ungaro خطاه في افتتاح متاجرهم الخاصّة.

تقاعد Cristobal Balenciaga وأغلق دار الأزياء الراقية.

انخفض عدد دور الأزياء الراقية من 106إلى 19 فقط. ألقى العديد من المصمّمين اللّوم على القواعد الصارمة التي وضعت، كونها تنصّ على شروط غير منطقيّة. أقفلت العديد من الدور أبوابها في تلك الفترة، منها Thierry Mugler وChristian Lacroix.

أقيم أسبوع الموضة الأوّل في باريس في 28 نوفمبر 1973 وأشرفت عليه Eleanor Lambert، مؤسّسة أسبوع الموضة في نيويورك. كان هذا الحدث الأوّل الذي يتمّ فيه عرض مجموعات الأزياء الراقية، الملابس الجاهزة وملابس الرجال معاً في باريس.

افتتح Elie Saab في سنّ الـ18 عاماً ورشته الخاصّة في بيروت، وانضمّ إلى صفوف دور الأزياء الراقية في العام 2000.

انضم Karl Lagerfeld إلى دار Chanel، وكانت أولى خطواته في عالم تصميم الأزياء الراقية.

كان Mugler أوّل مصمّم يمنح الجمهور الفرنسيّ إمكانيّة الوصول إلى عرض أزياء حقيقيّ، إحتفالاً بالذكرى العاشرة للدار، خلال عرضه لمجموعة موسم خريف وشتاء 1984. ضمّ العرض أكثر من 6000 شخص، وكان أوّل عرض أزياء مفتوح للجماهير.

عيّن John Galliano كمدير إبداعيّ لدار Dior والذي أضاف لمسته الخاصّة على تصاميم الأزياء الراقية. في العام نفسه، تولّى Alexander McQueen دار Givenchy، حيث مزج الأشكال المنحوتة بمفهوم الدار.

تقاعد Yves Saint Laurent وأغلق مشغل الأزياء الراقية.

اضطرّت Versace للتوقّف عن إقامة عروض أزياء بين عامي 2004 و2012، بسبب الركود الذي جعل إمكانيّة استمرارها في عالم الموضة الراقية أمراً صعباً.

أطلق Giorgio Armani علامة للأزياء الراقية، أي Armani Privé.

أطلقت Dolce & Gabbana عرضاً للأزياء الراقية، أي Alta Moda للنساء وAlta Sartoria للرجال.

خلال أسبوع الموضة في باريس، أطلق Rad Hourani أوّل مجموعة كوتور مخصّصة للرجال والنساء معاً.

- أقامت Dior أوّل عرض للأزياء الراقية في مدينة شنغهاي،
- انضمّت دار Ralph & Russo كأوّل علامة بريطانيّة بعد أكثر من 100 عام إلى نقابة عمال الأزياء الراقية.
- أعلن رئيس اتحاد الموضة في باريس، Didier Grumbach تنحّيه عن منصبه بعد 16 عاماً، ليخلفه Ralph Toledano.

- تحت إشراف المدير الإبداعيّ Hedi Slimane، أعيد إطلاق مجموعة Saint Laurent للأزياء الراقية.
- أعلن Jean Paul Gaultier خلال عرضه مجموعة ربيع وصيف 2015، أنّه سيتوقّف عن تصميم الملابس الجاهزة للتركيز على شغفه الأصليّ، الأزياء الراقية.

تغيّر اسم غرفة التجارة للأزياء الراقية، وباتت تعرف بـFédération de la Haute Couture et de la Mode (FHCM) ، أي اتّحاد الأزياء الراقية والموضة.

أعاد المدير الإبداعيّ Demna إحياء مجموعة الأزياء الراقية لدار Balenciaga، بعد انقطاعٍ دام 53 عاماً.

لأوّل مرّة منذ 152 عاماً، أقيم أسبوع الموضة للأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2020-2021، بطريقة افتراضيّة، بسبب جائحة Covid-19.