تنظم دار فان كليف أند آربلز معرض تحوّلات الذهب Transformations of Gold وتحديداً في بوتيك ليه صالون دبي أوبرا. أكثر من 55 إبداع من مجموعة هيريتاج من ضمنها إبداعات تم اقتناؤها حديثاً، تبرز الإمكانيات المبتكرة التي يمكن أن يقدمها هذا المعدن الثمين. من خلال قوامه وألوانه وترجماته المواضيعية المختلفة، يتحوّل الذهب ليصوّر أسلوب دار فان كليف أند آربلز الواسع والراقي والغني عبر العقود.
بدءاً من أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، أدّى النقص في الأحجار الكريمة في أوروبا والاستيلاء الصناعي الاستراتيجي للبلاتين إلى عودة ظهور الذهب الأصفر في المجوهرات. هذه القيود المادية لم تحد من الأرشيف الإبداعي لدار فان كليف أند آربلز، بل ساهمت في تحفيزها وسمحت لها بالتعبير عن حسّها المبدع وشغفها للابتكار التقني.
بعد الحرب، ساهم العمل بالذهب بسرعة في تغيير لغة الأشكال التي أصبحت تتطلب سرداً ورموزاً جمالية جديدة. كانت هذه الفترة لدى فان كليف أند آربلز، فترة تساؤلات وتجدد، انعكست في تسليط الضوء على حلى جديدة تجمع بين الطبيعية والتجريد في الإبداع نفسه كحلية شانتيللي التي تذكر بشكلها الورقة الصغيرة والنسيج المشغول، تجسّد هذا التجدد بدقة متناهية. أصبح شكلها الهجين الركيزة الأساسية لتركيبات استكشفت مختلف مصادر الضوء والحركة والإيقاع. ازدهرت هذه الحلية على المشابك والخواتم وعقود كو دو فان وأقراط أذن لامبيون المرصعة بالماس، كما اتخذت مكانة مميزة في قلب عقد زيب الذي يلّخص بوضوح فن التحوّل لدى فان كليف أند آربلز.
لتصوير القطع اليومية العديدة التي تتحوّل إلى مجوهرات، إبداعات توبوغاس وهو تعبير يشير إلى شريط من الذهب يتميّز بكونه مفصلي ومرن. في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي، ظهرت مجموعة توبوغاس ولاقت رواجاً في الأربعينيات بحيث استعانت بها العديد من دور المجوهرات. قدّمت دار فان كليف أند آربلز تعابير أنيقة تسلط الضوء على مرونة الذهب وتألقه الشمسي على العقود وأقراط الأذن وخواتم فير آ شوفال وأساور بيل – إيلين المرصعة بالياقوت والسافير والماس.
تحوّل الذهب أيضاً إلى خرزات صغيرة لإبراز الأحجار والحلى في إبداعات الدار واعتباراً من 1948 ، ازدادت عدداً وتغيرت مقاييسها لتشكل عقوداً وأساور وخواتم وساعات، كما في مجموعة كوسكوس. كرّمت مجوهرات دار فان كليف أند آربلز خيوط الذهب. أكانت ملتوية أم مضفرة أم منسوجة أم مخططة، بدت وكأنها تشكل أربطةً وحبال وأقمشة وتصاميم دانتيل. أقراص وترتر بألوان الذهب يتخللها الماس، تضفي الحياة إلى تنورة راقصة الباليه. خيوط ناعمة ودقيقة تلتقي لتشكل شبكة ذهبية تحمي مدقة متلألئة في قلب زهرة خيالية. كما تظهر الطبيعة بحيوتها والنباتات بأحجامها وحركاتها المختلفة في أوراق النبات العديد التي يبدو وكأنها رُسمت بحركة واحدة ثم تم نحتها.
ابتداءً من الستينيات، بدأت توجهات التحرر والتصاميم الغريبة المستوحاة من المجوهرات الهندية بالظهور. ترجمت دار فان كليف أند آربلز هذا التطوّر من خال تقديم إبداعات أقل كلفة مثل قادات من الذهب والأحجار الصلبة. على سبيل المثال، إن الذهب المزخرف والمجعد أم المشغول بالمطرقة الذي استخدمه بابلو بيكاسو وجورج براك وماكس إرنست ترددت صداه في التقنيات التي استخدمتها الدار في مجموعات ميموزا أو أقراط الأذن كريزانتيموم. ذبذبات من الفن البصري كما جسّدها فيكتور فاساريلي، تجلت على الأقراص الصفراء التي شكّلت مجموعة سيكوين والتي تذكّر بالفساتين التي صممها باكو رابان في ستينيات القرن الماضي.
اكتسبت حلى المستوحاة من الشرق حياةً جديدة على القطع الاستثنائية – علب السجائر وعلب البودرة والحقائب المسائية حيث ابتعدت خيوط الذهب الأصفر والأبيض والوردي عن التصاميم الكلاسيكية لتعبر عن تخيلات جديدة. عبّرت مجموعة باييت كوزو سيلليير من أواخر السيتينيات عن حب الدار للتقنيات الحرفية التي تستعين بالمهارات اليدوية. أما المجوهرات من حقبة الثمانينيات، والتي أظهرت الذهب ذات منحنيات ناعمة، فهي تسلط الضوء على مختلف الأشكال التي اتخذها هذا المعدن الثمين عبر العصور فهو في تحوّل دائم كما ينكشف بفضل ثروة فان كليف أند آربلز ورؤيتها.