عزيزتي رحاب ،
تُعدّ الثعلبة مرضاً جلديّاً يصيب المناطق التي ينمو فيها الشعر كالذقن، الرأس، الشارب، الحواجب، الأطراف، وينتج عن هذا المرض تساقط الشعر، وظهور بقع بيضاويّة الشكل مكان التّساقط ويصاحبها احمرار في المنطقة.
الأسباب الرئيسية لظهور الثعلبة غير معروفة حالياً، ولكن هنالك عدد من العوامل التي تؤدّي إلى ظهور الثّعلبة، ومنها:
- الوراثة: للعامل الوراثي دور كبير في إصابة الشخص بمرض الثعلبة؛ فالشخص المصاب بالمرض من الممكن أن يكون أحد أقاربه مثل الأمّ، الأب، الجدّ أو الجدّة قد أصيبوا بالمرض سابقاً، ولكنّه لا يُعدّ عاملاً أساسيّاً في الإصابة بالمرض.
- الحالة النفسيّة: تُعتبر الحالة النفسيّة أحد أهمّ العوامل التي تسبّب الإصابة بمرض الثعلبة، مثل التعرّض للضغوط، والاضطرابات النفسيّة، كالقلق والخوف.
- المناعة: قد تكون المناعة أحد أسباب الثعلبة، بمعنى وجود خلل في جهاز المناعة يؤدّي إلى محاربة بصيلات الشعر في الجسم كأنّها أجسام غريبة.
- الجينات: حدوث خلل في جينات الإنسان قد يؤدي إلى ظهور مرض الثّعلبة.
- عوامل أخرى: مثل الالتهابات الصديدية المتكرّرة والطفيليّات المعويّة، والأمراض التي تصيب العينين والأسنان، والمرضى الذين يتعاطون أدوية كيميائيّة، وأيضاً الشيخوخة لها دور في حدوث هذا المرض أحياناً.
لذلك لا بدّ من تشخيص المرض من خلال طبيب الجلد، وعمل بعض التحاليل المخبريّة لمعرفة العلاج المناسب. في الحقيقة لا يوجد علاج مباشر ومحدّد للثعلبة ومع ذلك فإنّه يمكن علاجه ويمكن للشعر أن ينمو مرّةً أخرى من خلال العقاقير والأعشاب، والتدليك ومن هذه العلاجات:
- يمكن علاج الثعلبة باستخدام عقاقير الكورتيزون التي يصفها الطبيب: إذ يُعدّ من العقاقير المضادة للالتهابات التي توصف لأمراض المناعة الذاتيّة. يساعد على تنظيم نشاط الجهاز المناعيّ بالجلد، ويعمل على إيقاف هجوم الجهاز المناعي على بصيلات الشعر، واستجابة المريض لهذا الدواء تكون تدريجيّاً حسب حالة المناعة لدى المريض.
- يوجد عقاقير أخرى يصفها الطبيب حسب الحالة.
- العلاج بالأعشاب: يستخدم العديد من مرضى الثعلبة الأعشاب كعلاج لنموّ الشعر الذي تساقط بسبب مضاعفات مرض الثعلبة، وأثبتت العديد من التجارب أنّ للأعشاب والنباتات نتائج مذهلة في عالج الثعلبة، ومن هذه الأعشاب المستخدمة في علاج الثعلبة وكيفية استخدامها، نذكر:
- الحنظل: نقوم بطحن الحنظل حتى يصبح رقيقاً جداً، ثمّ يتمّ مزجه بالخلّ وزيت الزيتون أو زيت حبّة البركة، ويوضع الخليط على مكان الإصابة.
- الحبّة السوداء: نقوم بتحميص الحبّة السوداء، ثمّ بعد ذلك نطحنها ثم نعجنها حتى تصبح عجينة، ثمّ نقوم بطلاء العجينة على مكان الإصابة.
- إكليل الجبل: نضع كميّة قليلة من نبتة إكليل الجبل في وعاء به ماء مغلي لمدة عشر دقائق، ثمّ يشرب المريض من شراب إكليل الجبل عدّة مرّات لمدّة أسبوعين.
- البصل: نقوم بخلط عصير البصل مع العسل، ونقوم بدهن الخليط على مكان الإصابة.
- الصبّار: نقوم بتدليك مكان الإصابة بماء الصبّار يوميّاً حتّى نحصل على نتائج ايجابيّة.
- العلاج بالتدخّل الجراحي: قد يلجأ الأطباء للتّدخل الجراحيّ في حالة عدم نجاح الأساليب السابقة في علاج تساقط الشعر الناجم عن الإصابة بمرض الثعلبة. إن هذا التدخل عبارة عن القيام بعمليّات جراحية تجميليّة لزراعة الشعر في المناطق التي تساقط منها نتيجة الإصابة بالثعلبة، وتعتمد نسبة نجاح هذه الجراحة على مكان الجراحة ومدى بقعة الثعلبة، وأيضاً على حسب خبرة الطبيب الجَرّاح. مع تطوّر الطبّ أصبحت نسب نجاح هذه الجراحة عالية، وأيضاً الشعر الذي تمّ زرعه يبقى ولا يتساقط نظراً لكون الهرمون الذكريّ لا يمكنه مقاومة هذا النوع من الشعر. بعد إجراء الجراحة، يجب أن يلتزم المريض بإتباع تعليمات الطبيب للمحافظة على شعره.
تمّ إعداد هذا الموضوع بالتعاون مع
إقرئي أيضاً شعري لا ينمو، ما الحل؟