في قلب جدّة، ينبض مركز وصل الثقافيّ بالإبداع وينقلكِ إلى عوالم فنيّة وثقافيّة. هنا، تتداخل الفنون التقليديّة مع أحدث الابتكارات التقنيّة، ليصبح الفنّ أداة فعّالة للتغيير الإجتماعيّ، ولتشكيل مستقبل ثقافيّ يشهد تحوّلاً غير مسبوق في المملكة. من خلال برامجه المتنوّعة وورش العمل التفاعليّة، يمنح المركز الشباب الفرصة للإبداع والتعبير عن أنفسهم بطريقة جديدة تتماشى مع رؤية السعوديّة 2030.
مركز وصل الثقافيّ: تجربة متكاملة
هو مؤسّسة سعوديّة في جدّة تُعنى بدعم المبادرات الإبداعيّة وبناء مجتمع يتشارك المعرفة والموارد، لإنتاج مواد ثقافيّة مُستلهمة من الحضارة، القيم والجمال. يقدّم المركز برامج متنوّعة في الأدب والفنّ، إلى جانب أنشطة للأطفال تشمل ورش عمل تفاعليّة ورحلات استكشافيّة وجلسات حواريّة لتنمية مهارات السرد والتفكير الإبداعيّ.
يضمّ المركز أيضاً "بيت وصل"، وهو مساحة تحتفي بالأدب والفنّ والتجارب الإنسانيّة، حيث يوفّر غرفًا ثقافيّة مثل المجلس الثقافيّ ومجلس الفنون وغرفة التجارب الفنيّة، ممّا يتيح للمبدعين اللقاء والتعاون واستكشاف طقوس الإبداع لديهم. كما يقدّم متجر المركز منتجات مستوحاة من الفنّ والأدب، يُبدعها فنّانون ومشاركون في برامجه ومبادراته، ما يجعله منصّة تجمع بين الإبداع والثقافة في تجربة متكاملة.
مقابلة سريعة مع جواهر الزهراني، مديرة مركز وصل الثقافيّ
1- كيف يعمل المركز على تحويل النشاط الفنيّ من مجرّد ممارسة إلى أداة فعّالة لتحقيق التغيير الاجتماعيّ؟
لا نرى الفنون مجرّد ممارسة إبداعيّة ذاتيّة، بل نعتبرها قوّة مجتمعيّة تساهم في تحسين جودة الحياة، رفع الوعي وتمكين الأفراد. لذا، نعمل على تمكين المواهب عبر الإقتصاد الإبداعيّ من خلال تأهيل الفنانين وتحويل مهاراتهم إلى فرص اقتصاديّة مستدامة، هذا إلى جانب ربط الفنّ بالقضايا المجتمعيّة من خلال مبادرات تعزّز الهويّة والاستدامة. كذلك نسعى إلى تحويل الأفكار إلى منتجات فنيّة قابلة للتوزيع، سواء كانت كتباً رقميّة، لوحات فنيّة...
2- ما هي الطرق التي تتّبعونها لجذب الشباب والجيل الجديد للمشاركة في الفعاليّات الثقافيّة والفنيّة؟
ندمج الذكاء الإصطناعيّ في الأدب والتصميم والتدوين الصوتيّ، ممّا يمنحهم تجربة تفاعليّة ويطوّر مهاراتهم الإبداعيّة. كما نطلق تحدّيات ومسابقات تحفّز الإبداع وتُنتج أعمالاً تعزّز لديهم الشعور بالأثر والاستمرار، هذا إلى جانب ورش عمل ومساحات مجهّزة تتيح لهم ممارسة الفنون وتطوير تجاربهم بأسلوب تفاعليّ يلائم اهتماماتهم.
3- كيف تضمنون التوازن بين دعم الفنون المعاصرة والحفاظ على الفنون التقليديّة في ظلّ التغييرات الثقافيّة السريعة؟
نعمل على نهج يجمع بين الحفاظ على الجذور وتجديد الرؤية، من خلال تقديم برامج تمزج بين التراث والتجريب الحديث، وإعادة إنتاج الفنون التقليديّة بوسائط رقميّة معاصرة، وتمكين الفنّانين من دمج الكلاسيكيّ بالحديث. كما نوفّر جلسات حواريّة تجمع بين الأجيال الفنيّة، ونعمل على تحويل الفنون التراثيّة إلى منتجات عصريّة تناسب السوق الحالي، لضمان استدامتها وانتشارها من دون فقدان هويّتها.
4- كيف ترون دور الشباب في بناء مستقبل الفنّ والثقافة في السعوديّة، وما هي الإستراتيجيّات المتّبعة لإعدادهم لهذا الدور؟
نعتمد استراتيجيّات تمكين عبر المعرفة والتدريب في مجالات الفنون والكتابة، بالإضافة إلى دمجهم في المشاريع الثقافيّة ومنحهم فرصاً لعرض أعمالهم إلكترونيّاً. كما نشجّعهم على استكشاف الفنون الرقميّة، وتنظيم مسابقات تعزّز وعيهم بدورهم، مثل مسابقات أدب الأمكنة لاستكشاف مواطن الجمال في المملكة والربط المعرفيّ والوجدانيّ بها وتحدّي الإستدامة. في المستقبل، سنقدّم برامج سفر ثقافيّة لتمكينهم من التفاعل مع ثقافات أخرى وتعزيز رؤيتهم الفنيّة. بهذه الإستراتيجيّات، يتحوّل الشباب من مستهلكين للثقافة إلى صُنّاع لها، ويُصبحون قادرين على قيادة المشهد الثقافيّ السعوديّ، وتحقيق استدامة ثقافيّة تتماشى مع رؤية 2030، حيث يكون الإبداع هو المحرّك الأساسيّ لنهضة الفنّ والثقافة في المملكة.
