6 مواقع أثرية في مدينة الجوف: وجهة جديدة لرحلة تاريخية بامتياز!

هذه المرّة، وجهتكِ لن تكون إيطاليا، ولا فرنسا ولا أميريكا ولا اليونان. هذه المرّة، ستحضّرين نفسك أنت وصديقاتك لوجهة جديدة، ربّما لم تتمكّني من زيارتها من قبل أو حتّى لم تسمعي عنها! هذه المرّة، مدينة الجوف في شمال السعودية ستكون المكان المناسب لكِ في العطلة المقبلة. في هذا المقال، سنطلعكِ على أهم المعالم الأثرية في مدينه الجوف لتضعيها على البكيت ليست لديك.

تقع مدينة الجوف في السعودية في الجهة الشماليّة الغربيّة من المملكة. تحدّها من الجهتين الشماليّة، والشرقيّة المنطقة الحدوديّة، ومن الجهة الجنوبيّة كلٌّ من حائل وتبوك، ومن نواحي أخرى من الجهة الشماليّة والغربيّة، تحدّها المملكة الأردنية الهاشمية.

هذا الحيّ مناسبٌ جدّا لالتقاط فيه صوراً جميلة وصنع ذكريات لا تُنسى مع رفيقاتك، وذلك بسبب اتّصاف بيوته الحجريّة المتلاصقة المسقوفة بالأثل وسعف النّخيل، والّتي معظمها مكوّن من دورين. فيقع هذا الحيّ قرب مسجد عمر بن الخطّاب في وسط دومة الجندل إلى جانب معالم أثريّة أخرى. كما يتميّز أيضاً بأزقّته المتّصلة ببعضها البعض المُغطى بعضها بأقواس جميلة، والّتي تم رصفها بالحجارة عام 1992.

بعد الاستمتاع بمشاهدة البيوت الأثريّة في حيّ الدّرع، يمكنك إكمال رحلتك هذه في نفس اليوم إلى قلعة مارد الّتي تقع في البلدة القديمة لهذا الحيّ. فهذه القلعة تطلّ على المدينة من أعلى نقطة. تتميّز ببناءها الّذي يضمّ 4 أبراج مخروطيّة الشّكل، وباحتوائها على مبانٍ من أنماط عمرانيّة وحقب زمنيّة مختلفة بدايةً من الفترة النبطيةّ ومروراً بفترة ما بعد ظهور الإسلام، حتى فترة متأخّرة تعود إلى ما قبل 80 عاماً. تتكوّن القلعة من مبنى رئيسيّ يتشابه في طريقة بناءه مع المباني الأخرى في المدينة، بحيث يتكوّن من طابقين، السّفلي من الحجارة والعلوي من الطّين، كما أنّها تحتوي على بئرين وغُرف للحرس والرّماية. ما يدلّ على تعاقب حضارات عدّة على هذه القلعة هو العثور في داخلها على مقتنيات أثريّة تعود إلى الفترة النبطيّة والرومانيّة.

إذا كنت تحبّين القصور الأثريّة، فقصر كاف سيكون من المفضّلين لديك بعد زيارته. فهو أحد أشهر الحصون في منطقة الجوف، ويسمّى أيضاً بقصر "ابن شعلان" الموجود في قرية كاف الشهيرة، والذي كان لمدة من الزمن حصناً حربياً لحماية طريق القوافل التجارية والحجّاج، وتحوّل فيما بعد لموقع أثري بالغ الجمال يقصده محبّي الآثار. يتميّز بطراز عمرانيّ استثنائي، يضم 4 أبراج مرتفعة في كل ركن من أركانه، كما يتوسّطه مسجدٌ قديم بُني من الحجارة.

رحلتك هذه لن تخلو أيضاً من زيارة معالم دينية جميلة في منطقة الجوف. فمسجد عمر بن الخطاب الموجود في دومة الجندل بجانب قلعة مارد، يُعدّ من أهم المساجد التّاريخيّة في الممملكة بحيث يعود تاريخ بنائه إلى بداية العصر الإسلاميّ، مع وجود طبقات أثريّة وأساسات معماريّة تعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد. يتميّز هذا المسجد بشكله المستطيل المحافظ على التّخطيط الأوّل للمساجد الإسلاميّة وبمئذنته الّتي تُعدّ أول مئذنة في الإسلام والّتي تنتهي بقمّة شبه هرميّة.

هذه القلعة، الّتي يزيد عمرها عن 400 عام، تشبه في صلابتها، صلابة المرأة القويّة. فمن قلعة استُخدمت للحروب فيما مضى، إلى قلعة أثريّة قد تودّين بزيارتها كثيراً. على هضبة ترتفع عن الأرض 50 متراَ، شُيّدت قلعة زعبل ببناءٍ رصينٍ، وأساسٍ متينٍ، من الطّين والحجر الرمليّ، لتكون من أقوى القلاع في عصرها، بهدف استخدامها حصناً حربياً لأغراضٍ عسكريّة. ولهذا السّبب، أصبح من فتحاتها الصّغيرة الّتي كانت تُستخدم للمراقبة والتّصويب نموذجاً عمرانياً أثرياً، يصف الطّابع العمرانيّ الأصيل لقلاع الجوف.

يعود زمن هذه الأعمدة إلى نحو 4000 عام قبل الميلاد. هي مجموعة من أعمدة متفرّقة الطّول والحجم موجودٌ عليها كتاباتٍ منحوتة تعود لعصورٍ سابقة. فسُمّيت بالرجاجيل لأنّ عند مشاهدتها من بعيد تبدو على شكل رجال. يُعتقد أنّ المنطقة كانت موقعاً دينياً، أو مقابر لمجتمعاتٍ رعويّة عاشت فيها قديماً، كما يُحتمل أن تكون الأعمدة الطّويلة نصباً لزعماء القبائل آنذاك، وذلك بسبب العثور على أدوات زينة متعدّدة، من خرزٍ، وقلائد، وغيرها من الحُليّ. كما وُجدت فيها عظام، وأوانٍ من حجرٍ رمليّ.

وبالإضافة إلى هذه الأماكن الأثريّة، يجري كلّ سنة في منطقة الجوف مهرجنان كبيران لإبراز عادات وحضارة المنطقة. فإذا كنتِ من محبّي التّمور، فبإمكانك في شهر فبراير من كلّ زيارة "مهرجان التّمور" في دومة الجندل. أمّا إذا كنتِ من محبّي الزّيتون، فأيضاً هنالك "مهرجان للزيتون" الذي يُقام في مدينة سكاكا كلّ عام، يعرض فيه المزارعون منتجاتهم المتنوّعة.

في حال قرّرتِ أن تكون وجهتك التالية إلى مدينة الجوف في السعودية، لا تنسي التقاط الكثير من الصّور لتخلقي البوم ذكريات لا تُنتسى!