النساء... مَن أفضل منهن ليفهم طلباتهنّ! عندما يستلمن زمام الأمور تصبح المنافسة مخيفة، وعندما يغصن في عالم الأرقام والتسويق، تُخلق ألف فكرة وفكرة جديدة. في عالم الجمال هن الرائدات، حوّلن هواية تطبيق المكياج إلى مهنة محترفة، فامبراطورية قوية. لأن المرأة تكرّس ذاتها لشغفها، استطاعت كشف أوراق اللعبة، ولأنها بارعة ومخطِطة، حققت على مرّ السنين أرباحاً وألقاباً لا تحصى.
لكل وقت حكمه! عرفت المرأة كيف تستغلّ كل وضع أو حدث كي تروّج لابتكاراتها الجمالية. في الأربعينيات، قدّمت Estée Lauder كريم يعتني بنضارة البشرة وسوّقت له في صالون تجميل صغير، أمّا اليوم في عصر السوشيل ميديا، روّجت Kylie Jenner لنفسها بنفسها على إنستقرام، لنقف مذهولين أمام مسيرتها، وهي ما زالت في الـ21 من عمرها. إلى جانب الشغف، الفضول، العلاقات العامة والنظرة السبّاقة للعصر، على المرأة "سيّدة الأعمال" أن تكون خلّاقة، ترصد الحاجة لتخترع الحلّ وتلفّه بغلاف شهي.
تكريماً لهذه الأسماء اللّامعة في مجال الأعمال، نستعرض في هذا التحقيق مسيراتهن، أسرارهن ونقاط القوّة لدى كل واحدة منهن.
Kylie Jenner
Kylie Jenner: جنسيّتها أميركية، عمرها 21 سنة،عدد متابعيها على إنستقرام 117M، تبلغ ثروتها 900 مليون دولار، وهي صاحبة العلامة التجاريّة Kylie Cosmetics التي تأسست في العام 2006.
من نجمة تلفيزيون الواقع إلى مليارديرة! تعتبر دار Kylie Cosmetics التابعة لـKylie Jenner، واحدة من أسرع العلامات الجمالية نموًّ في العالم.
لماذا تنفذ مستحضراتها فور إطلاقها للبيع؟ ما هو سرّها؟ استعانت ببشهرتها لترويج مستحضراتها، فهي من تطلق وتتقن الصيحات الجمالية. سبقت أختها Kim على تأسيس دار مكياج تحمل اسمها، فكانت مستقلّة وصاحبة شركة كبيرة قبل بلوغها سنّ الـ20. بعد بروز صيحة أحمر الشفاه غير اللّامع، أطلقت Kylie Jenner مجموعة من أحمر الشفاه السائل مع قلم الكونتور المطابق له بألوان مختلفة، فأصبح بالتالي هوَساً لدى النساء وخصوصاً المراهقات. لم تتوقّف هنا، بل واصلت توسيع مجموعاتها وتطويرها لتشمل مجموعة كاملة تتضمّن لوحات ظلال العيون، هايلايتر وغيرها. Kylie Jenner هي الشقيقة الصغرى في عائلة Kardashian-Jenner، لكنها تمكّنت من إثبات سيّدة الأعمال التي تكمن في داخلها وبذكاء حادّ. تستغلّ أيضاً شهرة عائلتها فتطلق بين الحين والآخر مجموعات خاصة بالتعاون مع واحدة من شقيقاتها مثل مجموعة Koko Kollection بالتعاون مع Khloé Kardashian. أصبحت Kylie Jenner أصغر مليارديرة عصامية في العالم، وتفوّقت حتى على Mark Zuckerberg!
Huda Kattan
Huda Kattan: لديها الجنسيّة الأميركيّة والعراقيّة، عمرها: 35 سنة، عدد متابعيها على إنستقرام 28M، تبلغ ثروتها: 560 مليون دولار، وهي صاحبة العلامة التجارية Huda Beauty التي تأسست في العام 2013.
مع عدد متابعين على إنستقرام يساوي 5 مرّات عدد سكّان الرياض، تتوّج Huda Kattan إمبراطورة على مملكتها الجمالية، على المنصّات الإلكترونية الرقمية. صحيح أن الحاجة أمّ الإختراع، لذلك عندما لاحظت نقص وجود رموش اصطناعية ترضيها في الأسواق، قرّرت صنعها، وسرعان ما باتت Kim Kardashian من أشدّ المعجبات بهذه الرموش. كانت السبّاقة وانطلقت من العالم الرقمي من خلال مدوّنتها الخاصة وسلسلة من الفيديوهات لتعليم المكياج.
ولدت Kattan Huda من أصول عراقية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعرّضت للكثير من الانتقادات بسبب أصولها. منذ صغرها، كانت مهووسة بالأزياء والمستحضرات الجمالية. عملت كخبيرة تجميل لدى دار Revlon، واقترضت المال لتصل إلى ما هي عليه اليوم. بقيت تخلق المستحضرات التي تلبّي متطلّباتها، فأطلقت لاحقاً مستحضراً خاصّاً بالحاجبين، لأن حاجبيها كانا شديدي الكثافة. مع أكثر من مليونَي مشترك على قناتها على YouTube، تمكّنت Huda Kattan، التي تستقر اليوم في دبي من تحويل مدوّنتها إلى مهنة مزدهرة، لتكون من النساء الأكثر تأثيراً في عالم الجمال واللواتي يتقاضين أعلى الأجور مقابل نشر صورة عبر حسابها الخاصّ على إنستقرام.
Pat McGrath
Pat McGrath: تحمل الجنسية الجامايكيّة والبريطانيّة، عمرها 53 سنة، عدد متابعيها على إنستقرام 2.2M، ثروتها تبلغ 700 مليون دولار، وهي صاحبة العلامة التجاريّة Pat McGrath Labs التي تأسست في العام 2015.
لأنها عشقت عملها، وصلت إلى ما هي عليه اليوم! من مهاجرة جامايكية إلى امرأة رائدة في مجال مستحضرات التجميل، هي Pat McGrath واحدة من أهمّ خبراء المكياج في العالم. لم تكن حياتها سهلة، ربّتها والدتها بمفردها ولم تلقَ التدريب الأكاديمي اللّازم، إلّا أنها حقّقت نفسها بنفسها. تبدّلت حياة Pat McGrath حين تلقّت مكالمة هاتفية تطلب منها القيام بجولة في اليابان مع المغنية Caron Wheeler، وكانت المرّة الأولى التي تصعد فيها على متن طائرة. هذه الفرصة فتحت لها باب العمل مع خبير الموضة Edward Enninful الذي ساعدها كي تتقدّم أكثر وأكثر. أصبحت الأكثر تأثيراً واحتراماً في عالم عروض الأزياء والحملات الإعلانيّة بسبب نظرتها المستقبلية وحبّها لخلق صيحات جديدة واستخدام مواد جديدة. تملك تقنيات خاصة بها وتفضّل استخدام أصابعها عند تطبيق المكياج بدل الفرش. تفتخر بها النساء ذوات البشرة الداكنة Women of Color، لأنها أحدثت فرقاً كبيراً خلال مسيرتها وعملت جاهدة على ابتكار مكياج وتقنيّات مناسبة للبشرة السمراء. في العام 2015 أطلقت دار مكياج تحمل اسمها، اشتهرت بظلال العيون الكريمية اللّامعة كالماس.
في العام 1999، طوّرت Pat McGrath مجموعة من مستحضرات التجميل لدار Giorgio Armani. احتلّت منصب مديرة التصميم الإبداعي العالمي في قسم الجمال لدى شركة Procter & Gamble.
خلال فترة التسعينيّات، قضت 10 مواسم لابتكار الصيحات الجمالية لداري Prada وMiu Miu. تتعاون بشكلٍ منتظم مع دور موضة عالمية في حملاتها الإعلانية الرئيسية، مثل Louis Vuitton وPrada وLanvin وBalenciaga وغيرها.
Charlotte Tilbury
Charlotte Tilbury: جنسيّتها بريطانية، عمرها 45 سنة، عدد متابعيها على إنستقرام 2.1M، تبلغ ثروتها 8 مليون دولار، وهي صاحبة العلامة التجارية Charlotte Tilbury Beauty Ltd التي تأسست في العام 2013.
بعد حصولها على نحو 80 جائزة عالمية خلال 4 سنوات فقط، أصبحت Charlotte Tilbury من العلامات التجاريّة الأكثر طلباً في العالم. عاشت Charlotte Tilbury طفولتها في إسبانيا، وتحديداً على جزيرة Ibiza وسط أجواء عائلية فنية. نما الحسّ الإبداعي لديها واكتشفت حبّها للمكياج، فبدأت بالتالي تبني شبكة خاصة بها تفيدها في مجال الجمال، من محترفين، مصورّين، عارضات أزياء، مصمّمين، وهي ما زالت حتى اليوم تعمل مع الكثير منهم. فترة التسعينيات، كانت مصدر إلهام وتكوين لذاتها، ثمّ عملت كمستشارة إبداعية في العديد من مختبرات دور جمالية عالمية، مثل Tom Ford وCosmetics M.A.C وChanel وHelena Rubinstein وغيرها. عام 2013 كان نقطة التحوّل بالنسبة إليها حين أطلقت دارها الخاصة بشكل رسمي وسكبت كل خبرتها في مستحضراتها.
آخر إنجازاتها: اهتمّت دار Charlotte Tilbury بمكياج عارضات الأزياء في عرض Victoria's Secret 2018.
Anastasia Soare
Anastasia Soare: تحمل الجنسيّة الرومانية والأميركية، عمرها 62 سنة، عدد متابعيها على إنستقرام 18M، تبلغ ثروتها 1 مليار دولار، وهي صاحبة العلامة التجاريّة Anastasia Beverly Hills التي تأسست في العام 1997.
من رومانيا إلى لوس أنجلوس، عملت Anastasia Soare خلال التسعينيات كخبيرة تجميل ولم تكن تتقن حتى اللغة الإنجليزية. عندما فشلت في إقناع ربّ عملها بأن الحاجبين قادران على تبديل الإطلالة بالكامل، عمدت إلى افتتاح غرفة خاصة بها داخل صالون تجميلي في منطقة Beverly Hills. في هذه الغرفة الصغيرة، استقبلت نجمات مثل الشقيقات Kardashian و Cindy Crawford وغيرهن، حينها لم تكن تعرف من يكنّ بالظبط! ذاع صيتها بسبب زبائنها من السيّدات الشهيرات اللّواتي أخبرن المعجبين عنها. كان من الطبيعي إذاً أن تركّز على مستحضرات خاصة بالحاجبين حين أطلقت دار Anastasia Beverly Hills. أمّا اليوم، فتعتبر الدار واحدة من أهمّ الدور الجمالية التي اجتاحت موقع إنستقرام والتي تتمتّع بأعلى مردود مادي.
Bobbi Brown
Bobbi Brown: جنسيّتها أميركيّة، عمرها 61 سنة، تبلغ ثروتها 1 مليار دولار، وهي صاحبة العلامة التجارية Bobbi Brown Cosmetics والتي تأسست في العام 1991. عدد متابعي الدار على إنستقرام 3.1M.
بدأت مسيرة Bobbi Brown كخبيرة تجميل في مدينة Manhattan قبل تأسيس دارها الخاصة في العام 1991 بمبلغ خجول وقدره 10.000 دولار. الخطوة الأولى كانت إطلاق مجموعة تتضمّن 10 أقلام من أحمر الشفاه، ثورية بتركيبتها، تمّ بيعها فور إصدارها. أساس شعارها هو فلسفة بسيطة: "على المستحضرات التجميلية أن تظهر جمال المرأة دون تغيير ملامح وجهها". في العام 1995، بيعت دار Bobbi Brown لشركة Estée Lauder، لكن بقيت Bobbi ناشطة فيها. أبرز النجمات اللّواتي يستخدمن مستحضرات دار Bobbi Brown هن: Michelle Obama وKate Middleton وغيرهما. أمّا اليوم، فقد تحوّلت Bobbi Brown إلى اختصاصية في عالم التغذية والصحّة النفسية، وقد أطلقت العديد من الكتب التي تسرد فيها خبرتها ونصائحها في عالم الجمال.
سيّدات الأعمال في عالم الجمال عددهنّ كبير، كما أنّهن منافساتٌ شرسات. نذكر بعض الأسماء أيضاً: Estée Lauder، وهي سيّدة الأعمال السبّاقة قبل بقيّة السيّدات. في العام 1946 بدأت في مجال الأعمال مع زوجها وبَنت دارها على مبادئ طبيعية، أنثوية وأنيقة. أسّست دارها Tata Harper في العام 2010 لخدمة النساء اللّواتي يردن الحصول على أفضل مستحضرات العناية بالبشرة والخالية من المواد الكيميائية.
للعالم العربي حصّة في مجال ريادة الأعمال! نذكر Joelle Mardinian، مؤسّسة دار Joelle Paris وصالون Maison De Joelle الرائد في الشرق الأوسط منذ العام 2008. هذا المشروع هو انعكاس حقيقي لأسلوب Joelle Mardinian الشخصي، فهي التي تملك خبرة واسعة في مجال التجميل.
إقرئي أيضاً: الفاشينيستا آية فيصل: البشرة المثاليّة هي الأساس
مقابلة خاصّة مع Hatem Alakeel: سأستمر في إلهام النساء على الازدهار والتفوّق في كل مجال