لا يمكن لأحدٍ أن ينكر النجاح الكاسح الذي حقّقه عطره الأوّل ELIE SAAB Le Parfum إنْ من جهة المبيعات أو التقدير الذي تكرّس بثلاث جوائز FiFi Awards في العام 2012. ليس بالسرّ أنّ المصمّم اللبنانيّ عندما يعمل على مغامرة جديدة، تكون مكوّنات النجاح كلّها حاضرة لإتقان الخطوة، فهو لا يساوم على فرادة عمله ولا يترك المجال لمشاريعه الجديدة بأن تؤذي كلّ ما بناه على مدى سنوات. كلّ ذلك بنى لدى سيّدة الدار ثقةً تامّة بكلّ تطوّرٍ لدار Elie Saab. انتقلنا إلى دبي حيث شهدنا إطلاق مجموعةٍ جديدة من 4 عطور مستوحاة من الخياطة الراقية، La Collection des Essences، بالتعاون للمرّة الثانية مع كلّ من شركة BPI وصانع العطور Francis Kurkdjian. الورد، الغاردينيا، العنبر والعود هي جواهر طوّرتها الدار، يخبرنا عنها أكثر كلّ من Elie Saab وKurkdjian.
مقابلة مع Elie Saab
- كيف جسّدتَ مفهوم الخياطة الراقية في العطور؟
أتى إصداري الأوّل في عالم العطور تجسيداً لامرأة Elie Saab، أمّا هذه المرّة فكانت العطور ترجمة لنظرتي حول المكوّنات. مسيرة عملي مع صانع العطورKurkdjian Francis اتّخذت طابع الخياطة الراقية حتماً، ولكن ركّزت على خلاصات العطور، فبعضها صُنع للمرأة والرجل على حدٍّ سواء.
- قيل إنّكَ وKurkdjian Francis تتكلّمان اللّغة نفسها. ما هي هذه اللّغة؟
منذ التعاون الأوّل شعرت أنّه يفهمني تماماً. أطرح دائماً موجزاً عمّا أريد، ونعيد أحياناً تركيب الموادّ مرّاتٍ عدّة، ولكنّنا متّفقين ومتفاهمين.
- دار Elie Saab تُعنى بالمرأة وكلّ ما هو أنثويّ. لمَ اخترتَ إطلاق عطورٍ للنساء والرجال؟
نزولاً عند رغبة الناس في إصدار عطر للرجال من Elie Saab، كما أنّني أرغب في الوصول إلى كلّ المجالات ولكن بتأنٍّ.
- هل ذلك يعني أنّكَ تفضّل الدخول إلى العالم الذكوريّ من خلال العطور أكثر من الأزياء؟
هذه الخطوة ما هي إلّا بداية لخطواتٍ أخرى...
- ما هي أبرز الصفات التي ارتكزتَ عليها لصنع المجموعة؟
الأنوثة، الشفافيّة، النقاء والخفّة.
- ما كان هدفكَ من استخدام هذه المكوّنات بالتحديد: وردة تركيا، العود، العنبر والغردينيا؟
رغبت بالبقاء وفيّاً لكلّ ما يشكّل جزءاً من الثقافة العربيّة، كالعود والعنبر، أمّا الغردينيا فهي لبنانيّة 100%. المكوّنات التي استخدمناها مرتبطة بشكلٍ وثيق بالعالم العربيّ وبالبحر المتوسّط.
- أين سيتمّ بيع العطور؟
إنّها مجموعة حصريّة، لذا ستباع في كلّ فروع Elie Saab في العالم، كما في العالم العربيّ مثل دبي والكويت.
- هل نستطيع أن نقول اليوم بأنّه أصبح لديكَ داراً خاصّة بالعطور بعد إصدارLa Collection des Essences؟ أهذا هو هدفكَ من إطلاقها؟
نعم هذا هو هدفي، ومع الوقت سأكشف عن أمور أخرى...
- بمَ يختلف تصميم الأزياء عن تصميم العطور؟
المادّة المستخدمة مختلفة، كما أنّ العطور تحتاج إلى سيطرة أكبر من قبلي، وطبعاً إلى احترام خبرة الشخص الآخر ورأيه. إنّه تحدٍّ كبير. هناك فرقٌ بين إصدار عطرٍ واحد ومجموعة موضة، فالعطر قد يكون لـ 20 عاماً، بينما المجموعة لموسمٍ واحد. وهنا نحن نطلق داراً للعطور، ونلتزم بذلك لعشرات السنين، لذا الخطأ ممنوع!
- هل تؤمن بوجود عطرٍ لكلّ مناسبة؟ أيْ على المرأة أن تغيّر عطرها كما تبدّل فساتينها؟
هناك نوعان من النساء، مَن يبحثن عن هويّة معيّنة تطبعهنْ، ومن يعتبرن العطر أكسسواراً آنيّاً، أكان في النهار أو في اللّيل، في العمل أو في النادي الرياضيّ. وأنا أفضّل النوع الأوّل لأنّني وفيّ للعطر.
- مَن هي المرأة التي تحبّ أن تضع عطوركَ؟
ليس فقط امرأة Elie Saab، بل كلّ النساء.
مقابلة مع Francis Kurdjian
- كيف جسّدتَ مفهوم الخياطة الراقية في المجموعة؟
أعتقد أنّ كلمة "مفهوم" قاسية بعض الشيء، ولكن حاولت أن أفهم عمل الخياطة الراقية والموادّ المستخدمة والهدف من خلق مجموعة معيّنة وترجمتها في موادّ عطريّة.
- ما كان هدفكَ من صنع المجموعة؟
أردت أن أكتسب معرفةً معيّنة تعيدني إلى عالم الفساتين الراقية الاستثنائيّ، حاولت أن أعمل على تداخل الموادّ، الأضواء والألوان.
- ما هي الذكرى العطريّة الأولى من طفولتكَ؟
لم أكن صانع عطور عندما ولدت، لذا لم يلفتني عطرٌ معيّن في طفولتي، ولكنّني أتذكّر رائحة الطعام في مطبخ جدّتي، عطور والديّ، مجموعة العطور التي كانت تحتفظ بها شقيقتي. في الواقع، لا أكترث للماضي كثيراً.
- أيٌّ من عطور المجموعة شكّل لكَ تحدّياً أكبر؟
لا أحبّذ استخدام كلمة "تحدٍّ"، ولكن أعتقد أنّ العود كان العطر المنتظر، فقضت الفكرة في أن نطلق إلى العالم مكوّناً من الشرق الأوسط.
- ما المكوّن العطريّ الذي لم تستخدمه يوماً وترغب في تجربته مستقبلاً؟
يجب أن ننسى المكوّنات، ففي الموسيقى ننسى الآلات المستخدمة ونحفظ اللّحن. في العطور، العاطفة هي الأساس. أنا أعمل على تركيب العطر في عقلي قبل أن أطبّق فكرتي عمليّاً. ولكن برأيي المكوّن الأفضل، ليس من الضروريّ أن يكون الأكثر ثمناً أو ندرة.
- هل تُصنع العطور لتعجب كلّ النساء؟
كلّا، لكن هناك عطوراً تلائم معظم النساء، كما تليق القميص البيضاء بمعظم الناس.
- لا خصائص مشتركة نراها بين العطور التي صنعتَها. فهل ترى بدوركَ أوجه تشابهٍ بينها؟
كلّا، وإلّا سأصاب بالفشل، فصناعة العطور بالنسبة إليّ كمهنة التمثيل، شخصٌ واحد وأدوار مختلفة، هذا ما أجده ممتعاً.
- هل تحبّ العمل وفقاً لمبادئ وقوانين دار أزياء راقية؟
نعم، إنّه أمرٌ أساسيّ، ولكن ليست تلك المبادئ هي التي تقف وراء إلهامي، بل الإطلالة ووضعيّة جسم امرأة الدار. سيّدة Elie Saab تمشي متمايلة كالموج، لذا يأتي عطرها خجولاً ولكن يفرض نفسه في الوقت عينه. أحبّ اللّون الأسود في مجموعات Elie Saab، فهو ليس داكناً بل متوهّجاً، وهذا الأسلوب يشبه المرأة اللبنانيّة المنفتحة.
- ماذا تنتظر من مجموعة La Collection des Essences؟
آمل في أن تنال حبّ الجميع.