تذكّري معنا أبرز فوازير رمضان زمان

بالرغم من كثرة وسائل الترفيه والمسلسلات الرمضانية، بقيت فوازير رمضان أكثر الأعمال الفنية التي تعلقت بها الجماهير العربية ومن أهم مظاهر الإحتفال بشهر رمضان الكريم خصوصاً بالنسبة لجيل الثمانينيات والتسعينيات الذي شكّلت الفوازير قسم من طفولتهم. العديد من النجوم والنجمات لمعوا في مجال فوازير رمضان زمان وأصبحوا روّاده. من هنا، تذكّري معنا أبرز فوازير رمضان زمان.

أحدثت الفنانة شريهان نقلة نوعية في الفوازير الرمضانية، وحققت من خلالها شهرة واسعة، وتمكنت من خطف جميع الأنظار إلى أن تم ربط اسمها بشهر رمضان، بفضل استعراضاتها الراقصة والإنتاج الضخم للأزياء المبهرة. بدأت شريهان فوازير رمضان في العام 1986، عندما قررّ المخرج فهمي عبد الحميد، استخدام مسلسل ألف ليلة وليلة الذي مثلت فيه شريهان لعدة سنوات من خلال شخصية عروس البحور ياسمينا. قدّمت شريهان فوازير ألف ليلة وليلة الأمثال، وفوازير حول العالم ثم فوازير ألف ليلة وليلة - مشكاح وريما، وجسدت فيها 3 شخصيات بمهارة، وهي كريمة، حليمة وفاطيمة، اللواتي عانين مكر زوجة أبيهن الراحل. ثم قدّمت فوازير حاجات ومحتاجات.
اهتمت شريهان في فوازير رمضان بكل التفاصيل التعبيرية والأزياء والفساتين اللامعة والحركات التي ميّزتها، الأمر الذي جعلها من أكثر النجمات أناقة. ساعدها في هذا النجاح تمتعها بخفة الدم وسرعة البديهة، والقدرة على التقمص والتمثيل الذي أدخلها بسرعة لقلب الجمهور العربي.

برزت نيللي في عالم الفوازير الرمضانية لسنوات طويلة تخللتها بعض فترات التوقف، قدمت فيها 9 فوازير أشهرها الخاطبة، وصورة وفزورة التي استمر إنتاجها لمدة 4 أعوام متتالية. في فوازير الخاطبة الذي قدمته نيللي في العام 1980، كانت تبدأ حلقات الفوازير بجملة شهيرة فلة بنت ما شاء الله وحسب الله، وتبدأ في رصد مواصفات العريس ووظيفته للعروسة، وتحضر معها صورة من جراب الخاطبة، وكان حل الفزورة هو معرفة وظيفة العريس.
توقّفت نيللي عن تقديم الفوازير حتى العام 1990 عندما قدمت عالم ورق ثم عجايب صندوق الدنيا، ثم فوزاير أم العريف، التي تقوم فيها بدور امرأة تدّعي مهارتها في أداء جميع المهن والأعمال، بعدها فوازير الدنيا لعبة، تناولت فيها الألعاب الرياضية المختلفة، لتختم مسيرتها الطويلة في فوازير رمضان في العام 1996 عندما قدمت آخر أعمالها فوازير زي النهاردة.

في العام 1967، انتقلت الفوازير إلى التلفزيون المصري مع بداية عصره الذهبي في الستينيات على يد رائد المنوعات التلفزيونية المخرج محمد سالم الذي قدّم فرقة ثلاثي أضواء المسرح المؤلفة من سمير غانم، جورج سيدهم والضيف أحمد. قدمّت فرقة ثلاثي أضواء المسرح مجموعة من الاستعراضات الشهيرة قبل الانتقال الى فوازير رمضان التي حققت نجاحاً كبيراً استمر لعدة سنوات حتى مطلع السبعينيات، وكانت تربط بين القالب الدرامي والكوميدي الاستعراضي.
الثلاثي لم يقدموا فوازيرهم على الشاشة فقط ولكنهم أبدعوا أيضاً عبر أثير الإذاعة المصرية من خلال برنامج تسالي رمضانية، وهو برنامج كوميدي في كل حلقة يقومون بغناء عدد من الأغنيات بشكل جديد والتي كانت تعبر عن أحوال المواطنين في صيام شهر رمضان.
على الرغم من رحيل الضيف أحمد الضلع الثالث من فرقة ثلاثي أضواء المسرح العام 1971، فإن فوازير رمضان لم تتوقف برحيله، وإنما استمرت بالثنائي سمير غانم وجورج سيدهم لعدة سنوات قبل أن يقرر سمير غانم الاكتفاء بما قدمته الفرقة من فوازير.

من أبرز الفوازير الرمضانية التي ظهرت في الثمانينيات وأصبحت أحد رموز فوازير رمضان زمان التي حفظها الجمهور هي شخصية فطوطة. في العام 1981 ، أراد المخرج فهمي عبد الحميد تغيير فكرة فوازير رمضان واجتمع بالمؤلف عبد الرحمن شوقي والفنان سمير غانم وتم ابتكار شخصية فطوطة، التي جسدها سمير غانم وحققت نجاحاً كبيراً.
ظهرت فطوطة في الفوازير التي حملت اسم فوازير فطوطة، وعادت للظهور مرة أخرى بعد 3 سنوات بعنوان فطوطة حول العالم، وظهرت مجدداً في مسلسل الرسوم المتحركة فطوطة وتيتا مظبوطة الذي عرض في رمضان 2010.

من الفوازير الرمضانية الخليجية، فوازير مشقاص الذي عرض العام 1986. ابتكر هذه الشخصية الفنان لطفي زيني وقام بأدائها الفنان حسن درديروهو ممثل ومنولوغست سعودي. اسم شقوص كان لأحد الصبية الذي كان يعمل لدى خال الفنان لطفي زيني، فيما كان الفنان حسن دردير على خشبة المسرح في أواخر الأربعينيات وبدأ بعمل الفوازير في الستينيات على الإذاعات، وأكثر ما اشتهر به هو الفوازير المخصصة للأطفال لاسيما فوازير مشقاص وجغرافيا. عرض هذا العمل في تلفزيون المملكة العربية السعودية والتلفزيون المصري، وقدمّت الفوازير بالاشتراك مع الفنانة صفاء أبو السعود.

هي فوازير رمضانية سورية من تأليف وتمثيل أيمن رضا وباسم ياخور بمشاركة نورمان أسعد عرضت في رمضان العام 1998. تناولت فوازير مين وين، موضوع المهن التراثية والمدن العربية. قدمّت حزورة رمضان ضمن استعراضات راقصة متميزة ومبتكرة من خلال مشهدين كوميديين لفتاة تعمل في مكتب للسياحة ولديها جارين شابين يحاولان ملاحقتها وهي تتهرب منهما بإعطاء معلومات مغلوطة عن المدينة التي تريد السفر إليها.

في سباق الفوازير الرمضانية، برزت فوازير المناسبات، الذي قدمّها الممثل المصري يحيى الفخراني مع الفنانة صابرين والراحلة هالة فؤاد في العام 1988. فوازير المناسبات كانت اشبه بمسلسل كوميدي، حلقاته منفصلة وبداخلها فزورة يرتكز موضوعها حول المناسبات واﻷعياد، حيث يتم اختيار مناسبة من المناسبات المصرية، والعادات المرتبطة بها في كل حلقة، ليقوم الثلاثى بتجسيدها فى مزيج مميز بين الدراما والاستعراضات.

المرة الأولى التي ظهرت فيها فوازير رمضان كان في مصر في العام 1955 من خلال مسلسل إذاعي للراحلة آمال فهمي. وكانت الفوازير عبارة عن مسابقة للتعرف على أصوات المشاهير. فكانت فهمي تستعين بشخص مشهور مطرب أو ممثل وتطلب منه قراءة صفحة من كتاب لتكون الحزورة: مَن صاحب الصوت؟ كوكب الشرق أم كلثوم كانت من المشاهير الذين استعانت بهم فهمي، فقرأت أم كلثوم صفحة من كتاب الأيام لطه حسين، ولم يعرفها الناس لأنهم لم يتعودوا على صوتها تتحدث، ونجحت فكرة الفوازير ولاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور. في العالم الثاني، تمّ الإستعانة بمجموعة من الشعراء لكتابة فوازير حقيقية على رأسهم الشاعر بيرم التونسي ثم مفيد فوزي ثم صلاح جاهين حتى بهاء جاهين.