جدول المحتويات
توضع المرأة الحامل بين خيار الولادة القيصرية أو الولادة الطبيعية، والكثيرات يشعرن بالحيرة حول الطريقة الأنسب للولادة. فإذا كنتِ حامل وتحاولين تحديد الخيار الأفضل لك بين الولادة الطبيعية أم الولادة القيصرية، هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما والتي يجب مراعاتها ومناقشتها مع طبيبك. لكن القرار يعتمد في النهاية على الطريقة الأكثر سلامة لإنجابك طفلاً صحياً لا يعاني من أي مشكلة صحية. فما هو الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية، ومميزات وعيوب كل منهما؟ تعرفي على كل هذا من خلال المقال التالي.
طريقة إجراء الولادة الطبيعية
في الغالب تكون الولادة الطبيعية هي الخيار الأكثر أماناً من الولادة القيصرية، وهذا في حال كانت الأم والجنين بصحة جيدة ولم تكن هناك مضاعفات تؤثر عليهما. تتمّ الولادة الطبيعية بوقت يُقدّر من 12 و14 ساعة تبدأ من بداية المخاض حتى الولادة، وعادةً ما تتم بوقت أسرع في الولادات التالية. قد يُلجا خلال الولادة الطبيعية إلى استخدام مسكنات الألم كالتخدير في منطقة فوق الجافية والمعروفة بحقنة الظهر. تعاني الأمّ خلال مرحلة المخاض أثناء الولادة الطبيعية من انقباضات في الرحم يرافقها توسع في عنق الرحم، إذ توجّه هذه الانقباضات رأس الجنين نحو فتحة المهبل إلى أن يظهر منها بمساعدة عملية الدفع أيضاً.
طريقة إجراء الولادة القيصرية
أما بالنسبة للولادة القيصرية المعروفة أيضا باسم C-section فهي إجراء جراحي يُستخدم لتوليد الطفل من خلال شقوق جراحية في بطن ورحم الأم، ويقرر الطبيب اللجوء إلى الولادة القيصرية في بعض الحالات، وقد تكون مخططة أو فجائية. يولد الطفل في أول 10-15 دقيقة منها، وتستغرق عملية الولادة كاملة حوالي 45 دقيقة، تكون الأمّ خلالها في معظم الحالات مستيقظة. لا تُسبّب عملية الولادة القيصرية بحدّ ذاتها ألما للأم. إلّا أنّها قد تشعر بضغط أثناء العملية وبالشد عند سحب الطفل خارج الرحم. يتّم التخدير عادةً للنصف السفلي من جسم الأم عن طريق تلقي التخدير النخاعي أو التخدير فوق الجافية. يحدث الطبيب شق أفقيّ تحت خط شعر العانة في منطقة البطن والرحم بمقدار 10-20 سم، وقد يُجرى الشق عمودياً تحت السرة في بعض الحالات. يتم استخراج الجنين عبر الشق الجراحي، ويمكن رفعه وتقديمه للأم بعد سحبه مباشرة في بعض الحالات. تحقن المرأة بهرمون الأوكسيتوسين بمجرد ولادتها، لتحفيز الرحم على الانقباض والتقليل من خطر النزيف. بعدها، يتم قطب الجرح باستخدام الغرز القابلة للذوبان، أو الغرز غير القابلة للذوبان أو المشابك التي تتم إزالتها بعد عدة أيام.
الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية من حيث الفوائد
1- ايجابيات الولادة الطبيعية
للولادة الطبيعيّة عدد من الفوائد على مستوى الأم؛ نبيّن منها ما يأتي:
- يمكن للمرأة النهوض دون مساعدة والمشي خلال ساعات من الانتهاء من الولادة الطبيعيّة في الغالب، وتحتاج ما يتراوح بين يوم أو يومين فقط للتعافي بعد الولادة وما يقارب أسبوعين لاستعادة القدرة على ممارسة الأنشطة اليوميّة.
- خلال الولادة الطبيعيّة تكون الأم الحامل في كامل وعيها واستيعابها في الغالب؛ فلا تستخدم أدوية تُغيّب المرأة عن الواقع، لذلك تشعر المرأة خلال الولادة الطبيعيّة بالاتصال مع الجنين والتحكّم بعمليّة الولادة بشكلٍ عام.
- لا تحتاج الولادة الطبيعيّة إجراء شق جراحيّ كبير؛ ممّا يعني محدودية الشعور بالألم، كما قد لا تحتاج العديد من الحالات إجراء أيّة شقوق جراحيّة.
- تساعد الولادة الطبيعية على نجاح عملية ارضاعة الطبيعية، إذ تُحفّز إنتاج الحليب لدى المرأة بشكل أفضل، كما يساهم التلامس الجلديّ بين الأم والجنين خلال الولادة في زيادة فرصة نجاح الرضاعة الطبيعية كذلك. محدودية
- فرصة إصابة المرأة بالعدوى بعد الولادة الطبيعيّة منخفضة جداً وكذلك في المسالك البولية، وفي بطانة الرحم أيضًا.
- لا تحتاج الولادة الطبيعيّة أكثر من التخدير الموضعي في الغالب ممّا يساهم في تجنّب مخاطر التخدير الكليّ الذي قد يُلجأ إليه في بعض حالات الولادة القصيريّة.
- يمكن للأم أن تبدأ بخطوات رعاية بشكل فوري بعد الولادة الطبيعية؛ حيث تستطيع ممارسة تمارين تساعد على استعادة شكل الجسم، والتدليك، والاستحمام بشكلٍ مباشر تقريباً بعد الولادة الطبيعيّة.
- لا تحمل الولادة الطبيعيّة أيّة مخاطر على مستوى الأحمال المستقبلية بشكل أو بآخر؛ إذ لا تسبّب تندّب الرحم أو أجزاء أخرى من الحوض.
- خلال مرور الجنين بقناة الولادة يكتسب من البكتيريا الطبيعيّة النافعة للأم، والتي بدورها تساهم في تعزيز الجهاز المناعيّ، والجهاز الهضميّ، والدماغ، والوقاية من العدوى.
- يساهم عبور الجنين من قناة الولادة لدى الأم على التخلّص من السائل السلوي الذي كان محيط به خلال الحمل، وذلك عن طريق الرئتين، وإنّ هذا يُسرع امتلاك القدرة على التنفس بشكل طبيعي بعد الولادة والحد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات التنفسيّة.
إيجابيات الولادة القيصرية
بالرغم من أن الأطباء يحذرون من إجراء الولادة عن طريق الجراحة في حالة عدم وجود احتياج لها إلا أن للولادة القيصرية العديد من الفوائد للأم وللجنين ومن تلك الفوائد ما يلي:
- الحرص على سلامة الأم والطفل، حيث إن سلامتهما هي الأولوية في المقام الأول أثناء الولادة، حيث في حال كانت الولادة الطبيعية محفوفة بالخطر على صحة الأم والطفل فقد يشير الطبيب المختص لإجراء ولادة قيصرية.
- يمكن تحديد موعد الولادة مسبقاً مما يتيح التحكم في الوقت والتنبؤ به، وهكذا تتهيأ الأم من الناحية النفسية والجسدية، وتقوم بتجهيز جميع المستلزمات الخاصة بالجنين، حيث إن الولادة في هذه الحالة ليست مفاجئة.
- التخلص من الشعور بالآلام المتعلقة بالطلق والتوسعات، وأيضاً الانقباضات التي تحدث أثناء الولادة الطبيعية.
- خطر إصابة الجنين بعسر ولادة الكتف أو الإصابة بالكسور، أو الإصابة بالاختناق، أو الحرمان من الأكسجين يكون أقل بخلاف حدوث الولادة بصورة طبيعية.
الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية من حيث المخاطر
توجد مجموعة من المخاطر والمضاعفات المحتملة لكلا الولادتين الطبيعية والقيصرية، وسنشير إليها تالياً:
مخاطر ومضاعفات الولادة الطبيعية
تتمثّل باحتمالية حدوث هبوط في الأعضاء الداخلية، ومشاكل في القدرة على السيطرة على المثانة، أو تمزق العجان. ومن سلبيات الولادة الطبيعية معاناة الأم من التعب والإرهاق الشديدين؛ لأن المخاض قد يستغرق عدة ساعات، ومشاكل أخرى قد تعانيها الأم في حال إذا كان الطفل كبيرًا، أو كانت هناك مشاكل في وضعية الطفل أو وضعية ولادة الأم.
مخاطر ومضاعفات الولادة القيصرية
ترافق العملية القيصرية عدة مخاطر أيضًا وذلك كأيّ عملية جراحية كبيرة، ومن هذه المخاطر نذكر النزيف أي فقدان الدم فوق الحدّ الطبيعي، ومواجهة مخاطر في حالات الحمل المستقبلية، بالإضافة إلى إمكانية حدوث التهاب الرحم، وتجلطات الدم، إصابة المثانة أو الأمعاء بالعدوى أو حدوث ردّ الفعل التحسسي تجاه التخدير أو الإصابة الإصابة بالغثيان والنعاس والدوخة من عملية التخذير. ومن المخاوف الصحية عند إجراء الولادة القيصرية حدوث انصمام السائل الأمنيوسي وهي حالة تتمثل بدخول السائل الأمنيوسي أو سوائل الجنين إلى مجرى دم الأم. وتشتمل سلبيات الولادة القيصرية قضاء الأم مدة طويلة في المستشفى قد تصل في المتوسط من ثلاثة إلى خمس أيام، والشعور بالألم حول الجروح الناتجة عن الولادة القيصرية مما يقيّد أنشطتها لمدة تصل إلى ستة أسابيع.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب