ما هي أعراض الخجل الجسدية وكيف يمكن التغلّب عليه؟

هل تصيبكِ فكرة الاختلاط بالآخرين في حفل ما بقشعريرة تسري في عمودك الفقري؟ وهل تشعرين بمتاعب جسدية من فكرة توليكِ تقديم عرض أمام غرفة تغص بالبشر؟ إذا كنتِ كذلك فلا تيأسي، فلستِ وحدك على أي حال. إنها علامات أو أعراض الخجل الجسدية.

اعتبر علماء النفس والاجتماع الخجل المفرط مرضا اجتماعيا ونفسيا يسيطر على مشاعر الفرد منذ الطفولة كإحدى ثمار شجرة الخوف والقلق، فيؤدي إلى بعثرة طاقاته الفكرية ويشتت إمكاناته الإبداعية وقدراته العقلية. كما رجحت الدراسات أن هذه المشكلة تظهر بشكل أكبر في فترة المراهقة، كما صنف العلماء هذا الخجل المرضي إلى عدة أنواع تشمل خجل مخالطة الآخرين، وخجل الحديث، وخجل الاجتماعات، وخجل المظهر، وخجل التفاعل مع الكبار، وخجل حضور الاحتفالات والمناسبات. أما في التعريف، الخجل الاجتماعي هو آلية دفاعية يبتكرها الدماغ للهروب من الرفض أو السخرية التي يقابل بها الشخص الذي يفتقر إلى المهارات الاجتماعية، مما يجعله يشعر بالتوتر عند التعامل مع الغرباء، ويتحاشى التواصل بالعين عند التحدث للآخرين، ويتجنب المشاركة في المناسبات وحضور الاجتماعات، مما يؤثر على سلوكه وتصرفاته تجاه نفسه وتجاه الآخرين. هذا النوع من الخجل يمكن التغلب عليه والتخلص منه إذا تفهمنا أسبابه.

• احمرار الوجنتين
• تسارُع ضربات القلب
• الارتجاف
• التعرُّق
• اضطراب المعدة أو الغثيان
• صعوبة ملاحقة الأنفاس
• الدوخة أو الدوار
• الشعور بأن عقلك قد فرغ تمامًا
• توتر العضلات

• قلة التحدث مع الآخرين
• عدم النظر إلى المتحدث
• تجنب لقاء الغرباء
• الإحراج والشعور بالخجل عند البدء بالحديث مع أي شخص
• الخوف من المواقف الاجتماعية
• القلق غير المبرر

• التربية الخاطئة
• انعدام الثقة بالنفس
• الكبت النفسي
• الوراثة
• الضغط النفسي
• التشوهات الخلقية
• المبالغة في التقييم السلبي للذات

لكي تكوني شخصاً واثقاً من نفسه يكفي أن تتصرفي على هذا الأساس، فالثقة ليست شيئاً نتعلمه، بل هي ممارسة قبل كل شيء. الموضوع أشبه بتعلم ركوب الدراجة، في البداية تكونين خائفة وتخشين السقوط، ثم ما تلبث أن تتعودي رويداً رويداً بعد ممارسة الأمر إلى أن تصلي إلى التمكن. لكي تتغلبي على الخجل الاجتماعي يجب أن تتبعي الخطوات ذاتها، حتى لو كنت خائفة في البداية امضي لما تريدين فعله أو قوله بثقة، وستتأكدين بنفسك أن الأمر لم يكن يستحق كل هذا التردد.

لكي تتخلصي من خجلك واجهي ما تخشينه، واذهبي للتحدث مع الناس من حولك. التحدث مع الغرباء في المحلات التجارية أو في موقف الباص سيفيدك كثيراً لكسر حاجز الخوف والخجل، وإن تعرضت للرفض فمن يهتم بذلك؟ الحياة أقصر من أن تقضيها في تذكر كل المحادثات المحرجة التي مررت بها في حياتك. لذا احرصي على أن تتحدثي دوماً مع الغرباء، وتقرّبي أكثر من أصدقائك، ومارِسوا النشاطات معاً، سيساعدك ذلك على التخلص من الخجل إلى الأبد.

انضمّي إلى نادٍ على سبيل المثال، أو فرقة رياضية، اختاري لنفسك مشروعاً جديداً، واذهبي لتعلم مهارة جديدة، حتى وإن كانت تلك الخطوة تعني أنك لن تمضي طوال الوقت آمنةً وحدك، وستضطرين لمواجهة خجلك والتعامل مع عدد أكبر من الناس. يتعلق جزء من عملية التغلب على الخجل بالتخلي عن الروتين الآمن في نواحٍ متعددة من حياتك، فلا تدعي القلق والتردد عائقاً في طريقك. عن طريق ممارسة أنشطة جديدة، يمكنك مواجهة خوفك من المجهول، وتعلمي السيطرة على القلق بطريقة أكثر فاعلية.

ابدئي في استغلال كل فرصة تتاح أمامك لمحادثة الآخرين أو تقديم العروض، وإلقاء النكات ورواية القصص. استخدمي مهارة التحدث والتعبير بكثرة في كل نواحي حياتك ومارِسي التحدث بانفتاح، سواء كنت في العمل أو مع الأصدقاء والغرباء. الواثقون من أنفسهم لا يلقون بالاً إذا كان الناس جميعهم سيعجبون بما سيقولونه أم لا، لذلك نراهم يعبرون بانفتاح عما يدور في خاطرهم. وأنت أيضاً يمكنك أن تحذي حذوهم، فالقلق والخجل ليسا سببين للأن تبقة هادئة.

يساهم الخوف من أحكام الآخرين في مشكلات الخجل والقلق الاجتماعي. إن الطريقة الوحيدة لكي تتغلبي على هذا الخوف هي أن تدعي نفسك تظهر ضعفها الذي قد يكون محل انتقاد، مارِسي هذا الفعل في دائرتك الموثوقة مع الأشخاص القريبين منك. ربما تكتشفي بمرور الوقت أنه كلما مارستي هذا الفعل زاد قربك من الآخرين، وزاد الرضا والإحساس بالأهمية الذي تجنيه من هذه العلاقات. سيؤدي هذا إلى شعور أكثر بالثقة في النفس وفي التفاعلات الاجتماعية. يتطلب الأمر منك أن تكون مستعدةً لإتاحة المجال للآخرين كي يعرفونك على حقيقتك. كوني فخورةً بما أنت عليه، فإن الصدق وإظهار نقاط الضعف من الصفات التي سيقدرها الناس إذا رأوها فيكِ.

توَاصلي بعينيك مع الشخص الذي تتحدثين إليه. ارفعي رأسك وأنت تمشين، واجعلي صوتك واضحاً وموجهاً بفاعلية. صافِحي بيديك، وابقي على مسافة قريبة من الآخرين.