كل الأخبار المتعلّقة بفيروس كورونا. اضغطي هنا
الكثير من الأسئلة تتلاحق منذ بدء تفشي فيروس كورنا المستجد المعروف باسم Covid-19. يمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى فيروس كورونا من خلال التقاطها من المصابين بالفيروس، أو لمس أسطح تحمل هذا الوباء. من بين الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر فيروس كورونا، هم أولئك المصابين بأمراض مزمنة معيّنة.
الأمراض التي تعرّض الشخص المصاب بها لمخاطر فيروس كورونا
رغم أن الجميع معرض للإصابة، إلا أن الدراسات تشير إلى أن المصابين بالأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وخصوصاً المصابين بداء السكري وأمراض القلب والرئتين. هذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية في منشوراتها اليومية الرسمية، التي أشارت فيها الى أن مرضى القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان والجهاز التنفسي، قد يكونوا في حالة خطرة إن أصيبوا بفيروس كورونا.
طلبت المنظمة ممن يعانون من هذه الأمراض، المداومة على تناول أدويتهم بانتظام، والمواظبة على متابعة النصائح الطبية، ودعت أصحاب الأمراض المزمنة إلى تخزين أدويتهم بما يكفيهم لمدة شهر على الأقل، لضمان انتظام تناولها، خصوصاً في ظل حظر التجول في كثير من الدول.
مرضى القلب والرئتين
أي مريض يعاني من مشكلة قلبية أساسية، من الطبيعي أن يعاني من نظام مناعة أضعف، ما يعني أن استجابة الجسم لن تكون قوية عند التعرض للفيروسات. بما أن الفيروس يستهدف الرئتين الأمر الذي يؤثر على القلب، وخاصة الضعيف، هذا يعني أنه يجب أن يعمل بجهد أكبر للحصول على الدم المؤكسد في جميع أنحاء الجسم، وهذا ما سيافقم المشاكل لدى شخص يعاني من قصور في القلب.
مرضى السكري
مرضى السكري، سواء من النوع الأول أو النوع الثاني، معرضون للخطر الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد. حذرت الجمعية الألمانية للسكري من أن مرضى السكري هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، خاصة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مصاحبة للسكري أو مترتبة عليه، مثل مشاكل الدورة الدموية والأعضاء التي لحقت بها أضرار كالكلى. أوضحت الجمعية أنه في حال إصابة هؤلاء الأشخاص بفيروس كورونا فإن المرض يتخذ لديهم مساراً شديداَ يهدد حياتهم. لتجنب هذه المخاطر، شددت الجمعية على ضرورة الحرص على ضبط مستوى السكر بالدم، مع مراعاة الالتزام بالشروط الصحية المعروفة.
مرضى السرطان
مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج هم من الفئات الأكثر عرضة لمخاطر فيروس كورونا، ما يستدعي اتخاذهم لتدابير وقائية خاصة لحمايتهم من خطر التقاط العدوى. في مرحلة الخضوع للعلاج لا يكون مريض السرطان أكثر عرضة للالتهابات فحسب، إنما إيضاً يكون أكثر عرضة لمضاعفاتها ولتطور الحالة التي يواجهها بسبب انخفاض مناعته. بالتاليالإصابة بالفيروس قد تكون أكثر خطورة، وتزيد مضاعفاتها لدى هؤلاء المرضى مقارنةً بباقي الأشخاص.
تعتبر أورام الدم السرطانية من الأورام السرطانية التي تزيد معها احتمالية الإصابة بالفيروس ومضاعفاته، إذ يؤثر المرض وعلاجه على مناعة الجسم الطبيعية، ومنها أورام سرطان كريات الدم البيضاء (اللوكيميا)، وسرطان الخلايا الليمفاوية (ليمفاوية). كما ترتفع خطورة الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته لمن أجري لهم عملية نقل نخاع العظم.هذا بالإضافة الى المرضى بالأورام السرطانية النشطة، والتي تؤثر على وظائف أعضاء الجسم مثل ما يحصل مع مرضى سرطان الرئة. بصورة عامة فإن أي علاج يؤثر سلباً على الجهاز المناعي للجسم، يمكنه زيادة فرصة وخطورة الإصابة بالفيروس أو حدوث مضاعفات جرّاء التعرض له.
أما بالنسبة للأشخاص الذين تعافوا من الأمراض السرطانية أو لا يخضعون للعلاج من هذه الأمراض حالياً، ولم يعد لديهم أورام سرطانية نشطة، فمن المرجح أن لا تزيد فرصة إصابتهم بفيروس كورونا مقارنة بالاشخاص الذين لم يصابوا بمثل هذه الأمراض، ولكن لا دراسات تثبّت بعد هذا الأمر، بما أن تأثير فيروس كورونا على الجسم يختلف من شخص الى آخر.
أما من الإجراءات الطبية التي يتم اتخاذها في هذه المرحلة مع مرضى السرطان للحد من الخطر الذي قد ينتج عن فيروس كورونا، فهو تأجيل العلاجات الكيميائية ضمن البرنامج العلاجي إذا كان ذلك ممكناً، كي لا يكون لذلك من تأثير على حالة المريض. هذا بالإضافة إلى تأجيل الجراحات غير الضرورية، خاصةً في المناطق الموبوءة أكثر من غيرها. كما من المفضل دائماً استشارة الطبيب المتخصص قبل القيام بأي خطوة إذ إنه الوحيد القادر على تقييم حالة المريض.
مرضى الجهاز التنفسي
يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والتي تشمل الربو وارتفاع ضغط الدم الرئوي ومرض الإنسداد الرئوي المزمن، والذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي الحادة، أن يكونوا متيقظين بشأن فيروس كورونا، لأن أحد المضاعفات المحتملة للفيروس هو الالتهاب الرئوي. هذا ما دفع مركز مرضى الربو في المملكة المتحدة الى حثّ المصابين على الاستمرار في استخدام جهاز الاستنشاق يومياً، لأن ذلك سيساعد على تقليل خطر الإصابة بنوبة الربو الناجمة عن أي فيروس تنفسي، بما في ذلك فيروس كورونا. تبيّن أيضاً أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، لديهم ما يسمّى بتلف الحاجز الخلوي الذي يساعد على حماية الرئتين، ما يسهل على الفيروسات والأمراض غزو بقية الجسم. لذلك يحث الخبراء المصابين على اتخاذ تدابير وقائية مثل الابتعاد عن المرضى، الذين يعانون من المرض بشكل مستمر، ومواصلة تناول الأدوية لتحسين صحة الرئة.
كيف يمكن حماية الأشخاص المصابين بهذه الأمراض من التقاط عدوى فيروس كورونا؟
تبقى النظافة الشخصية والتزام الحجر المنزلي الضمانة الأهم لتجنب الخطر الناجم عن فيروس كورونا قدر الإمكان.
- تنظيف اليدين جيداً بانتظام بفركهما بمطهر لليدين أو بغسلهما بالماء والصابون، إذ إن تنظيف يديك بالماء والصابون أو فركهما بمطهر من شأنه أن يقتل الفيروسات التي قد تكون على يديك.
- البقاء على مسافة لا تقل عن متر واحد بينك وبين أي شخص خصوصاً إذا كان يسعل أو يعطس.
- تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.
- المراقبة المشددة للمرضى والتواصل الدائم مع الطبيب للتأكد من عدم وجود أعراض التهابات قد تشير إلى احتمال إصابتهم بالفيروس، من خلال التواصل معهم يومياً أو تكثيف العلاج لهم أو اتباع كل العلاجات الأخرى اللازمة بحسب ما تستدعي الحاجة.