منذ آواخر العام 2019 وحتى اليوم، ينشغل العالم بأسره بالحديث عن فيروس كورونا الذي غيّر نمط الحياة بشكل لم يكن في الحسبان. هذا التغيير الذي طرأ، جعل الكثير من الأشخاص يشعرون بالإرهاق، وبالتالي انتشر مصطلح الإرهاق الوبائي، والذي يصف الحالة النفسية والجسدية المتعبة والتي يعيشها الكثير من الناس من حول العالم. من هنا، وإذا كنتِ تشعرين بالتعب، ولكن لا تعرفين السبب فقد يكون أحد الاحتمالات أنكِ تعانين من الإرهاق الوبائي. لكي تكون الأمور أوضح، سنفسّر لكِ في هذا المقال ما هو الإرهاق الوبائي، ما أسبابه وكيف تعزّزين الطاقة لديكِ إن كنتِ تعانين منه.
ما هو الإرهاق الوبائي؟
الإرهاق الوبائي أي Pandemic Fatigue أو Pandemic Exhaustion، هو مصطلح بدأ استخدامه مؤخراً لوصف الحالة النفسية المُحبطة والتعب الجسدي الذي يعاني منه الكثير من الناس من حول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا. الإرهاق ليس مرضاً بل إنه ردة فعل طبيعية لموقف أصبح لا يطاق بالنسبة للشخص الذي يمرّ به.
أسباب الإرهاق الوبائي
- العمل من المنزل ومحاولة التركيز في وقت يأخذ فيه الأطفال دروسهم عبر الإنترنت في الغرف المجاورة.
- الخوف المستمر من التقاط الفيروس.
- متابعة الأخبار بشكل مبالغ (قد يصل إلى حد متابعة الأخبار لأكثر من 20 ساعة في اليوم) لمعرفة آخر التطوّرات حول انتشار الفيروس.
- بالنسبة للطاقم الطبي، الخوف من التقاط الفيروس، ونقله إلى العائلة.
- فقدان حرية الاختيار أي عدم القدرة على الخروج في الوقت الذي نريده بل في الوقت الذي حدّدته تدابير الإغلاق.
- مشاهدة التلفاز لساعات طويلة جداً.
- الشعور أن كل الأيام تشبه بعضها.
- عدم معرفة متى سينتهي الإغلاق والشعور بأنكِ محبوسة داخل المنزل للأبد!
أعراض الإرهاق الوبائي
- القلق المستمر.
- سرعة الانفعال.
- نقص الحافز.
- نقص الحركة الجسدية.
- صعوبة التركيز.
- صعوبة التواصل مع الآخرين.
- تغيّر بعض العادات كالنوم والأكل.
كيفية تعزيز طاقتكِ إن كنت تعانين من الإرهاق الوبائي
الآن بدأنا في العودة إلى الحياة بشكلٍ تدريجيٍّ، ولكن هناك الكثير من الأمور التي لم تعد كالسابق بعد: عدد كبير من الطلاب يستمرّون بأخذ الدروس من المنزل، ربما أنت لا تزالين تعملين من المنزل أيضاً، المطاعم فتحت أبوابها شرط الالتزام بتدابير الوقاية وغيرها من الأمور. ببساطة: لا تزالين تمضين الكثير من الوقت داخل المنزل الأمر الذي يشعرك بالإرهاق. لا تخافي، فأنتِ لست الوحيدة التي ينتابها هذا الشعور. من هنا، سنقدّم لكِ في ما يلي طرق هي بمثابة علاج للإرهاق، اتّبعيها وسترين كيف ستعزز طاقتكِ.
1- عزّزي التفاعل الاجتماعي
يمكن تقليل أي نوع من التوتر، سواء من العمل أو المنزل أو الخوف من فيروس قاتل، من خلال التفاعل الاجتماعي الهادف حتى دون تواصل جسدي مباشر. هناك الكثير من الطرق للبقاء على اتصال مع الآخرين، ولا يهم أي طريقة تختارين، رسائل، أو اتصالات، أو مكالمات فيديو، أو ألعاب إلكترونية جماعية.
2- قومي بأنشطة في الهواء الطلق
بالطبع وفقاً لإجراءات الوقاية من فيروس كورونا من المفضل عدم الخروج من المنزل، ولكن يجب الانتباه إلى تفصيل صغير. لا يجب الخروج من المنزل إلى الأماكن المقتظة، لأن هذا الأمر يزيد من نسبة انتشار الفيروس. لكن من قال أنه لا يمكن الخروج إلى نزهة في الطبيعة؟ لا تخافي أخرجي إلى الطبيعة، اختاري مكان لا يقصده الكثير من الناس، مكان مليء بالمساحات الخضراء، فيه بحيرة صغيرة، خذي سلة من المأكولات الخفيفة وتمتعي بالهواء النقي.
3- لا تهملي التمارين الرياضية
بسبب انتشار الفيروس أغلقت النوادي الرياضية، حتى لو أن بعض صالات الرياضة فتحت أبوابها إلّا أن الكثير من بيننا لا يريد المخاطرة بصحته للذهاب إلى النادي. ربما أنتِ من بين النساء اللواتي يفضلن عدم العودة إلى صالة الرياضة حاليّاً، لذلك سنعطيكِ البديل. ابحثي عن فيديوهات رياضية، وهي كثيرة على الانترنت، وقومي بتطبيقها في المنزل.
4- افصلي بين العمل والمنزل
بعد إغلاق العديد من الشركات أبوابها وتوجه الناس إلى العمل من المنزل، أصبح من الصعب الفصل بين العمل والمنزل. أصبحنا نخلط الأمرين ببعضهما البعض، فمثلاً بانتظار أن تنتهي الطبخة نكتب ميل ونرسله، أو أثناء شرب القهوة مع الشريك نجري مكالمة عمل هاتفية، في المساء أيضاً أثناء مشاهدة التلفاز نكمل العمل الذي لم ننهي منه بعد. انتبهي! إن كنتِ تقومين بذلك فهذا الأمر ليس جيد ويؤدي إلى ظهور أعراض الإرهاق. من الأفضل أن تفصلي بين العمل والمنرل، ضعي جدول حددي فيه ساعات العمل، ساعات للجلوس مع العائلة، للخروج في نزهة. لا تنسي حددي يوم واحد عطلة على الأقل في الأسبوع اقطعي فيه كافة الاتصالات المتعلقة بالعمل.
5- لا تفرطي بالنوم
الفكرة الأولى التي تخطر على بالنا عندما نبدأ بالعمل من المنزل: سأنام أكثر لأرتاح! الأمر ليس صحيح فالإفراط بالنوم لا يؤدي إلى ارتفاع نسبة الراحة، بل على العكس. النوم لساعات طويلة سيؤدي إلى تراجع الحركة والشعور بالتعب وبالتالي ظهور عوارض الإرهاق الوبائي. بالنسبة للبالغين، لا يحتاج الجسم لأكثر من سبع إلى تسع ساعات من النوم، إن كنتِ تنامين لساعات أطول انتبهي وغيري هذه العادة. بدلاً من النوم لساعات طويلة، خذي قيلولة صغيرة خلال النهار، سيساعدكِ ذلك على استعادة طاقتكِ.
6- قومي بأمور تحبّينها
الإغلاق التام والجلوس في المنزل أعطى الإنسان وقت فراغ كبير لم يكُن موجود من قبل. استغلي هذا الوقت وقومي بأشياء تحبينها لم يكن لديك الوقت للقيام بها من قبل. مثلاً خذي دروس لتعليم الطبخ عبر الإنترنت وخططي لعشاء في المنزل على الشرفة أو في الحديقة مع العائلة، هذه الخطوة تملأ وقتكِ لساعات وتخلق جو جميل في المنزل، وتساعدكِ على التقّليل من التّفكير بالفيروس وبالتالي تراجع نسبة الإرهاق. ربما تحبّين شيء آخر كالرقص، تعلّم لغة جديدة، الرسم، اختاري ما تحبينه ابحثي عن دروس عبر الإنترت واملئي وقتكِ بنشاطات تحبينها.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب