أن تكوني امرأة عربيّة، يعني أن تنشري أناقتكِ وذوقكِ إلى العالم كلّه! من هنا، ولدت الكثير من العناصر التي تحوّلت فيما بعد إلى صيحات عالميّة، تنحتها أيادي مصمّمي الأزياء من مختلف البلدان ليعرضوها على المنصّات في كلّ موسم جديد. هي رموز، تصاميم تقليديّة، أكسسوارات وغيرها من القطع، تحوّلت، تبدّلت وعرفت وجوهاً عديدة، لكن روحها الشرقية بقيت كما هي. اكتشفي قصص تلك العناصر، وكيف ظهرت في عالم الموضة.
7 رموز عربية طبعت عالم الموضة
1- العين التي تقيكِ من الشرّ
تتمسّك Meghan Markle برمز العين من خلال سوار يرافقها كتعويذة لإبعاد الحسد والقلق عنها! لكن من أين أتت هذه العين المعروفة بـEvil Eye؟ هي رمزٌ عالميّ، بدأ ظهوره في البداية لدى قبائل وثقافات منطقة البحر الأبيض المتوسط. هي كناية عن "نظرة" تردع الحسد عمّن يحملها وتحميه من الأرواح الشريرة، بحسب المعتقدات. عثر على تماثيل تحمل هذا الرمز المنحوت من حجر الألباستر في مدينة تل براك السورية، وتمّ تسميتها "أصنام العيون"، ويُعتقد أنّها تعود إلى العام 3500 ق.م.، كما أثبت بعض الباحثين في التاريخ أنّ اللّون الأزرق للعين، مصدره الطين المصريّ. بعد ذلك، لاقت الخرزة الزرقاء التي يتوسطها رسم العين، انتشاراً واسعاً في المنطقة واستخدمها الفينيقيّون، اليونان، الرومان والأتراك كي تحميهم في الحروب. أمّا في عالم الموضة، فقد استخدمت العين ذات الأصول العربيّة منذ سنين عديدة وزيّنت التصاميم الجميلة. تعاونت المصمّمة Elsa Schiaparelli مع الفنّان Salvador Dali لإطلاق مجموعة مجوهرات تتضمّن تصاميم على شكل العين في العام 1949. بعد ذلك، آمن الكثير من المصمّمين، مثل Coco CHANEL وChristian Dior وYves Saint Laurent بالتعويذات واستلهموا منها، ثمّ دخلت العين إلى عالم الديكور وطبعت الوسادات وشكّلت عنصراً أساسيّاً في تصميم المجوهرات. Kenzo هي من الدور التي أضافت هذا الرمز إلى مجموعاتها، استخدمته أيضاً Gigi Hadid لإطلاق مجموعة أحذية بالتعاون مع Stuart Weitzman، كما جعلته البلوغر Chiara Ferragni هويّة خاصّة بالعلامة التي أطلقتها.
2- اليد السحرية
يشتهر هذا الرمز المعروف بـ"الخمسة" في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تمّ اكتشافه منحوتاً على جدران الكهوف القديمة، وارتبط بالدين الإسلاميّ بشكل مباشر. يسمّى هذا الرمز أيضاً بيد فاطمة، تيمّناً بفاطمة ابنة محمد، وتمثّل الأصابع أركان الإسلام الخمسة. في التصاميم، تترافق هذه اليد بأكثريّة الأوقات مع العين وتحمي أيضاً من يعتمدها من الحظّ السيّء، المصائب والشرّ. أكثر ما نراها في تصاميم المجوهرات، لترتديها المرأة من خلال السلاسل والأساور، ولتكون مصدر طاقة لها وقطعة عصريّة في الوقت عينه.
3- التربان: تاج على رأسكِ
يقال إن هذا التصميم يعود إلى القرن الثامن عشر ق.م. أمّا في العصر الحديث، فقد زادت شهرته مع نجمات هوليوود اللّواتي اعتمدنه كثيراً في إطلالاتهنّ خلال حقبة العشرينيّات، مثل Elizabeth Taylor، ثمّ تابع طريقه ووصل إلى نجمات اليوم اللّواتي يعشقنه، مثل Beyonce وJennifer Lopez. هو أكسسوار يمكن اعتماده بدل الحجاب لتغطية الشعر. لا يمكن أن ننسى العام 2018 الذي كان ثوريّاً في تاريخ الموضة، إذْ اجتاح هذا الأخير منصّات العروض ولم يعد مجرّد قطعة ذات رمزٍ دينيّ أو حضاريّ أو ثقافيّ، بل أصبح جزءاً لا يتجزّأ من صيحات الموضة. ارتبط التربان والأوشحة بمختلف الألوان والأشكال بثقافات متعدّدة، منها الهنديّة، قبل أن يصبح رمزاً للدين الإسلاميّ في القرن السادس عشر. بدأت تنتشر الملابس المتحفّظة الإسلاميّة في العالم خلال فترة الثمانينيّات. بمرور الوقت، انخرط المصمّمون المحليّون والعالميّون في هذا المجال، حتى باتت هذه الأزياء، بما فيها التربان، موضة تُعرف بـModest Fashion. نذكر بعض الدور العالميّة التي أدخلت التربان إلى مجموعاتها، دار Prada لموسم ربيع وصيف 2007، تلتها دار Hermès لموسم ربيع وصيف 2008، ثمّ دار Victoria Beckham لموسم خريف وشتاء 2011، كذلك الحال لدار Saint Laurent Paris لموسم ربيع وصيف 2015، وأخيراً، دار Marc Jacobs لموسم ربيع وصيف 2018.
4- اللغة العربية تكتب أسلوبكِ
للّغة العربية جماليّة مذهلة، لا يمكن أن تنافسها عليها أيّة لغة ثانية! شكل الحروف وطريقة كتابتها الفنيّة يشكّلان مادّة بين أيادي المصمّمين العرب والعالميّين، كي يضيفوها إلى إبداعاتهم. وظّفوا جهودهم في الأبجديّة للتعبير عن هويّة المرأة العربيّة، وغالباً ما تكتب هذه الأبجديّة بحرفيّة مطلقة، لأنّها بمعظمها تتحقّق من خلال تطريز يدويّ، فتكون النتيجة عباءات مزيّنة بالحروف أو فساتين ذات نقوش شرقيّة. للمجوهرات أيضاً حصّة كبيرة في هذا المجال، فظهرت فيها الأحرف العربيّة مصنوعة من الذهب، الماس والأحجار الكريمة. قد تكون المصمّمة اللبنانيّة نادين قانصو أكثر من اشتهر في هذا المجال، بحيث قدّمت الحروف العربيّة بطرقٍ متشابكة، تعبّر عن رسائل مليئة بالحبّ، الأمل وكتكريمٍ للإرث العربيّ الثمين.
5- ثقافة القفطان
من بلاد ما بين النهرين وآسيا إلى بلاد الغرب، رحلة القفطان بدأت منذ 600 سنة ق. م. هو جزء من ثقافة شعوب مختلفة، يحمل إرثاً تاريخيّاً كبيراً. بين القرنين الـ14 والـ18، وصل القفطان إلى شمال وغرب أفريقيا. اعتمده الرجال والنساء بكثرة، صنع من القطن، الحرير، الساتان وغيرها من الأقمشة التي تساعد في التخفيف من حرارة الجسم. في القرن الـ17، تسلّل القفطان إلى عادات أهل المغرب. في هذه البلاد، تحرّر هذا التصميم نهائيّاً من القيود الملكيّة، ليتراوح بين الأسلوب الكلاسيكيّ الرسميّ والأسلوب العمليّ، وفقاً للموادّ المستخدمة لتنفيذه. مع بداية السبعينيّات، كانت للقفطان نقلة نوعيّة في عالم الموضة، إذْ شكّل مصدر وحي لأشهر الدور. كان المصمّمYves Saint Laurent أوّل من أدخل القفطان إلى منصّات عروض الأزياء. استوحى تصميمه من صورة الممثّلةTalitha Getty التي تميّزت بأسلوبها البوهيميّ. كانت على إحدى السطوح في مراكش، مرتدية قفطاناً مغربيّاً فاخراً وذلك في يناير العام 1969. هذه الصورة وثّقت لحظة أيقونيّة في تاريخ القفطان، وباتت مصدر تأثير للعديد من المصمّمين حتى اليوم.
6- التطريز والزركشة، موضة ملكيّة
من المهمّ في البداية الإشارة إلى أنّ التطريز يكون عادةً بالخرز أو الحبيبات البراقة، أمّا الزركشة، فتتمّ أكثر بالخيوط الذهبيّة. الاثنان يعتبران حرفة قديمة تزيّن الأقمشة بالغزل والإبرة، جالت الحضارات كافة. مَن استخدمها أوّلاً؟ ما من أدلّة محدّدة على ذلك، لكن ما هو مؤكّد، أنّها زينت الملابس والأنسجة منذ آلاف السنين. في آسيا، عُرف بها الصينيّون واليابانيّون، حتى باتت رمزاً من رموز البلدين، حتى أنّ أهمّ الأحداث التاريخيّة تمّ تجسيدها تطريزاً على الأقمشة، بدلاً من رسمها! في العام 1848، أصبح التطريز صناعة تجاريّة بامتياز، تعمل بها النساء، كما ظهرت المكنات التي سهّلت الأمر على الجميع. في القرون الوسطى الإسلاميّة، اعتبر التطريز فنّاً أساسيّاً يستهدف الطبقة الاجتماعيّة العليا، قبل أن يصبح شعبيّاً. في دمشق، القاهرة واسطنبول، انتشرت الزركشة على المناديل، الزيّ الرسميّ، الأعلام، الأحذية، الفساتين، السترات، المحفظات، الأحزمة الجلديّة وحتى رداءات الأحصنة! كان الحرفيّون يلجؤون إلى الزركشة بخيطان الذهب والفضّة. بالتأكيد، الزركشة والتطريز هما محبوبا المصمّمين العرب، نذكر منهم Elie Saab الذي غالباً ما يختتم عروضه للأزياء الراقية بفستان زفاف مطرّز. هناك أيضاً العديد من الدور العربية التي ترتكز على هذا النوع من الحرف في التصاميم، ولعل العباءات هي أكثر التصاميم التي تكتسي بالتطريز والزركشة في الشرق الأوسط!
7- الكوفية العربية، نقشة عالمية
تشتهر الكوفية أو الشماغ باللونين الأسود أو الأحمر. قد يظنها البعض نقشة Pied de Poule إلا أنّها تختلف عنها كون الخطوط والنقشات فيها محدّدة وواضحة وأكثر تباعداً فيما بينها. ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالزي التقليدي الفلسطيني، وقد أظهرت بعض الأبحاث التاريخية أنّها أقدم من ذلك وتعود إلى الثقافة السومريّة والبابليّة، حيث كانوا يعتمدونها لحماية رأسهم من أشعّة الشمس ويتلثّمون بها للحماية من الغبار. ومع مرور الوقت دخلت إلى التراث الفلسطيني وباتت رمزاً للثورة. في عالم الموضة، كانت نقشة الكوفية مصدر إلهامٍ للعديد من المصممين العرب والعالميين، لسببين مختلفين: إما إعجاباً بجماليتها، أو دعماً للقضية بطريقة غير مباشرة. لا ننسى مجموعة Resort 2015 من CHANEL التي اختار Karl Lagerfeld وقتها عرضها في دبي. تضمّنت طبعات الكوفية باللونين الأبيض والأسود على الأزياء والأكسسوارات وقد ارتدت عارضة الأزياء الفلسطينية الأصل Gigi Hadid سترة من هذه المجموعة.