كتابة: نلسي باسط
عندما تحدّت القواعد الراكدة أُعجبنا بثورتها، عندما خرجت عن السرب صفّقنا لشجاعتها، عندما وضعت صحّتها النفسية وعائلتها أولويّة وقفنا في صفّها... إلى أن طمعت بالتصفيق وبالأصوات المشجّعة لها واقتربت كثيراً من الأضواء فاحترقت! كلّ الحق الذي كانت تمتلكه ميغان ماركل بـ"الدفاع" عن نفسها بعد كل ما حصل معها خلال 5 سنوات منذ ارتباطها بالأمير هاري، بدأ يتضاءل شيءً فشيء في الآونة الأخيرة، إلى أن صدر وثائقي Harry & Meghan على نتفليكس.
أبرز ما جاء في وثائقي هاري وميغان
مصدر الصورة: Netflix
لم تكتفي ميغان ماركل بأن تتخذ كلّ فرصة للظهور بأنها ضحيّة (وربما هي فعلاً كذلك)، ولم تكتفي بالمقابلة التلفزيونية مع اوبرا لتشنّ هجوم غير مباشر على العائلة الملكية، بل أرادت وثائقي يصل إلى "مليون" مشاهد، فتربح منه "مليون" دولار، لتفضح كلّ ما تبقى من أسرار عن علاقتها وزوجها مع العائلة الملكية. بعد مشاهدة الحلقات الـ6 من وثائقي Harry & Meghan، وكلما حاولت أن أتعاطف مع كل ما مرّ به هذا الثنائي، يأتي تفصيل بعد الآخر ليجعلني أعيد النظر بموقفي.
1- الاستهزاء بتاريخ وتقاليد العائلة المالكة
بملئ إرادتها تزوّجت "أمير". أمير من أرقى العائلات الملكية في العالم، التي تتميّز بتاريخ عريق (بغض النظر عن هفوات تكون قد حصلت)، والآن ظنّت نفسها المتمرّدة القادرة على تغيير مئات آلاف السنين من التقاليد والعادات! لأنها لم تتمكن من ذلك، حاولت ميغان ماركل في هذا الوثائقي الاستهزاء من هذه التقاليد أبرزها كان الانحناء للملكة وتأدية النشيد الوطني، وهذا ما أثار موجة عارمة من الغضب في صفوف البريطانيين وحتى غير البريطانيين.
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
2- حياة تشبه حكايات قصص الخيال إنما بعيداً عن القصر
الحياة داخل القصر جحيم وخارجها نعيم... هكذا تم تصوير حياة ميغان ماركل والأمير هاري من خلال التأثيرات الصوتية، الموسيقى والحوار. كلّ المشاهد من منزلهما الجديد تبدو وكأنها فيلم من قصص الخيال، حيث تخرج "الأميرة" إلى الحديقة المشمسة لتُطعم الحيوانات مع ابنها، والأمير يتكلّم مع الطيور... حتّى أنهما تهجّما على منزلهما في محيط قصر Kensington ووصفاه بالمتواضع والصغير، والمكوث فيه كان "لا يليق بهما".
الأمير هاري من أمام منزله في Kensington
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
3- تسليط الضوء على العنصرية تجاه العرق الأسمر لاكتساب التعاطف
50% من هذا الوثائقي على الأقل يتطرّق إلى العنصرية ضدّ البشرة السمراء بشتّى الطرق والوسائل بمحاولة واضحة لاكتساب التعاطف. من تعرّض ميغان ماركل للانتقادات والهجوم عليها بسبب عرقها (والساخر بالموضوع هو أنها صاحبة عرق مختلط وليس محض أسمر)، إلى الرجوع بالتاريخ مئات السنوات لنبش القبور وتسليط الضوء على العنصرية البريطانية ضد الشعب الأفريقي. حتى أن ميغان ماركل أعربت عن امتعاضها من رسومات وتحف في القصر، اعتبرتها تبث العنصرية. هذا ليس كلّ شيء، فالأمير هاري وصفها بالـ"منقذة" للقصر الملكي لو استمرّت في مهامها كونها الأدرى بكيفية التعامل مع بلاد برلمان المملكة المتحدة من العرق الأسمر.
مصدر الصورة: Netflix
4- استخدام الأميرة ديانا كورقة رابحة
هاري يرى والدته بكلّ وضوح بزوجته، وميغان ماركل سعيدة بهذا "العمى"! المقارنة بين الأميرة ديانا وميغان ماركل كانت مقصودة وواضحة في هذا الوثائقي. أما المبرّر الأساسي لكلّ تصرّفات الثنائي فأعاداها إلى الخوف أن يكون مصير ميغان ماركل مثل مصير الأميرة ديانا.
مصدر الصورة: Netflix
5- لعب دور الضحيّة بشكل مستمرّ
تمنّيتُ ولو لمرّة واحدة أن تذكر ميغان ماركل خطأ قامت به، وكأن الكلّ مخطئ بحقّها وهي البريئة دائماً وأبداً، وهذا الأمر غير منطقي على الإطلاق.
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
6- المبالغة في سرد الأحداث لدرجة "التمثيل"
بعد فترة غياب عن الشاشة (وما أكثرها كانت طلاتها بالأصل)، اتّخذت ميغان ماركل من هذا الوثائقي منصة لتمثيل دور الضحية والبريئة، وهذا الأمر بان بشكل كبير بنبرة صوتها، تعابير وجهها وحركة جسمها.
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
مصدر الصورة: Netflix
في هذا العمل أتقنت Meghan Markle مع المشرفين عليه فنّ فقدان الحق! خسرت كلّ ما حاولت المحاربة من أجله بسبب محتوى غير متقن كان ليضعها في صورة أفضل بكثير لو عُمل عليه بطريقة أذكى. عمل يشنّ هجوم على الإعلام وهو تم التحضير له وعرضه مع وإلى الإعلام.
