ما هي أسباب البكاء؟ هذه الدراسة توضّح كل التفاصيل

يعدّ البكاء، التعبير الأول لأي إنسان يقدُم على هذه الحياة. لكن تتفاوت طريقة تعاملنا مع الحوادث والمشاعر التي تغمرنا. فبعض الناس يبكون أثناء مشاهدة لقطة مؤثرة في فيلم، بينما يبكي البعض الآخر للحظات سعيدة للغاية. في بعض الأحيان، نبكي بشكل عشوائي. لكن ما السبب وراء االبكاء والدموع التي نذرفها؟ لماذا يبكي بعض الناس أكثر من غيرهم؟ هل هناك أي طريقة للسيطرة على ذلك؟

6 أسباب رئيسية تجعل البكاء مفيد لصحّتكِ النفسية والجسدية

حاول علماء نفس من جامعتي أولم الألمانية وساسكس البريطانية دراسة أسباب البكاء في دورية الدافع والعاطفة Motivation and Emotion، وقسموا أسباب البكاء لـ 5 فئات هي: الوحدة والعجز والتحميل فوق الطاقة والانسجام واستهلاك الوسائط. أوضح الباحثون أن التصنيف إلى هذه الفئات يعتمد على فكرة أن الدموع العاطفية تحدث دائماً عندما لا يتم تلبية احتياجات نفسية أساسية أو يتم إشباعها بشكل مكثف. يشير علماء النفس على سبيل المثال إلى أن الشعور بالوحدة ينتج عن عدم تلبية الحاجة إلى القرب، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى البكاء، ويندرج تحت هذه الفئة أيضاً فراق الحبيب أو الحنين إلى الوطن. وفقاً للباحثين، فإن دموع الفرح في المقابل تحدث بعد إرضاء مكثف للحاجة إلى الانسجام، على سبيل المثال دموع الفرح خلال حفل زفاف. كما تنهمر الدموع بسبب العجز عند سماع خبر وفاة شخص ما على سبيل المثال. أوضح الباحثين أنه يمكن تمييز الدموع العاطفية بوضوح عن ما يسمى بالدموع القاعدية التي تحافظ على رطوبة العينين وتحميها، فقد تجاهل الباحثون في دراستهم الدموع التي تنهمر كرد فعل انعكاسي على البرد والرياح أو عند تقطيع البصل.

أثبتت الدراسات وجود اختلافات في المركب الكيميائي للدموع تبعاً لسبب نزولها، لذلك تم تقسيم الدموع إلى 3 أنواع، وهي:

تتدفق هذه الدموع من الغدد الموجودة تحت حاجبيك عندما تتعرض العين للمهيجات والأجسام الغريبة، مثل الدخان والبصل والأتربة والرياح والضوء المفاجئ، وهذه الدموع مسؤولة عن غسل العين والتخلص من هذه الأجسام.

تعرف بدموع الحماية، وهي التي تفرزها القنوات الدمعية بصورة مستمرة لإبقاء العين رطبة كلما طرفت. إن هذه الدموع غنية بالمواد الكيميائية التي تحتاجها العين للحماية، ومنها إنزيم الليزوزيم lysozyme، وهو مضاد قوي للبكتيريا والفيروسات وسريع الفاعلية يحمي العين من العدوى، التي قد تحدث في غياب هذا الإنزيم بسبب البكتيريا الموجودة في البيئة المحيطة، والتي تنمو في الأماكن الرطبة.

تتكوّن هذه الدموع نتيجة مشاعر قوية. إذ يمكن أن يؤدي التعاطف والألم الجسدي وألم التعلق والعواطف الجياشة إلى إثارة هذه الدموع. حيث تجعلك الدموع العاطفية تشعرين بمزيد من الضعف. قد يتسبب البكاء في جعل الآخرين يتعاطفون معك، وبالتالي تخفف هذه الدموع من مشاعر الغضب أو الحزن المكبوتة لديك وتجعلك تتنفسين الصعداء بمجرد نزولها. ليكون البكاء العاطفي، الذي يجعلك تشعرين بالتحسن، جزءاً من عملية الشفاء. كما تحتوي هذه الدموع على نسب عالية من هرمونات التوتر stress hormones، والتي يفرزها الجسم عند الشعور بالقلق والتوتر، ومن هذه الهرمونات هرمون البرولكتين prolactin، وهرمون الإنكِيفالِين enkephalin، وهو مسكن طبيعي للألم.

أشارت بعض الدراسات أن البكاء يسمح لنا بالتخلص من التوتر والألم العاطفي. إذ يعدّ البكاء صمام أمان مهم، ويعود ذلك إلى أن الاحتفاظ بالمشاعر الصعبة بالداخل، أي ما يسميه علماء النفس التكيف القمعي، يمكن أن يكون ضاراً بصحتنا. كما ثبت أن البكاء يزيد من سلوك التعلق، ويشجع على التقارب، والتعاطف، والدعم من الأصدقاء والعائلة.

يؤدي البكاء إلى إفراز الجسم للإندورفينات والإكستوسين، وهي هرمونات تساعد على الحد من الشعور بالألم سواء كان بدنياً أو نفسياً.

يشعر بعض الناس، بعد البكاء، بتحسن حالتهم المزاجية وانخفاض شعورهم بالتوتر.

يعد البكاء لدى الرضع الطريقة الوحيدة لجذب انتباه الأم. كذلك تكشف دموع البالغين، خاصةً عند البكاء بصوتٍ عالٍ، أنهم بحاجة للمساعدة. بالتالي، يعد البكاء على وجه الخصوص بمثابة رد فعل على حالة من العجز.

إن الوظيفة البيولوجية للدموع هي الحفاظ على ترطيب العينين وحمايتها من الأدخنة أو الأوساخ التي قد تدخل في العين.

انشغل الباحث الهولندي أد فينغر هوتس من جامعة تيلبورغ لمدة عشرين عاماً بالسؤال عن سبب بكاء الناس. بحسب الدراسات التي أجراها فينغرهوتس وآخرون، تبيّن أن النساء، تبكين أكثر من الرجال فعلاً. ولا يعود السبب حصراً إلى ضغطٍ يمارسه المجتمع على الرجل كي لا يبكي، إنّما أيضاً إلى عنصر بَيولوجي، إذ يسهم الهرمون الجنسي الرئيسي لدى الذكور التستوستيرون في تقليل إفراز الدموع، بعكس هرمون البرولاكتين الذي ينتَج بكمية أكبر لدى النساء. بناءً على ذلك يربط البروفيسور الهولندي ارتفاع نسبة البكاء لدى الرجال مع تقدّمهم في العمر، بتراجع نسبة هرمون التستوستيرون في أجسامهم.

• تناول الكثير من هرمون التستوستيرون، الذي قد يمنع البكاء
• غالبا ما يتم تشجيع الرجال على عدم البكاء
• يساهم الهرمون الجنسي الرئيسي لدى الذكور التستوستيرون في تقليل إفراز الدموع

• بسبب هرمون البرولاكتين، وهو هرمون تناسلي يُحفِّز إنتاج الحليب لدى النساء بعد الولادة، لذا تكون الدموع العاطفية عالية بسبب هذا الهرمون.
• النساء أكثر عرضة للمواقف العاطفية، ولديهن قدراً أكبر من التعاطف، حيث يتعاملن مع أي شيء بعاطفتهن، ويشعرن في كثير من الأحيان بالعجز في مواجهة الشدائد.
• في أغلب الأوقات لا تستطيع النساء كبح عواطفها ودموعها على عكس الرجل.