close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

كيفية تعليم طفلك على الرد على التنمر في المدرسة

كيفية تعليم طفلك على الرد على التنمر في المدرسة

لقد لاحظت أن أحد الأطفال في عائلتي لا يحب المدرسة أبداً ويرفض الذهاب إليها ويخاف. فكّرت أوّلاً أن هذا الأمر عادي وأنه لا يحب الدرس والاستيقاظ باكراً. ولكن، بعد فترة لاحظت أيضاً أنّه حزين دائماً، ومنعزل وحينها أدركت أنه يتعرّض للتنمرّ في المدرسة. هل سبق وحدث معكِ أمراً مماثلاً؟ في هذه الحالة عليكِ أن تساعدي طفلكِ، وتعلّميه كيفية الرد على التنمر من خلال النصائح الموجدة في هذا المقال.

ما هو التنمّر؟

التنمّر هو نمط سلوكيّ متكرّر، وليس حادثاً منفرداً. وعادة ما ينطلق الأطفال الذين يمارسون التنمّر من تصورهم بأنهم في وضع اجتماعي أرفع أو في موقع قوة، كالأطفال الأكبر حجماً، أو الأكثر قوة بدنيّاً، أو ممن يسود تصور عنهم بأنهم يتمتعون بالشعبية بين أقرانهم. يقصد المتنمّر إلحاق الألم، إما من خلال الأذى الجسدي أو الكلام أو السلوك المؤذي، وهو/هي يفعل ذلك بصفة متكررة. ويكون الصِّبية عادةً أكثر عرضة للتنمر البدني، في حين تكون البناتُ أكثر عرضة للتنمر النفسي. يرتبط التنمر بالبيئة المدرسية ارتباطاً وثيقاً، فقد أظهر تقرير صادر عن اليونيسيف بعنوان "درس يومي" أنّ نصف الطلاب على مستوى العالم في سن 13 إلى 15 عاماً يتعرضون إلى التنمر والعنف من نظرائهم داخل المدرسة مما يؤثر سلباً على تعليمهم. ووفقاً للتقرير، فإن ثلاثة من أصل عشرة طلاب في 39 دولة صرحوا بتعرضهم للتنمر.

نصائح أثناء النقل المدرسي لضمان سلامة الطلّاب

ما هي آثار التنمر؟

يؤثر التنمر سلباً على نفسية الضحية ويستمر لعقود طويلة. قد يؤدي التمرّ إلى:

  • فقدان الثقة بالنفس.
  • فقدان التركيز وتراجع المستوى الدراسي.
  • الخجل الاجتماعي والخوف من مواجهة المجتمعات الجديدة.
  • احتمال حدوث مشاكل في الصحة النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، وحدوث حالات انتحار.
  • التحول إلى شخص عنيف وعدواني جراء أفعال المتنمرين.

نصائح تعليم الطفل الرد على التنمر

نظراً للأثار السلبيّة الكبيرة التي يلحقها التنمّر بنفسيّة الطفل، لا بدّ للأهل أن يعلّموا أوّلادهم كيفيّة الرد على التنمّر، إليكِ مجموعة من النصائح فيما يلي.

1- علّمي طفلكِ الابتعاد عن المُتنمّر

المتنمر هو الشخص الذي يبحث عن الأطفال الأكثر ضعفاً في المدرسة لكي يمارس عليهم التمر اللفظي أو الجسدي. علّمي طفلكِ أن يبتعد عن هذا الشخص المتنمر وألاّ يجلس بالقرب منه في الصف، أو يلعب معه في الفرصة أبداً. إلى جانب ذلك علميه ألّا يردّ أبداً على استفزازاته، بل أن يبتعد عنه فوراً.

2- ساعدي طفلكِ على تكوين صداقات في المدرسة

يختار المتنمر ضحاياه المنعزلين أي الأطفال الذين يبقون وحدهم وليس لديهم أصدقاء. من هنا، إن كان من الصعب على طفلكِ تكوين صدقات في المدرسة، عليكِ أن تساعديه في ذلك. كيف؟ بكل بساطة قومي بدعوة مجموعة من الأطفال الذين يشبهون طفلك من حيث الاهتمامات إلى المنزل، وبهذه الطريقة سوف تخلقين صدقات لطفلك ولن يبقى لوحده. وعندها سيكون ابنك محاطاً بمجموعة من الأصدقاء في المدرسة مما يساعده على الاطمئنان والشعور بالثقة.

3- قولي لطفلكِ أن يبلّغ المسؤولين في المدرسة

ربما يخاف الطفل الذي يتعرّض إلى التنمّر من إخبار المسؤولين، ففي الكثير من الأحيان يمكن أن يقوم المتنمّر بتهديده وإجباره على الصمت. ولكن، قولي لطفلكِ أن يقوم بإبلاغ المسؤولين في المدرسة بشكل فوري، مع توعيته بأن إبلاغ المسؤولين ليست علامة على الجبن أو العجز، بل هو دليل على الجرأة والشجاعة.

4- علّمي طفلك جمل للردّ بحزم على المُتنمر

عادة لا يتوقع المتنمر من الضحية مواجهته، ولكن في حال أظهر الطفل أنه قوي ويستطيع الدفاع عن نفسه، سيتوّقف المتنمر في الكثير من الأحيان عن القيام بأفعاله السيئة. من الأفضل، أن تشددي على طفلك بعدم الانفعال ومحاولة ضربه أو أي تلامس جسدي، لكن الرد بقوة عبر كلمات واضحة وبسيطة دون خوف أو غضب مثل:

  • توقفْ عن ذلك.
  • أنا لست ضعيف كما تقول.
  • أمي تعلم بما تفعله وسوف تخبر المسؤولين.
  • أنا لست وحدي، أصدقائي هنا لمواجهتك.
  • إن لم تتوّقف سوف أخبر المعلّمة.
  • أنت لا تقول الحقيقة.
  • كلامك لا يؤثر فيّ.
  • لا يمكنك ضربي لأنّك سوف تطرد من المدرسة.

5- درّبي طفلكِ على مهارات الرد بحزم

ربما قول العبارات التي ذكرناها سابقاً لن تكفي لردع المتنمر، لذلك يجب أن تعلّمي طفلكِ مهارات الرد بحزم مثل:

  • الحفاظ على اتصال العين عند مواجهة المتنمر.
  • الحفاظ على صوت هادئ.
  • الوقوف على مسافة مناسبة منه.
  • استخدام اسم المتنمر عند التحدث إليه.
  • تجنب الكلام بأسلوب عاطفي مع المتنمر، لأن ذلك يمنحه سلطة أكبر لممارسة تنمره على الضحية.

6- ساعدي الطفل على تعزيز ثقته بنفسه

في حال شعر الطفل أنه لا يثق بنفسه، سوف يصّدق المتنمّر وسوف تكون الآثار السلبيّة للتنمّر كبيرة جدّاً على نفسيّته. من هنا، ساعدي طفلكِ على التمتع بالثقة بالنفس وعدم السماح لأحد بالتشكيك في قدراته وإمكانياته. هناك طرق عدة لتعزيز الثقة بالنفس، مثل تشجيع طفلك على التسجيل في دروس، أو الانضمام إلى أنشطة يحبها في المدرسة، فهذا سيساعده على بناء ثقته بنفسه وعلى التعرف على مجموعة من الأصدقاء الذين يشاطرونه اهتماماته.

أمور أساسية تجعلك رئيسة صف جيدة

ما هي العلامات التي تدلّ على التعرّض للتنمّر؟

في الكثير من الأحيان سوف يخاف الطفل من إخبار أهله أو معلّميه أنه يتعرّض للتنمر، وذلك لأن المتنمر يقوم غالباً بتهديده أنه سوف يقوم بضربه أو ضرب أصدقائه في حال أخبر أحد بما حدث. من هنا، عليكِ النظر بتمعّن ومراقبة الحالة العاطفية لأطفالك. ومن بين العلامات التي يجب الانتباه إليها:

  • العلامات الجسدية من قبيل الكدمات، أو الخدوش أو الكسور أو الندوب غير واضحة المصدر.
  • الخشية من التوجه إلى المدرسة أو المشاركة في أنشطة مدرسية.
  • الشعور بالقلق أو العصبية أو الاحتراس الزائد.
  • أن يكون للطفل عدد قليل من الأصدقاء في المدرسة أو خارجها.
  • خسارة الأصدقاء فجأة أو تجنّب مخالطة النّاس.
  • ضياع الملابس، أو الأدوات الإلكترونية، أو غير ذلك من المقتنيات الشخصية، أو تعرضها للخراب أو التمزّق.
  • طلب المال بصفة متكررة.
  • ضعف الأداء المدرسي.
  • التغيب عن المدرسة، أو الاتصال من المدرسة لطلب الرجوع إلى البيت.
  • محاولة البقاء بقرب البالغين.
  • عدم التمكن من النوم جيداً أو المعاناة من الكوابيس.
  • الشكوى من الصداع أو المغص أو غير ذلك من الأعراض البدنية.
  • أن يتصرف الطفل على نحو سرّيّ وعلى غير العادة.
  • التصرف بعدوانية أو إظهار نوبات غضب.

نصيحة: تحدَّثي بصفة منفتحة ومتكررة مع طفلك. فكلّما تحدثت مع طفلك أكثر بشأن التنمّر، كلما اطمئنّ أكثر لإخبارك بما تعرّض له. اسألي أطفالك يومياً عن أوقاتهم في المدرسة وأنشطتهم، واستفسري منهم لا عن دروسهم وأنشطتهم فقط، وإنما عن مشاعرهم أيضاً.