إن فتحتِ خزانتي لوجدتِها مليئة بتصاميم قد تبدو غريبة بالنسبة لكِ، فأنا سرقت معظمها من أرشيف والدتي. ملابس تلفتني بقصّاتها الثمانينيّة والتسعينيّة، تميّز إطلالاتي متى دمجتها مع قطع عصريّة أخرى. كنتُ متأكّدة أنّ والدتي ليست الوحيدة التي تحتفظ بشبابها وتخلّد ذكرياتها المفضّلة داخل خزانتها. هذا المخبأ السريّ الذي يكشف عن جانبٍ من أمّهاتنا قد لم يتسنّى لنا التعرّف عليه من قبل. عندها، وبمناسبة عيد الأم، طلبتُ من زميلاتي في مكاتب "جمالكِ" أن يخترن صورة لوالدتهنّ وهي شابّة، ويحاولن أن يجدن الملابس نفسها أو يعدن ابتكار اللوك بطريقتهنّ الخاصّة.
كما توقّعت، أمّي لم تكن الوحيدة التي تحتفظ بملابسها القديمة، والأبرز أنّ بعضهنّ اكتشف مدى التشابه بين أسلوبهنّ وأسلوب أمّهاتهنّ. إليكِ بالصور، نتيجة إعادة إحياء هذه الإطلالات القديمة التي حتماً ستعيد أجمل ذكريات الماضي إليكِ أنتِ أيضاً.
بالصور، نتيجة إعادة إحياء محررات جمالكِ لإطلالات والداتهن
هذه ليست المرّة الأولى التي أعتمد فيها ملابس والدتي، وهذا دليل قاطع على الرابط القويّ الذي يجمعني بها. هي مصدر إلهامي لإطلالتي كافّةً، وأنا محظوظة أنّها ما زالت تحتفظ بملابسها القديمة لأتمكّن اليوم من اعتمادها والتشبّه بها.
أمّي ملهمتي في كلّ تفاصيل حياتي، حتّى في الموضة! اكتشفتُ ذلك حين اعتمدت الإطلالة نفسها التي ظهرت بها منذ سنوات عديدة، مع إضفاء لمسةٍ عصريّة تتماشى مع صيحات الموسم. شعرتُ بالفعل بأنّني أشبهها كثيراً، وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، وكأنّ كلانا شخصٌ واحد، روحٌ واحدة. أمّي، ستبقين دوماً معلّمتي، صديقتي ومرشدتي في كافّة المجالات...
للحظة الأولى ومتى بحثت بين صور والدتي القديمة، شعرت أنّه من المستحيل أن أرتدي لوك مماثل لتلك الإطلالات التي رأيتها في صندوق ذكرياتها. أسلوبها لا يشبهني بتاتاً، وأنا لا أتخلّى أبداً عن سروال الجينز، لكن هذه التجربة وضعتني أمام الأمر الواقع. عندما أعدت إحياء إطلالتها الثمانينيّة، النتيجة كانت رائعة لكن ومع انقضاء ساعات العمل سارعت للعودة إلى ستايلي الكاجوال الذي يشبهني ويعكس شخصيّتي.
تجربة رائعة ومميّزة، جعلتني أغوص في ذكريات والدتي لأتعرّف إلى جمال شبابها وإطلالاتها المفضّلة. لقد تفاجأت بالتشابه الكبير في أسلوبينا، فقد لاحظت قواسم مشتركة بيننا لم أتنبّه لها من قبل. هي أيضاً تحبّذ الملابس الكاجوال واللوكات الشبابيّة، ويبدو أنّني ورثت هذا الستايل منها. عيد سعيد ماما، بحبّك.
بين تلك الألبومات القديمة وفي طيّات تلك الصور التي تعبق برائحة الماضي، وجدتُ الجانب الذي لم أكن أعلم به. نعم والدتي تحبّ الأناقة والملابس المنمّقة لكن لم أكن أعرف أنّها كانت صاحبة ستايل عصريّ بامتياز، في شبابها. وقعت يداي على صورٍ عكست ذوقها التراندي آنذاك فتمنيّتُ لو احتفظت بالكثير من التصاميم لكنتُ حتماً ارتديتها اليوم. حُبّنا لمواكبة الموضة لم يكن القاسم المشترك الوحيد، بل أيضاً حُبّنا للتصاميم الأنثويّة وبالتحديد للتانير! لذلك اخترتُ هذا اللوك لوالدتي في سنّ الـ18 لإعادة إحيائه اليوم. استبدلتُ الباليرينا بحذاء رجاليّ وتخلّيتُ عن الكارديغان، لصالح لوك مشاغب.