ماذا يحدث للجسم عند التخفيف من تناول اللحوم؟

تزايَد استهلاك اللحوم الحمراء مع مرور العقود، وقد قدرت منظمة الغذاء العالمية، مجمل الاستهلاك السنوي للحوم الحمراء عالمياً بـ2.7 مليار حيوان، وحذّر المتخصصيّن من مضار الإكثار من أكلها وشجعوا على تنظيم تناولها كضرورة للمحافظة على صحتك ورشاقتك. اللحوم الحمراء غنية بالسعرات الحرارية، وقد يؤدّي استهلاكها بكميّات كبيرة إلى أضرار صحيّة وجمالية أيضاً. من هنا، كثيرةٌ هي الإيجابيات التي يحصل عليها الجسم عند التخفيف من تناول اللحوم وبالتالي سنعرض لكِ فوائد ذلك وكيفيّة استبدالها بأطعمة أخرى تعود بفائدة أكبر على جسمك وبشرتك.

الوجه مرآة الغذاء في غالبيّة الأحيان حيث تعبّر طبيعة بشرتك عن نظامك الغذائي. والحصول عى بشرة صافيّة يتطلّب بصورة أساسية تغييراً جذرياً في النظام الغذائي ففحين تظهر على المكثرات من أكل اللحوم علامات التعب والتلف، يلاحظ أنّ بشرة اللواتي يستهلكن الفاكهة والخضار.

اللحوم الحمراء صعبة الهضم بمجملها، وجسم الإنسان يستغرق وقتاً طويل لتفكيكها مقارنةً بالمأكولات الأخرى، مما يسببّ آلام البطن والإمساك، وأمراض عسر الهضم والتهاب المعدة والكولون وغيرها. المختصون يشجعون لتجنّب هذه العوارض، التقليل من تناولها والإتجاه الى استهلاك كميّة أكبر من الطعام الغني بالألياف، الذي يريح المعدة ويسهّل عملها.

في دراسةٍ أعدتها منظّمة الصحة العالمية عن مسببّات السرطان، تضمنّت النتائج النهائيّة النقانق والسجق كإنثنين من هذه المسببات.وبالتالي، صنّفت اللحوم الحمراء كمادّة مسرطنة محتملة وأكّدت الدراسة نفسها أن تناول 50 غرام من اللحوم المصنعة يومياً يزيد من خطورة الإصابة بمرض سرطان القولون بنسبة 18%، بالإضافة الى هذا، قد يسبب طهي اللحوم على حرارة عالية بعض المركبات التي قد تسبب سرطان في الأمعاء. من هنا، يفضل أن تقومي بتقليل حضور اللحوم في نظامك الغذائي كي تبقي بعيدة عن هذه الأمراض قدر الإمكان، خاصةً في حال وجود تاريخ مرضي في العائلة، لأنّك في هذه الحال ستكوني عرضةً للإصابة أكثر من الآخرين.

ترتبط كميّة الدهون المشبعة العالية الموجودة في اللحوم الحمراء بمستويات الكوليسترول المرتفعة في الجسم، وهذا ما دفع الجهات المختصّة والجمعيّات إلى حثّ الناس على استهلاك ما لا يزيد عن 5% من مجموعة السعرات الحرارية المسموح بها يومياً على شكل دهون. هذا التوازن في استهلاك الدهون يساهم في تقليل خطر الإصابة بارتفاع الكوليستروالسيئ، الذي قد ينتج عنه على المدى الطويل، انسداد في جدران الشرايين والإصابة بمرض الشريان التاجي أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغيّة وأمراض الشرايين الطرفية. لذلك يوصي المختصين بالابتعاد عن الإفراط في أكل اللحوم للحفاظ على معدلات طبيعة للكوليسترول، ممّا يعني حمايّة القلب من العوارض التي قد تضّر بعمله.

إن ضمان تحقيق كل الأمور المذكورة أعلاه يعني الحصول على جسد سليم، وصحة جيّدة ونظام غذائي مفيد، مما يرفع من مستوى الحيويّة ويمد الجسم بطاقة عاليّة، خاصةً مع تناول الأطعمة الصحية، مثل الفاصوليا والدهون النباتية والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات وغيرها.

لا بدّ أنّك تتسألين الآن، بما سأستبدل اللحوم؟ إنّ امتناعك أو تخفيفك من أكل اللحوم قد يؤدي الى نقص تغذية شديد، ما يضع على عاتقك إيجاد البديل الغذائي الأصلح للحصول على البروتينات والفيتامينات. فيما يلي سنعطيك البدائل المقترحة، لتستطيعي متابعة ثورتك الصحيّة على الدهون والسعرات المرتفعة بتركيز وثقة.

تعتبر حبوب الكينوا احدى البدائل الغذائيّة للحوم، فهي مشبعة بالبروتينات والبوتاسيوم والفسفور والماغنيزيوم، وغنيّة أيضاً بالأحماض الأمينيّة الأساسيّة الأمر الذي يجعلها بديلاً فعّال ومفيد لصحة الجسم. كما يمكن استبدال هذا الكينوا بمؤكولات أخرى كالمعكرونة والأرز.

توّفر البيضة الواحدة لجسد من 6 الى 8 غرامات من البروتني فهو من أشهر مصادر البروتين التي تمتاز بقلّة الكربوهيدرات والسعرات الحراريّة.

يعتبر أشهر بدائل اللحوم الحمراء في العالم، وربّما يعود هذا لتميّزه ببنيّة دسمة ومطواعة حيث تتعدّد أشكال أكله ما بين مقلي ومسلوق ومخبوز ومحشي، وهو يحّل كبديل لشطائر اللحم على سفرة النباتيين. يوّفر الفطر لجسدك عناصر غذائيّة هامّة كالألياف والبروتين, وهو من الطعام الغني جداً بالمعادن والفيتامينات كفيتامينB وفيتامين D.

يرافق الطعم اللذيذ لزبدة الفول السوداني لذة استثنائيّة ونسبة عاليّة من البروتينات كتلك الموجودة في اللحوم، وكميّة عاليّة من فيتامين B-6 المفيد كثيراً لعمل الكبد، وهي من المأكولات الغنيّة بالألياف التي تريح المعدة، والماغنيزيوم والبوتاسيوم التي تمّد جسدك بمزيد من الحيويّة والنشاط.

يحتوي اللوز على كميّات كبيرة من من البروتين بالإضافة إلى أنه مصدر غني للألياف والكالسيوم والحديد والماغنسيوم، والبوتاسيوم. ويحتوى على القليل من الدهون أيضا ولكّنه لا يؤذي الجسد إذا تمّ استخدامه بصورةٍ معتدلة.