جميع النظريات التي أطلقت في ميدان الوزن والنحافة، تمّ ضحدها فيما بعد، لكن في بعض الأحيان تلتقي الحقيقة المثبتة مع ما يقوله المنطق السليم. إليكِ إجابات ستوضح الصورة لديكِ.
متى يُعتبر وزننا زائداً؟
ترتبط الإجابة بالعمر، فقبل بلوغ الـ 60، يجب أن يكون مؤشّر الوزن أدنى من 25، أيّ على سبيل المثال، 68 كيلوغرام لامرأة أو رجل يبلغ طولهما 1.65 متراً. نحصل على مؤشّر الوزن للمثل السابق بإجراء الصيغة التالية: 68 مقسومة على (1.65x1.65). غالباً ما تكون هذه الأرقام مقبولة أكثر من قبل الرجل، إذ إنّ النساء يتأثّرن بمعايير الموضة، فيرغبن بوزن أقلّ بـ 10 كيلوغرامات من الوزن الذي يجب أن يكنّ عليه! بعد عمر الـ 60، يفرز الجسم الهرمونات التناسليّة بشكلٍ مختلف، لذا يرتفع مؤشر الوزن الطبيعي إلى 27. هناك طريقة حسابيّة أخرى وهي مؤشر محيط الخصر. تظهر الأبحاث التي أجرتها جامعة Laval الكنديّة أنّ السمنة تكون موجودة حين يزيد مقاس محيط الخصر عن 80 سم لدى المرأة و94 سم لدى الرجل. ويمكن القول إنّ المرأة مصابة بالبدانة في منطقة البطن عندما يتخطّى محيط خصرها 88 سم وأنّ الرجل بدين عندما يتخطّى محيط خصره 102 سم. المخاطر في هذه الحالة تكون مرتفعة جدّاً وتتمثل بالإصابة بالسكري، ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، فالبدانة في منطقة البطن تعني وجود كميّة مرتفعة من الدهون تُعتبر أكثر خطراً من الكيلوغرامات المتكدّسة في أماكن أخرى، ويحدث هذا لدى المرأة في سنّ انقطاع الطمث.
هل الصناعة الغذائيّة مسؤولةً عن زيادة الوزن؟المواد التي يتمّ إدخالها إلى مكوّنات بعض الأطعمة منذ الخمسينات، مثل زيت النخيل الذي يحافظ على طعم البسكويت وشكله، أصبحت تشكّل خطراً حقيقيّاً على الصحّة العامّة. تساهم هذه المواد الدهنيّة في زيادة الوزن وتقفل الشرايين بسبب غناها بالأحماض الدهنيّة المشبّعة. منتجٌ آخر يشكّل خطراً وهو شراب الجلوكوز- فركتوز الذي يُستخرج من بقايا الذرة لأسبابٍ إقتصاديّة توفيريّة. الدراسات بيّنت أنّ استهلاك كميّة تزيد عن 100 غرام منه يوميّاً يُعتبر عاملاً مهمّاً في التسبّب بالبدانة (علبة واحدة من المشروبات الغازيّة تحتوي على 30 غرام من هذا الشراب).
هل يجب نسيان كلّ أنواع الحميات؟
الجواب لا، لكن يجب التمييز بين الحميات المفيدة وتلك التي تتسبّب بخللٍ في التوازن الغذائي. يصرّ خبراء التغذية على أن فقدان الوزن ليس مرادفاً للحرمان، بل يمكن تحقيقه من خلال نظامٍ غذائي سليمٍ وممتع، كما يسلّطون الضوء على الخطأ المتمثل في قفز الوجبات وفي تناول الطعام غير الضروري بينها، ما يسبّب في غالبية الأحيان زيادة في الوزن.
ما هو دور علم النفس؟
دوره أساسي، فالخبراء يقدّرون أن شخصاً من اثنين ممّن يطلبون استشارة لمشكلة زيادة الوزن، يعاني من خللٍ ما في التوازن النفسي، لذا يقترحون حلاًّ ثلاثياً سحرياً وهو: اللجوء إلى اختصاصي التغذية لمنح المعلومات، إختصاصي العلاج الطبيعيّ ليعلّم الحركة والطبيب النفسي ليكشف الاضطرابات الكامنة ويعالجها. في غالبيّة الأحيان يكون العلاج قصيراً أيّ عبارة عن 3 أو 4 جلسات تسمح بالإضاءة على مشكلة مهنيّة أو عائليّة أو عاطفيّة، فزيادة الوزن لدى النساء غالباً ما تكون مرتبطة بإخفاء مشكلةٍ حقيقيّة أو يشعرن بوجودها.
هل يتمّ فقدان الوزن في جميع الأعمار؟
نعم بشرط تحديد أهداف منطقيّة والالتزام الكامل لتحقيقها، لأنّ زيادة الوزن هي حالة مزمنة تعود إلى الأشخاص كلّما سنحت لها الفرصة. هذا يعني أنّه على الأشخاص تغيير سلوكهم الغذائي والثبات عليه بشكلٍ دائم. حالياً تتغيّر أعمار المهتمّين بفقدان الوزن، إذ إنّ أكثر من 29% منهم يتعدّى سنّهم الـ 59، فيما كانت الشريحة الأبرز في الماضي تتراوح بين الـ 30 والـ 50 من العمر.
هل تشكّل الحمية البروتينيّة خطراً على الصحّة؟
هذه الحمية التي ترتكز على استهلاك البروتينات بشكلٍ كبير والسعرات الحراريّة بشكلٍ مخفّض، لم تثبت نجاحها، فقد بيّنت دراسة جديدة أنّ 80 إلى 90% من الأشخاص الذين تبعوها، استعادوا أوزانهم في فتراتٍ تتراوح بين عامٍ وعامين، ومنهم من تخطّى وزنه الأساسي الذي انطلق منه! على المدى القصير، تؤدّي هذه الحمية إلى تعبٍ كبير في العضلات واضطراباتٍ مزاجيّة قد تصل إلى حالة الاكتئاب، كما أنّها تتسبّب بالإمساك وبظهور رائحة فم مزعجة. على المدى المتوسّط، قد تؤدي إلى حالة رهاب من الطعام، إضافةً إلى مشاكل بوليّة قد تتطوّر إلى فشلٍ كلويّ وتعطيل عمل الكبد. أمّا على المدى البعيد، فيمكن أن تتسبّب بمرض فقدان الشهيّة أو برفض تناول أنواع معيّنة من الأطعمة. أخيراً، أثبتت دراسة أجرتها Teresa Fung المحاضرة في جامعة Harvard، على أكثر من 20000 رجل وامرأة، أنّ الحمية القائمة على نسبةٍ عالية من البروتين تزيد من خطر الوفيات بنسبة 25%.
هل يجب ممارسة الرياضة؟
لطالما كانت الرياضة وصفة الأطبّاء التي تحبط من عزيمة مَن يريدون الخضوع لنظامٍ غذائي، فمعظمهم لا يستطيع أن يبدأ بممارستها على الفور. لذا يجب وصفها بشكلٍ معتدل أو اللجوء إلى أخصّائي العلاج الطبيعي الذي سيعلّم المرشّح الحركات الأنسب له والتي يستطيع تكرارها يوميّاً، حتى يصبح قادراً على اختيار الحركات التي يريدها وممارستها. قد يكون أمراً مبالغاً أن يطلب الطبيب من المرشّح لفقدان الوزن أن يبدأ فوراً بالجري أو بلعب كرة المضرب، إلاّ إذا كان ذلك سينقذه من خطرٍ صحّي ما.