سواءً لأسبابٍ صحيّة أو مجرّد موضة رائجة، أو قناعة ذاتيّة، الأنظمة الغذائيّة الجديدة تقلب كلّ المقاييس وتتسبّب أحياناً بأضرارٍ جانبيّة. إليكِ 4 حميات غذائيّة تحمل أضرار وتأثيرات سلبيّة أنتِ بغنى عنها:
- الموادّ الغذائيّة النيئة:
ما هو هذا النظام؟ تارتار وكارباتشيو اللّحم والسمك، السوشي، الخضار والفاكهة... تقضي القاعدة بعدم طهوها للحفاظ على عناصرها الغذائيّة وعلى طعمها اللّذيذ. يفسّر الطبيب Jean-Michel Cohen أنّ: "عمل الأنزيمات الحيّة، الفيتامينات والأملاح المعدنيّة التي تحتوي عليها الموادّ الغذائيّة يساعد على إزالة البقايا المتراكمة في الجسم. أمّا الطهي، فيؤدّي إلى القضاء على خصائص بعض الأطعمة المضادّة للسرطان".
المخاطر: للأطعمة النيئة فوائد لا يمكن إنكارها وللأطعمة المطبوخة فوائدها أيضاً، فالطهي يساعد على هضم الألياف والبروتينات الموجودة في بعض الموادّ الغذائيّة (مثل اللّحوم، الأسماك، البيض والحبوب...) بطريقة أفضل، ويقتل البكتيريا (السالمونيلا بشكلٍ خاصّ) والطفيليّات. أمّا الأطعمة النيئة، فتعرّضكِ أكثر للإصابة بالتسمّم الغذائيّ. من الممكن اليوم أيضاً أن يكون السمك ملوّثاً بالطفيليّات. بالتالي، إنّ شراء الأسماك البريّة، أو تلك التي تتمّ تربيتها ومراقبتها، أو التي تتمتّع بجودة عالية، أو العضويّة، أو حتى السوشي الطازج، لا يحميكِ من كلّ المخاطر.
إحدى إيجابيّات النظام الغذائيّ الذي يرتكز على الأطعمة النيئة، أّنّه يحثّكِ على تناول الخضار والفاكهة، أيْ أنّكِ ستأخذين وقتاً أطول في المضغ، ما يولّد شعوراً بالشبع خلال فترة اتّباع الحمية. لكنّ هذا النظام متعِب ويؤدّي إمّا إلى تناول كميّات قليلة من الطعام، أو إلى اتّباع حمية غير متوازنة. تلاحظ اختصاصيّة التغذية Nathalie Négro أنّه "يصعب علينا ابتلاع النشويّات، الحبوب والبقوليّات النيئة وحدها، لذا، نشعر برغبة شديدة في تناول الحلويات. لتثبيت الوزن على المدى البعيد، ينبغي تقبّل فكرة طهو بعض الأطعمة مرّة أخرى، مثل النشويّات واللّحوم".
- النظام الغذائيّ النباتيّ:
ما هو هذا النظام؟ النباتيّون يأكلون كلّ شيء باستثناء اللّحوم، الأسماك والبيض. لكنّ المتغيّرات كثيرة: فنباتيّو الأسماك يتناولون السمك، ثمار البحر، البيض ومنتجات الحليب، ونباتيّو البيض، فيتناولون البيض ويستثنون منتجات الحليب. أمّا متتبّعو نظام تناول الخضار في طعامهم يرفضون أيّ استغلال للحيوان ويتبعون في نفس الوقت قواعد غذائيّة نباتيّة (لا يتناولون أيّة مادّة تنتجها الحيوانات، بما في ذلك العسل، البيض ومنتجات الحليب) كما يتبعون قواعد مماثلة في حياتهم اليوميّة (لا يستخدمون الجلد، أو الصوف، أو الحرير...).
المخاطر: تذكر Nathalie Négro أنّ: "نباتيّة الأسماك لن تصاب بأيّ نقص لأنّها تتناول أطعمة من مصادر حيوانيّة. نباتيّة البيض والحليب يمكنها أيضاً أن تتجنّب الإصابة بأيّ نقص في حال تناولت يوميّاً كميّات كافية من مصادر البروتينات النباتيّة ذات القيمة البيولوجيّة الجيّدة. يجب التنويع يوميّاً بين الحبوب والبقوليّات الجافّة بدلاً من النشويّات، الحرص على تناول 3 منتجات من الحليب والتأكّد من عدم الافتقار إلى الحديد". الفخّ الذي ينبغي تجنّب الوقوع فيه هو الامتناع عن تناول منتجات الحليب والاستعاضة عنها بالحليب النباتيّ. هذه العمليّة تؤدّي إلى نقصٍ في الفيتامين B12 المهمّ جدّاً للجسم، فالمنتجات الحيوانيّة وحدها، باستثناء بعض الطحالب، تحتوي على هذا الفيتامين. أمّا في حال اتّباع نظامٍ غذائيّ أقسى بكثير (كالذي يحتوي على 100% من الحبوب، أو 100% من الفاكهة، أو 100% من الخضار النيئة)، فيزيد احتمال الإصابة بأيّ خلل. لذا، من الضروريّ أن تستشيري الطبيب ليجري تقييماً كاملاً ويصف لكِ المكمّلات المناسبة.
على عكس ما يعتقد الكثيرون، إنّ اتّباع نظام غذائيّ نباتيّ لا يؤدّي بشكلٍ تلقائيّ إلى فقدان الوزن. يكفي أن تنظري إلى قائمة الطعام في المطاعم التي تقدّم أطباقاً نباتيّة، لتكتشفي أنّها غالباً ما تكون غنيّة بالدهون، مثل الكعك الدسم، النشويّات، أنواع السلطة والأطباق التي تضاف إليها بذور السمسم والكتّان، والحلويات الغنيّة بالسعرات الحراريّة (كيك الكستناء، أو البطاطا الحلوة، أو أنواع العصائر المختلفة الغنيّة بالنشويّات أو السكّر). لتتجنّبي الزيادة في الوزن (والنقص في الفيتامينات)، يمكنكِ أن تتناولي وجبة متوازنة، يحتوي نصفها على الخضار (أو الطحالب، ولكن ليس بشكلٍ منتظم لتتجنّبي خطر زيادة نسبة اليود)، ربعها على البقوليّات الجافّة أو الحبوب، وربعها الأخير على فول الصويا، أو التوفو، أو البيض أو حتى بديل اللّحوم الغنيّ بالميكروبروتين.
- النظام الغذائيّ القلويّ:
ما هو هذا النظام؟ النظام الغذائيّ القلويّ يثير غيظ النجمات. يدعو إليه المشاهير الذين يتّبعون نظاماً صحيّاً مثل الممثّلتين الأميركيّتين Jennifer Aniston و Gwyneth Paltrow، لكنّه يثير التنافس الكبير. يرتكز النظام على المبدأ التالي: الطعام ذو نسبة حموضة مرتفعة يؤدّي إلى انخفاض درجة الحموضة في الدم والسوائل الأخرى (اللّعاب والسائل المفاويّ) ويؤثّر سلباً على عمل الجسم. أمّا الحفاظ على درجة حموضة 7، فيعدّ المفتاح الأساسيّ للتمتّع بصحّة جيّدة وبشرة جميلة، ولتخفيف التعب، تسهيل عمليّة الهضم والحفاظ على عظامٍ قويّة. تتألّف الوصفة السحريّة لتحقيق التوازن المطلوب من 70% من الأطعمة القلويّة أو المحايدة و30% من الأطعمة الحمضيّة. تشمل الفئة الأولى الفاكهة، الخضار وبعض النشويّات، لا سيّما الأفوكادو، البطاطا، الكرفس، الملفوف والكينوا... تتضمّن الفئة الثانية منتجات الحليب، باستثناء الأجبان ذات نسبة حموضة مرتفعة بسبب احتوائها على نسبة كبيرة من البروتينات والملح. تضمّ الفئة الثالثة (الأطعمة السيّئة) اللّحوم، اللّحوم الباردة وكلّ المأكولات المالحة.
المخاطر: يعتبر متّبعو هذا النظام أنّ كثرة الأحماض تتعب الجسم، لا بل أنّ هذا الأخير يبدأ باستخدام مخزون الكالسيوم لديه (من الهيكل العظميّ والعظام) لتعديل درجة الحموضة في الدم. يقول البروفيسور Jean-Michel Lecerf: "إنّ اتّباع نظام غذائيّ متنوّع ومتوازن يوفّر الكميّة الكافية من الكالسيوم، حتى مع تناول نسبة كبيرة من البروتينات، وبالتالي، لا يستخدم الجسم الكالسيوم في العظام لتعديل درجة الحموضة. أمّا الأشخاص الذين قد يواجهون بعض المشاكل، فهم أولئك المصابون بقصور كلويّ أو كبار السنّ الذين يواجهون ضعفاً في وظائف الكلى ويتناولون الكثير من اللّحوم والقليل من الخضار. على هؤلاء الأشخاص أن يتنبّهوا إلى كميّات الكالسيوم التي يحصلون عليها وأن يتناولوا منتجات الحليب لتعويض أيّ نقص". الخطأ الحقيقيّ هو الامتناع عن تناول فئة بكاملها من الأطعمة (لحوم، أسماك، بيض، حلويات...) لأنّ ذلك يضرّ بالصحّة والسلوك الغذائيّ.
- نظام الماكروبيوتك:
ما هو هذا النظام؟ يرتكز نظام الماكروبيوتك الصارم على تناول الحبوب الكاملة، الفاكهة المجفّفة، الفاكهة والخضار الطازجة الموسميّة فقط، الطحالب وكلّ ما هو حيويّ ومن دون أيّ إضافات، أو نكهات، أو موادّ حافظة. غالباً ما تستبدل المياه بالشاي، أمّا الحليب ومنتجاته والقهوة، فهي محظورة. عليكِ أن تحقٌّقي التوازن بين تناول أطعمة الين (أنوثة، ظلمة، ليونة، رقّة، برد، هشاشة، حموضة) وأطعمة اليانغ ( قوّة، دفء، تفاهم، نور، مأكولات قلويّة). يعتبر الأرزّ والقمح الكامل غذاء ين ويانغ مثاليّاً. يتضمّن هذا النظام 7 مستويات تبدأ من مزيج الحبوب، الخضار، الحساء والمنتجات الحيوانيّة (المستوى 1) إلى الحبوب والمكسّرات بنسبة 100% (المستوى 7).
المخاطر: وفقاً لمستوى النظام الغذائيّ، قد تصابين بنقصٍ في الطاقة، الفيتامينات، البروتينات، الدهون، الأملاح المعدنيّة (لا سيّما الحديد والكالسيوم) والعناصر الكبرى (الزنك، النحاس والسيلينيوم). كلّما اقتربتِ من مستوى مرتفع، وجب عليكِ تقيلص مدّة العلاج (إلى بضعة أيّام)، على أن يتبعها فحص طبيّ لمعالجة أيّ نقص.