في الكثير من الأحيان، تكون الولادة الطبيعية هي الخيار الأكثر أماناً من الولادة القيصريّة، وهذا في حال كانت الأمّ والجنين بصحة جيّدة ولم تكن هناك مضاعفات تؤثّر عليهما. هذا النوع من الولادات له تأثير على جسم الوالدة ويمكن أن يسبّب بعض التغييرات قصيرة المدى في المهبل. في هذا المقال سنعرّفكِ على أهمّ هذه التبدّلات التي قد تحصل مع أيّ امرأة بعد الولادة الطبيعية.
ما هي التغيرات التي تحدث في المهبل بعد الولادة الطبيعية؟
1- إرتخاء المهبل
بعد الولادة، من الطبيعيّ أن ترتخي عضلات قاع الحوض وتفقد بعضاً من قوّتها. هذا يمكن أن يجعل المهبل يبدو أوسع من السابق، خاصةً في السنة الأولى بعد الولادة الطبيعية، وهذا ما يُعرف بارتخاء المهبل. هذا التغيير يحدث بشكل رئيسي عند النساء اللواتي يلدن طبيعياً، حيث يتمدّد المهبل لتمكين الطفل من المرور. أمّا النساء اللواتي يخضعن لعمليّة قيصريّة، فعادةً لا يختبرن هذا النوع من التغييرات لأن الطفل لم يخرج عبر المهبل.
إذا رغبتِ في شدّ عضلات المهبل، يمكنكِ القيام بتمارين قاع الحوض، أو تمارين كيجل بانتظام. قد يساعد هذا أيضاً في الشعور بمزيد من المتعة أثناء ممارسة الجنس. كما أن الحفاظ على وزن صحي والعناية بصحتكِ بشكل عام، سيساعد على عودة المهبل إلى حجمه المعتاد.
2- جفاف المهبل
جفاف المهبل بعد الولادة أمر شائع وطبيعي، خاصةً لدى المرضعات. الرضاعة الطبيعية تؤدّي إلى انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، ممّا يمكن أن يسبّب جفاف في المهبل. هذا الهرمون يلعب دوراً هاماً في تعزيز ترطيب المهبل والحفاظ على مرونته وسماكته. مع انخفاض مستويات الإستروجين، قد تصبح جدران المهبل رقيقة، جافّة وملتهبة، ممّا يزيد من الشعور بالجفاف وعدم الراحة أثناء العلاقة الزوجية.
3- آلام في المهبل
أثناء الولادة الطبيعيّة، من الشائع حدوث تمزّقات مهبلية، خفيفة أو واسعة. هذا يمكن أن يؤدّي إلى ألم مهبلي، قد يستغرق التعافي منه بعض الوقت، أي ما يقارب 6 إلى 12 أسبوع بعد الولادة. هذه الآلام قد تظهر على شكل تشنّجات، ألم في الظهر، الرقبة، أو المفاصل، ألم في منطقة العجان، وهي المنطقة بين المهبل والشرج، بالإضافة إلى تورّم أو ألم في الثديين.
للمساعدة في تخفيف هذه الآلام، بإمكانكِ اللجوء إلى الأدوية المسكّنة التي لا تحتاج لوصفة طبيّة، الجلوس على وسادة طريّة أو وسادة مبطّنة على شكل حلقة، أو وضع كيس ثلج على المنطقة التي تؤلمكِ.
4- تغيّر لون الفرج
أثناء الحمل، يزيد إنتاج هرمونَي الإستروجين والبروجسترون، ممّا يؤدّي إلى تضخّم الفرج وتغيّر لونه ليصبح أغمق بسبب زيادة تدفّق الدم إلى هذه المنطقة. بعد الولادة، تنخفض مستويات هذه الهرمونات بشكل كبير، ممّا يؤدّي إلى تغييرات في الفرج، حيث قد يعود لونه تدريجياً إلى حالته الطبيعية، أو قد يبقى داكناً. ذلك يعتمد على العديد من العوامل الفرديّة مثل طبيعة الجسم ومدى تأثّره بالتغيّرات الهرمونيّة.
5- إفرازات دمويّة
سواء كنتِ قد أجريتِ عمليّة قيصريّة أو ولدتِ طبيعياً، فإن المهبل سيفرز شيئاً من الرحم يسمّى النفاس. إنه مزيج من الدم، المخاط والسوائل الذي من الطبيعي أن يفرزه الجسم لعدّة أيّام بعد الولادة الطبيعية، حيث يكون أثقل في البداية ثم يصبح أخفّ مع مرور الوقت.
في هذه الفترة، من المفضّل استخدام الفوط الصحيّة بدلاً من السدّادات القطنيّة. فهذه الأخيرة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، لأنها يمكن أن تُدخل البكتيريا إلى المهبل.
6- تورّم وكدمات في المهبل
في الأسبوع الأول من فترة ما بعد الولادة، من الممكن أن يتورّم المهبل وعنق الرحم، وقد تظهر كدمات في تلك المناطق. يحدث هذا بسبب الإجهاد والتمدّد الكبير الذي تتعرّض له الأنسجة أثناء المخاض، ممّا يؤدّي إلى التهاب وتورّم كجزء من عمليّة الشفاء الطبيعيّة. إن زيادة تدفّق الدم إلى المنطقة الحوضيّة، تسهم أيضاً في التورّم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدّي الضغط والتمدّد الكبير أثناء الولادة إلى تمزّق الأوعية الدمويّة الصغيرة، مما يتسبّب في الكدمات.
من الممكن استخدام الكمادات الباردة وأدوية الألم الموصى بها، والحفاظ على نظافة المنطقة لتفادي الالتهابات.
7- ألم أثناء التبوّل
في الأيام الأولى بعد الولادة، قد تشعر بعض النساء بألم أو حرقان أثناء التبوّل. مشكلة سلس البول أي التبوّل اللاإرادي تعتبر شائعة أثناء الحمل وبعد الولادة. عادةً ما يزول سلس البول بعد الولادة الطبيعية بمجرّد أن تستعيد عضلات الحوض قوّتها.
متى يجب استشارة طبيب؟
إن العناية الطبيّة الفوريّة ضروريّة إذا واجهتِ ما يلي أثناء فترة ما بعد الولادة:
- غثيان مستمر
- إفرازات مهبليّة ذات رائحة
- صداع شديد لفترة طويلة
- نزيف حادّ مستمرّ
- وجود خطوط حمراء على الثديين
- ألم شديد في أسفل البطن
- الإصابة بحمّى
- دوخة أو إغماء
- عدم وضوح الرؤية