في العام 2023، لم تعد الهدية بالنسبة للعلامات الفاخرة مجرّد طريقة للتعبير عن المشاعر، بل أصبحت فنّاً، اتخذ أوجهاً متعدّدة لإرضاء متطلّبات المسهلك وللتطوّر على الصعيد الاقتصاديّ. مع اقترابنا من موسم الأعياد، تعرّفي بشكلٍ أوسع على هذا الفن، وما يخفيه من عواطف بالنسبة للعلامات الفاخرة والمستهلك!
ما هو فن الإهداء؟
هي عادة أساسيّة من عادات مجتمعنا وثقاقتنا العربيّة، تقوم على تبادل السلع بين طرفين مشتركين في علاقة اجتماعيّة. يعد تقديم الهدايا أمراً مهمّاً للحفاظ على العلاقات الاجتماعية وتحسينها، فهو جزء حيويّ من التفاعل البشريّ، ومفتاح لتحديد العلاقات وتعزيز الروابط بين العائلة والأصدقاء، يعرف اليوم باسم النزعة الاستهلاكيّة العاطفيّة أي Emotional Consumerism.
ماذا يشكل فن الإهداء بالنسبة للعلامات الفاخرة؟
لشراء السلع والخدمات بغرض الإهداء، حصّة اقتصاديّة كبيرة في السوق اليوم، ولا شكّ أن جائحة كورونا لعبت دوراً كبيراً، اعتُبر بمثابة نقلة نوعيّة في هذا القطاع، كون المستهلك بات يقدّر بشكلٍ أكبر التواصل المشحون بالعاطفة. هذه التجربة، تشكّل فرصة للعلامات للاستفادة منها، ليس فقط خلال موسم الأعياد، بل على مدار السنة لتلبية متطلّبات المستهلك.
كيف طوّرت العلامات هذه التجربة؟
ما يجعل من تقديم الهدايا فرصة كبيرة للعلامات التجاريّة، هو أنّها مجال تسويقيّ فريد تحقّق من خلاله هدفين في آنٍ واحد: إرضاء المشتري والمتلقّي. تقوم رحلة تسويق العلامات الفاخرة بتنظيم إستراتيجيّات للعملاء، تهدف إلى توفير تجارب إيجابيّة، مما يؤدي إلى الولاء والاتصال العاطفيّ بالعلامة. من هذا المنطلق، تحاول العلامات التركيز على تجربة الإهداء أكثر من الهدية بحدّ ذاتها، ممّا يخلق علاقات قيّمة وطويلة الأمد بين العملاء والعلامة، ويؤدي إلى كسب الطرف الثالث، أيّ المتلقّي، كعميل جديد.
ما هي الاستراتيجيّات المتبعة؟
أدّى العالم الرقميّ إلى تعزيز إمكانات عالم فن إهداء السلع الفاخرة حول العالم. فقد أظهرت الأبحاث أن الإنترنت يُستخدم على نطاق واسع لتصفّح أفكار الهدايا، إلى جانب شرائها. كنتيجة لذلك، تستفيد العلامات التجاريّة لإتقان تجربة ثلاثيّة الأبعاد، أكانت رقميّة أو شخصيّة. من هذا المنطلق، عمدت إلى اتباع استراتيجيّات عدّة، أبرزها:
1- هدايا مخصّصة أي Customized:
تقدّم العلامات الفاخرة خيار تخصيص الهدايا لإضافة لمسة فريدة وشخصيّة. يشمل الأمر نقش أحرف الإسم الأساسيّة أو إنشاء تصميم خاص لجعل الهدية مميّزة، وغيرها الكثير من الطرق.
2- تحسين التغليف وطريقة تقديم الهدية:
لا شكّ أن العلامات الفاخرة تدرك بأن تجربة تقديم الهدايا تمتدّ إلى ما هو أبعد من الهدية بحدّ ذاتها. لذا، قامت بالاستثمار بتغليف عالي الجودة وأنيق إضافةً إلى الرسائل الشخصيّة، لخلق جوٍّ من الفخامة والإثارة لدى المتلقّي.
3- الاستعانة بخدمات الكونسيرج وخدمة الاستشارة في ما يخصّ الهدايا:
تقدّم العلامات الفاخرة هذا النوع من الخدمات، لمساعدة العملاء في اختيار الهدية المثاليّة. تتضمّن هذه الخدمة استشارة خبراء، توصيات شخصيّة ومساعدة في تغليف الهدايا وتسليمها، مما يجعل العمليّة سلسة وممتعة.
مصدر الصورة: انستقرام kyliejenner@
4- أدلّة الهدايا للاستلهام أي Gift Guides:
تقوم العلامات الفاخرة بإنشاء أدلّة للهدايا لتوفير الإلهام إلكترونيّاً ومساعدة العملاء على تسهيل مهمّة اختيار الهدية. هذه الأدلّة تعرض خيارات متعدّدة لكافّة المناسبات، الاهتمامات، الميزانيّات،... مما يجعل من اتّخاذ القرار عمليّة سهلة وأكثر استهدافاً.
5- خدمة التسليم:
لم يعد هناك أيّ عائق أمامكِ إذا كنتِ تعيشين في مكانٍ بعيد عن الشخص الذي تودّين تقديم الهدية له. فقد أطلقت العلامات خدمة التوصيل والتسليم وضمان وصول الهدايا بشكلٍ جميل وسالم وفي الوقت المحدّد.
6- الوعي الاجتماعيّ:
يعزّز دمج الوعي الاجتماعيّ والاعتبارات الأخلاقيّة عملية تقديم الهدايا، ويشمل الأمر الشراكة مع المنظّمات الخيريّة، تقديم أغلفة صديقة للبيئة، تشجيع استخدام المنتجات المستدامة... لجعل الإهداء تجربة هادفة ومؤثّرة.
7- أحداث تقيمها العلامات:
تعمل العلامات على إنشاء تجارب فريدة وأحداث لا تنسى تتجاوز الهدايا المادّية التقليديّة. قد يشمل الأمر ورش عمل حصريّة، جولات شخصيّة، تجارب طعام منظّمة على الطلب...
8- التعاون مع العلامات التجاريّة:
لا شكّ أنّ العلامات الفاخرة، تتمتّع بهامش معيّن في ما يخصّ الأسعار والتي يصعب على البعض تحمّل تكلفتها. لهذا السبب، قام العديد منها بالتعاون مع علامات تجاريّة بأسعارٍ معقولة، للوصول إلى حلٍ وسطيّ ما بين المستهلك والعلامة.
9- نسخ محدودة:
تقوم العلامات الفاخرة بإنشاء منتجات ومجموعات محدودة الإصدار، مخصّصة لمناسبات معيّنة، مما يلعب دوراً في زيادة الطلب عليها ونفادها، ما يزيد بدوره من قيمة الهدية وأهميّتها.
من هي الفئة الأكثر استهلاكاً للهدايا؟
أصبح جيل Gen Z المجموعة الأسرع نمّواً من مستهلكي الهدايا الفاخرة في العام 2023، كونه يقدّر التجارب أكثر من الممتلكات الماديّة بحدّ ذاتها. ففي العام 2022، تجاوز إجمالي عدد الهدايا التي اشتراها المستهلكون المولودون بعد العام 1995 عدد أولئك الذين ولدوا بعد عام 1985 لأوّل مرّةٍ. هذا الجيل يفضّل إنفاق الأموال لخلق لحظات لا تنسى وتجارب مشتركة، إلى جانب تخصيص الهدايا والبحث عن هدايا فريدة ومصمّمة خصّيصاً لتناسب اهتمامات وتفضيلات المتلقّي. من جهّةٍ أخرى، تبذل العلامات جهوداً كبيرة لجذب هذه المجموعة من الأفراد، وقد يشمل الأمر تعيين أفراد من هذا الجيل، اكتسبوا شعبيّة كبيرة على منصّات مثل TikTok، كسفراء للعلامة. كذلك، ازدادت نسبة الرجال الذين يقدّمون الهدايا من 57% في العام 2021 إلى 70% في العام 2022، إلى جانب ارتفاع نسبة الإنفاق. إضافةً إلى ذلك، لا تزال الحقائب والمجوهرات من الفئات الأساسيّة التي تعتمد كهدية.
من خلال تعزيز تجربة تقديم الهدايا ودمج هذه العناصر في استراتيجيات التقديم، لا تخلق العلامات الفاخرة شعوراً بالفخامة والإثارة لعملائها فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز الولاء للعلامة التجاريّة، جذب عملاء جدد ومتعة تبقى بصمتها في الذاكرة إلى أمدٍ طويل. باختصار، من المهم للعلامات الفاخرة أن تستمر في تطوير منتجاتها وترقية خدماتها، وفقاً لهذه الرؤى الجديدة واحتياجات المستهلك، بهدف "الفوز" في الأسواق التنافسيّة.
الأولويات عند تقديم الهدايا
جيل الألفيّة أي (1981 - 1996)
1- التجارب المعنويّة.
2- قيمة التواصل واللحظات المشتركة.
3- هدايا تعكس قيم شخصيّة والوعي الاجتماعيّ.
4- الهدايا المخصّصة.
5- تجارب فريدة لا تنسى.
جيل Gen Z أي (1997-2012)
1- تجارب أصيلة وحقيقيّة.
2- قيم مستدامة ومصادر أخلاقيّة.
3- هدايا تتماشى مع نمط الحياة والاهتمامات.
4- الهدايا الرقميّة والتجارب الافتراضيّة.
4- الهدايا الرقميّة والتجارب الافتراضيّة.
5- وسيلة للتعبير عن الإبداع والتفرّد.