close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

عالم الرومنسية والواقعية في تصاميم Dior

تتمحور اهتمامات Raf Simons، المدير الإبداعيّ لدار Dior، حول المرأة والسلطة، الأنوثة في عالمٍ ذكوريّ والمساواة بين الجنسين. نظريّاته تلك انتقلت إلى الموضة ورأت النور في مجموعة الأزياء الجاهزة لخريف 2014.

عالم الرومنسية والواقعية في تصاميم Dior


أراد المصمّم البلجيكيّ هذا الموسم أن يبرز امرأةً جديدة، تتمتّع بالقوّة والطاقة بطريقةٍ واضحة في أسلوب أزيائها، وتعرف جيّداً كيف تتأقلم مع الخيارات المختلفة التي يقدّمها لها الواقع. أرادها أن تبتعد عن جوّ الحدائق المنتشرة في القرى، وأن تعيش وتيرة المدينة، في العمل والحفلات. ربّما تعبّر المجموعة الجديدة عن انشغالات Simons الجماليّة والثقافيّة أكثر ممّا تترجم إرث الدار الفرنسيّة. فبعد أن نلقي نظرة سريعة على العرض، نكتشف بأنّ المصمّم كان يفكّر في المدينة كعنصرٍ واقعيّ ورومنسيّ في آن، وقد أكّد ذلك قائلاً:"أردت أن أبيّن امرأةً تتمتّع بالحريّة والإمكانيّات من خلال ما ترتديه". وها قد أنجزت المهمّة باحتراف! زيّنت المنصّة تصاميم شبه ذكوريّة، أضاف إليها رشّة ألوانٍ أنثويّة، كانت ملكتها الـ Bar Jacket الأيقونيّة. ولعلّ أكثر ما ميّز الأزياء هو استخدام الربطات التي طبعت هويّة الكورسيه، فاختبأت تلك الأخيرة عند جانبيّ التصميم أو عند الظهر. مزيجٌ من الروح الشبابيّة والعصريّة، وطرح خيارات واسعة لكلّ الأذواق، من معاطف قصيرة وطويلة، مع أو بدون أكمام، سترات، سراويل ضيّقة، تنانير واسعة، فساتين سهرات مطرّزة... حتى أنّه لم يستغنِ عن النفحة الرياضيّة، فطوّر أحذية الموسم الماضي ثلاثيّة الألوان لتكتسب اليوم كعبها العالي.

الروح الديناميكيّة طبعت دار Dior منذ بداية عهد Raf Simons في العام 2012، ولكن وظّفها هذه المرّة في حياة المرأة العاملة العصريّة. ومن أجل تزيين عالم الاحتفالات الذي يتوق إليه المصمّم، لا غنى عن إقامة عرس الألوان! إذْ غالباً ما تحتلّ المنصّات الخريفيّة ألوانٌ حياديّة بعيدة عن المرح، غير أنّ الدار مزجت ألواناً زاهية ستضفي على الفصل البارد نكهةً حيويّة: الأحمر مع الفوشيا، الأصفر مع الزهريّ، الزمرديّ مع الأزرق، من دون الاستغناء عن الأسود، ملك الألوان، فحضوره ضروريّ في كلّ خزانة وفي كلّ المواسم.
عالم الرومنسية والواقعية في تصاميم Dior

ومع كلّ هذه التحالفات في الأقمشة، التناقضات في الألوان، الجرأة والثقة في القصّات، لم تغب صفة البساطة عن المجموعة التي خلت من التكلفة والتعقيدات، وهذا ما ميّزها عن مجموعات Raf Simons السابقة. حتماً، فرض مبدع الدار الفرنسيّة وجوده وهويّته، وأثبت أنّ استلام منصبه بعد John Galliano كان قيمةً مضافة له، للدار وللمرأة بشكلٍ عام.