أبرز عروض أسبوع الموضة الباريسي لمجموعات خريف وشتاء 2021-2022

لقد وصلنا إلى الأسبوع الأخير من شهر الموضة! بدأ أسبوع الموضة في باريس بعروض مباشرة وعبر الشاشة ليقدّم لنا العديد من المجموعات لأهم دور الأزياء الفرنسية. تجهّزي للمواهب الرائعة، التصاميم الفريدة، وبالطبع لحظات الموضة التاريخية. أكملي قراءة هذا المقال لتبقي على اطلاع دائم بأحدث العروض، الصيحات الأساسية، وبالطبع آرائنا عنها.

قدمّت الدار الإيطالية ميو ميو Miu Miu تشكيلتها لخريف وشتاء 2021-2022 تحت إشراف المصممة Miuccia Prada وبعنوان Brave Hearts أي "القلوب الشجاعة". من هنا، وكتكريم ليوم المرأة العالمي، سلّطت المجموعة الضوء على مفهوم قوّة الروح الجماعية بين النساء القويات. تحاكي المجموعة النوايا والأحلام المختلفة التي تتميز بها كل إمرأة. تنجذب كل منها إلى شخصيات التي تشبهها وتشكلن تحالفات، قرابة، ووحدة متماسكة.

كان العرض بعيد عن هوية الدار، فبرزت الثياب العملية والملائمة لكل المناسبات في الطقس البارد. كان العرض عبارة عن رحلة عبر الجبال الثلجية، فسحرنا المشهد الذي كانت العارضات تستكشف فيه منطقة Cortina d’Ampezzo وهو منتجع للتزلج في شمال إيطاليا. وبما أن المجموعة مستوحاة من الطقس البارد وثياب التزلج، برز الجمبسوت والطقم المنفوش من جاكيت وسروال مبطنان بالفرو، فساتين الكروشيه، التنانير القصيرة بقصة A-Line المنسّقة مع كنزات واسعة وملونة وجوارب سميكة طويلة. كما ظهرت المعاطف الطويلة، السراويل الفينيل، والفساتين الضيقة الميدي المزينة بالترتر وبالحبيبات اللامعة والتي تشبه اللانجري. كانت الطبقات جزءً أساسياً من ستايل المجموعة، ففي بعض الأحيان رصدنا الفساتين المنسّقة مع السترات الصوفية، أو البودي سوت فوق السروال... فكلما زاد عدد الطبقات، كلما زاد الشعور بالدفء أكثر!

اعتمدت المصممة لوحة ألوان هادئة، فمعظم التشكيلة كانت بتدرجات الباستيل مثل الأزرق والزهري، أو بألوان محايدة كالبيج، الرمادي والأسود. أمّا من حيث التفاصيل، كان للفرو والشيرلينغ حصة مميزة في العرض، وقد زيّنا الجاكيتات، البوتس الذي يصل حتى الكاحل أو إلى الركبة، حقائب اليد والقفازات. لإضافة لمسة من التألق، تم تزيين بعض الفساتين بأحجار لامعة، لؤلؤ، ومسامير حديدية كتوقيع لدار ميو ميو Miu Miu. أما من جهة الاكسسوارات، فأطلّت جميع العارضات بقبعات محبوكة وضيقة، مع أوشحة وأحياناً أقنعة باللون والقماش عينه.

من منا لم يشتاق إلى السفر، إكتشاف مناطق جديدة، والذهاب في رحلة بحثاً عن الراحة النفسية؟ يبدو أن المصمم Olivier Rousteing هو من الناس الذين اشتاقوا لذلك، وبدا الأمر واضح في آخر مجموعة للدار الفرنسية بالمان Balmain حيث كان الموضوع هو السفر والأمل بمستقبل أفضل. تمّ تصوير فيلم المجموعة في إحدى هنغارات مطار شارل ديغول الباريسي، داخل طائرة Air France 777 وحولها. أتت هذه التشكيلة تكريماً لمؤسس الدار Pierre Balmain الذي ذهب في العديد من رحلات ما بعد الحرب العالمية إلى سيدني ونيويورك.

في العرض، غابت الفساتين الضيقة المزيّنة بحبيبات لامعة على أشكال هندسية والتي اعتدنا عليها في تشكيلات المصمم وقد استبدلها بتصاميم عملية وكاجوال، تشبه الملابس الخاصة بطاقم الطيران. بدأ العرض بملابس مستوحاة من زيّ كابتن الطائرة، ثم ظهرت تصاميم التي تلائم المرأة المسافرة. بعد ذلك برزت الطلات التقنية أكثر أي التي تشبه ملابس رواد الفضاء، من حيث النسيج المعدني اللامع باللون الذهبي، الفضي، الفوشيا، والأحمر مع لمسة من النيون في بعض التصاميم.

من حيث النقشات، لم نرصد الكثير منها على منصة العرض. في هذا الإطار، رأينا الخطوط الأفقية في بعض التصاميم ذات الألوان الكلاسيكية مثل الكحلي، الأبيض والأحمر. كما برز أسلوب المونوغرام PB الذي تستخدمه الدار منذ العام 1970 والذي أُعيد إحياؤه مؤخراً.

برزت في مجموعة بالمان Balmain لخريف وشتاء 2021-2022، العديد من القصات والتصاميم منها الجمبسوت الواسع باللون الزيتي، معاطف طويلة مبطّنة بألوان صاخبة من الداخل، البزات العصرية التي تجمع بين بلايزر مزدوجة الصدر وسراويل فضفاضة، تنانير قصيرة أو ميدي بشقّ أمامي، والتي تم تنسيقها مع كنزات أو جاكيتات واسعة.

أخيراً، كان للاكسسوارات أهمية كبيرة وناسبت تماماً موضوع المجموعة. برزت شنط السفر بشكلها القديم وبموديلات دائرية ومستطيلة، وحقائب توت كبيرة بعدّة ألوان منها الأصفر، الأسود ونقشة المونوغرام. أما في ما يتعلق بالأحذية، فلفتنا البوتس ذات الأسلوب العسكري و الكعب ذو الرأس المروّس الذي ظهر بعدة ألوان.

إنها السنة الثانية على التوالي التي تقدّم فيها الدار الفرنسية جيفنشي Givenchy مجموعتها تحت إشراف Mathiew Williams. هذه المرة، دارت المجموعة حول ماضي المصمم في عالم الموسيقى، رغباته، مبادئه، والصراع بين الجانب الصناعي لديه ورقيّ وفخامة الدار. تمّ تقديم العرض في ساحة La Défense Arena الصناعية في باريس مع مصابيح تسلّط الضوء على العارضات والعارضين، وكأنهم في فيلم خيال علمي.

تحاكي المجموعة النساء والرجال، أصحاب الأسلوب الأنيق والجريء في أن واحد، كما أنها تتوجّه إلى جيل الشباب أو الجيل Z من خلال الاكسسورات وشعار العلامة التجارية المضافة على العديد من التصاميم. برزت الألوان الداكنة بشكل أساسي في المجموعة، مثل الأسود والبني مع تداخل اللون الأبيض، الأحمر، والأرجواني الفاتح في بعض اللوكات.

تميزت المجموعة بأسلوب فريد يجمع بين التصاميم الفخمة، الملابس الرياضية والستريت ستايل. على سبيل المثال، تمّ تحويل القطع الأنيقة من خلال أضافة عناصر فريدة إليها كالأحزمة على شكل حمالات، الشراشيب، أو السلاسل الفضية. تشمل الأقمشة المستخدَمة جلد التمساح الصناعي، الصوف، الترتر، الريش، وبالطبع الفرو. من هنا، رصدنا معاطف من الفرو، جاكيتات وجيليه منفوشة، حمالات صدر من الجلد، فساتين بوديكون طويلة مع ثقوب عند الجانب، وتنانير بقصات غير متوازية.

من حيث الاكسسوارات، فالأحذية كلها متشابهة بشكلها الفريد للرجال والنساء، وبرزت حقائب الظهر عالية الجودة وبعدة جيَب، الأقنعة، الحقائب الصغيرة لحمل الهاتف، القلادة على شكل قارورة مياه، والقفازات الفرو العملاقة.

قدّم المخرج الإبداعي جوناثان أندرسون Jonathan Anderson عرض دار Loewe الإسبانية لخريف وشتاء 2021-2022، بطريقة مبتكرة ومختلفة عن تلك التي تعوّدنا عليها. أتى الديكور وموضوع العرض عن أخبار الصحف، تحت عنوان "إلغاء عرض لويفي" The Loewe Show Has Been Cancelled. المجموعة بأكملها مبتكرة ولكنها مستوحاة من أيقونات الموضة القديمة من التصاميم وصولاً إلى الاكسسوارات.

في ما يتعلق بالألوان، رأينا طيفاً من ألوان الأكريليك المشرقة ضمن أشكال جرافيكية مذهلة، هذا بالإضافة إلى الألوان الزاهية مثل الأصفر، الأحمر والبرتقالي، وهي التدرجات التي لا نراها عادةً في عروض الخريف والشتاء، حيث أن عروض هذه المواسم غالباً ما تكون مرفقة باللون الأسود، الأبيض والأزرق الداكن. أراد المصمم إستخدام الألوان كنوع من العلاج، وبالتالي لجعل الأشخاص الذين يرتدون التصاميم يشعرون بالسعادة. تميّزت التصاميم أيضاً بالخطوط الهندسية التي ظهرت عليها، سواء في التصاميم أو الأقمشة، حيث حلّت الخطوط المستقيمة محل الخطوط المتعرّجة، المنحنيات محل الزوايا، والخطوط الجامدة مكان تلك الانسيابية. كما أضافت العناصر الجرافيكية كالدوائر والتقليمات المتكسّرة لمسةً من السعادة على الأزياء الرسمية.

في ما يتعلق بالملابس، كان هناك تركيز على المعاطف الطويلة التي يمكن ارتداؤها بمفردها كفساتين، الاكمام على شكل البالون التي تبرز الأكتاف بشكل ناعم، البدلات المفصّلة والمستوحاة من ركّاب الخيل في العشرينيات، الفساتين المنسوجة، التنانير البارزة من طرف واحد، والكنزات والفساتين الملتفّة. تمّ تزيين الملابس من خلال تطريز الخرز الصغير عليها، هذا بالإضافة إلى الشراشيب عند أسفل التصميم وعند الكتفين. كما زُيّنت بعض التصاميم ببروش كبيرة بأشكال هندسية مزخرفة ومختلفة مثل الشكل الدائري والمربع.

أخيراً، في ما يتعلق بحقائب اليد، رأينا عدة موديلات رئيسية، منها حقيبة Amazona التي تمّ إحياؤها من أرشيف حقبة السبعينيات، شنطه Goya التي أعيد تصميمها لتكون حقيبة عابرة للزمن وحقيبة بوش Flamenco التي ظهرت بحجم أكبر مما جعل جودة الجلد تبرز. بالإضافة إلى ذلك، كان Jonathan Anderson يأمل في مستقبل أفضل من خلال تصميم حقائب مسائية تشبه السوار يمكن حملها في أي مكان. أمّا في ما يتعلق بالأحذية، فقد تمّ تصميمها للمرأة التي تميل إلى الأسلوب الذكوري، لذلك ابتكر أحذية رجالية ذات كعب، ورأينا أيضاً بعض الأحذية ذات الجوارب الجلدية، والبوتس بشرائط والمستوحاة من القرن السابع عشر.

عرضت غابرييلا هيرست Gabriela Hearst هذا الموسم مجموعتها الأولى للدار الفرنسية كلوي Chloé. كانت المجموعة عبارة عن مزج بين الألوان الترابية، وهي بصمة خاصة بالمصممة، وتصاميم الدار ذات الطابع البوهيمي البورجوازي والأنثوي. في المجموعة، كانت تحاكي Gabriela Hearst المرأة الراقية، الحديثة والصديقة للبيئة.

قدّمت المصممة تشكيلة جمعت بين أرشيف الدار وتراثها في الأوروغواي. أُقيم العرض في الشارع الذي كانت قد قدّمت فيه مؤسسة Chloé الراحلة Gaby Aghion أقدم مجموعةٍ لها، وذلك كتكريم لها، وهي خطوة "من Gabi إلى Gaby".

على منصة العرض، لاحظنا مزج بين جاكتات منفوشة والبنشو في أول لوك، وهو تصميم جديد تحت إسم puffcho. كما رأينا الملابس المرقعة بقماش الدنيم والجلد، الفساتين الطويلة الناعمة المزينة بالأقواس والفراشات، معاطف الشيرلينج، الفساتين الجلدية مفرغة عند الخصر، والكثير من الشراشيب. تم تقديم المجموعة بألوان ترابية ودافئة بشكل رئيسي، مع بعض الألوان الصاخبة في بعض النقشات. بالنسبة للاكسسوارات، قدّمت Gabriela Hearst مجموعة قلادات من أحجار الكريستال العلاجية. من حيث الأحذية، رأينا شبشب الشيرلينغ بعدة ألوان، البوتس الذي يصل إلى الركبتين، واللوفر.

أبرز ما في هذه المجموعة هو الموضوع والهدف البيئي منه. في هذا السياق، أعادت الدار تدوير القماش الذي بقي من الفساتين والسترات التي صنعها مصممون سابقون. كما تم استخدام صوف وكشمير عضوي في التشكيلة. أما في ما يتعلق بحقيبة اليد Edith الكلاسيكية، العزيزة على قلب المصممة لأنها أول شنطة اشترتها، فقد أعادت إحيائها بحجمين وصنعتها من مواد أٌعيد تدويرها من الشنط القديمة. قال الرئيس التنفيذي للدار Riccardo Bellini أن هذه التشكيلة من Chloé ساهمت بتخفيف الآثار البيئية السلبية بنسبة 400%. أخيراً، لم تكن المجموعة مستدامة فحسب، بل تم إنشاؤها مع منظمة خيرية تقدّم المساعدة للمشردين.