أعمال الخير التي تقوم بها جيسيكا قهواتي لا تعدّ ولا تحصى، آخرها الذهاب إلى بنغلادش في مهمّة إنسانية مستعجلة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك من أجل دعم الروهينجيا، وهي قومية عرقية فرّت من ميانمار نحو مدينة كوكس بازار، وتحديداً إلى مخيّم Kutupalong. لبّت جيسيكا قهواتي النداء من دون تردّد للوقوف إلى جانب الروهينجيا، أكثر الأقليّات اضطهاداً في العالم، بعد أن حرقت منازلهم وقراهم، قتل أفراد عائلاتهم، واغتصب آخرون... الجدير بالذكر أنّ حكومة ميانمار لم تعد تعترف بكلمة "روهينجيا" وباتت تفضّل استخدام كلمة "بنغاليون".
فور وصولها إلى المخيّم، قالت جيسيكا قهواتي بأنّ المدخل أشبه بسوقٍ مفتوحة، " تهافت إليّ صبيان حاملين دجاجاً حيّاً، ورأيت فتيات صغيرات يقمن بعدّ المال جانباً". توقّفت جيسيكا في المحطّة الأولى حيث يتمّ توزيع موادّ إغاثة أساسية، والتقت بامرأة تعذّبت للوصول إلى المخيّم، إذ اضطرّت لقضاء أيام عديدة مع أولادها وسط الغابة. تقول جيسيكا: " من المؤلم رؤية الأطفال الضعفاء يحملون أطفالاً آخرين مثل الدمى"! لاحظت جيسيكا أنّ لكلّ شخص في المخيّم هدفه، فالصبيان والفتيات يعملون على الأكشاك، النساء المسنات يحملن أغراضاً ثقيلة والشباب يحملون أنابيب معدنية كبيرة. تقول جيسيكا: " المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، تعمل من دون كلل لتزويد أولئك الأشخاص بالمأوى، الطعام، المياه، الدواء، النظام الصحيّ والأهمّ بالحماية." نحن نفتخر فعلاً بحسّ جيسيكا قهواتي الإنسانيّ العالي.