كيف تغيّر مفهوم الرومانسية في الأزياء؟

لطالما ربطنا كل ما هو رومانسي بالأنوثة الطاغية، الحياء والنعومة... اليوم، ليس علينا أن نرفض أنوثتنا لنكون أقوياء ونثبت وجودنا في المجتمع أو حتى نضطرّ إلى تغيير أسلوبنا في الأزياء. تكمن القوّة الحقيقية في حب الذات وحرية التعبير. اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، يمكننا إظهار هذه القوّة، سواء كان ذلك من خلال ملابس تعطى صفة "رومانسيّة" أو من خلال دورنا في المجتمع.

لطالما لجأت النساء إلى البزّات الرسميّة، الأكتاف العريضة والأزياء ذات القصّات الحادّة، لإضفاء صفة القوّة إلى إطلالاتهنّ وكوسيلة لأخذهنّ بجديّة في العمل والمجتمع. منذ عدّة مواسم وإلى اليوم، لم تعد رموز القوّة نفسها تنطبق على الأزياء، فبالرغم من أنّ البزّات الرسميّة قوّة لا يمكننا تجاهلها على منصّات العروض، فإنّ سيطرة الأسلوب الرومنسيّ يعكس الطرق الجديدة التي تختار بها النساء ارتداء الأزياء بطريقة تجعلهنّ يشعرن بالقوّة والثقة. كيف ذلك؟

• الأسلوب الأنثويّ، يتمّ تقديمه بقصّات هندسيّة.
• الأكمام المنتفخة، تأتي لتتناغم مع الأشكال النحتيّة.
• الورود، أصبحت تضفي على الأزياء لمسة دراماتيكيّة أيضاً.
• الأقمشة المنسدلة، مثل التول، الساتان، الحرير والأورغانزا باتت تستخدم لصناعة الأحجام اللّافتة.
• الكشاكش، أصبحت تفصيلاً، ينقل الإطلالة من ناعمة إلى جريئة.
• الكورسيه الذي كان يستخدم كقطعة داخليّة لتحديد الخصر، أصبح تصميماً يرمز إلى القوّة والجرأة.

لا يمكننا أن ننكر العلاقة بين الأزياء ودورها في إبراز القوةّ، المكانة والهويّة في المجتمع، لكن من جهة أخرى، الأزياء التي تجعلكِ تشعرين بالقوّة أمر شخصيّ، يتغيّر بحسب ما تشعرين به تجاه نفسكِ، كيف تتصوّرين القوّة وكيف تترجمين ذلك من خلال الأقمشة، القصّة، التصميم وكيف ترين نفسكِ فيها. عندما تشعرين بالراحة والرضا، تشعرين بالقوّة أيضاً.

من مجموعة Valentino لربيع وصيف 2023

هذا الموسم، الأسلوب الرومانسيّ رائج بقوّة، بمختلف الطرق، وهذه ليست إلّا وسيلة لغيير مفهوم Power Dressing والتأكيد على فكرة أنّ الأنوثة والرومنسيّة قوّة وليست ضعفاً. هذا الموسم، تمّ تفسير قوّة الرومنسيّة بطرق عدّة، إنْ كانت من خلال الأكمام المنتفخة، الورود، الأحجام الكبيرة أو حتى التنسيق...

من مجموعة Dior لربيع وصيف 2023

من مجموعة Molly Goddard لربيع وصيف 2023

من مجموعة Matty Bovan لربيع وصيف 2023

الرومانسيّة اليوم قوّة وليست ضعفاً، على عكس ما كانت عليه في العصر الرومنسيّ. كان على النساء في ذلك العصر، أي في بداية القرن التاسع عشر أن يقدّمن تضحيات، كأنّهنّ أقلّ شأناً من الرجال. إليكِ بعض الأمثلة عن وضع المرأة في تلك الحقبة:

• كتبت العديد من المؤلّفات في ذلك الوقت بأسماء مستعارة، على سبيل المثال، الأخوات The Bronte اللّواتي كنّ يكتبن بأسماء ذكور، حتى لا يتمّ انتقادهنّ بشكل غير عادل، بسبب جنسهنْ.
• لم يكن للمرأة حقّ التصويت.
• بعد الثورة الصناعية، أصبحت النساء قوّة عاملة في المجتمع، وحتى اليوم، ما زلن يحاربن من أجل المساواة بينهنّ وبين الرجال.

أمّا اليوم، فالمرأة نصف المجتمع، تعلم علم اليقين أنّ لها دوراً هامّاً يوازي دور الرجل في قيادة الأمور الحياتيّة، لا بل في بعض الأحيان، تتفوّق على الرجل بقدراتها. تختلف المرأة عن الرجل في أمور عدّة، كما تتفوّق عليه بصفات، تمكّنها من إدارة حياتها بصورة أفضل. فالعديد من الدراسات التي أجريت، أثبتت تفوّق المرأة على الرجل في الكثير من الأمور والمجالات. مثال بسيط جدّاً، فيما يتباهى الرجال بأنّهم يتمتّعون بمهارات في قيادة السيّارة أعلى من النساء، الدراسات العلميّة تظهر العكس! كما أظهرت دراسات عالميّة أنّ النساء لديهنّ معدل ذكاء أعلى من الرجال! فوفقاً لاختبارات الذكاء من جميع أنحاء العالم، تبيّن أنّ النساء في مقدّمة اللّائحة ويتمتّعن بمعدّل ذكاء أعلى من الرجال.

ناتالي فنج

مصدر الصورة: انستقرام roseminsworld