هو لبنانيّ الأصل لكنّ طموحه خوّله كسر الحواجز والانطلاق نحو العالميّة بتصاميمه ليقترن اسم Nicolas Jebran بالإطلالات المسرحيّة ولوكات السجّادة الحمراء. امرأة نيكولا جبران جريئة تعشق الأضواء وجذّابة بأزيائها، تحبّ الانفراد بأسلوب مبتكر وفساتين مطرّزة وبرّاقة تبرز منحنيات جسمها وتؤكّد على مهارة هذا المصمّم. إليكِ هذه المقابلة الخاصّة معه لكي تتعرّفي إليه أكثر وتكتشفي مجموعته لخريف وشتاء 2017-2018.
ما كان مصدر الإلهام وراء مجموعة Forward Thinking لخريف وشتاء 2017-2018؟
بالإجمال، عندما أبدأ العمل على مجموعة جديدة، أعيش حالة معيّنة، أتأثّر بالأجواء المحيطة بي والأوضاع المهيمنة، لكن هذه المرّة قرّرت أن أخوض تجربة مختلفة وأن أخلق جوّاً إيجابيّاً في مجموعتي الجديدة لخريف وشتاء 2018-2017. استخرجتُ الطاقة الإيجابيّة والفرح من كلّ ما حولي، فكانت المجموعة عصريّة، ذات روح شبابيّة ونفحة مستقبليّة بعيدة عن كلّ ما هو تقليديّ ومكرّر.
هذه اللمسة المستقبليّة لاحظناها أيضاً في جلسة التصوير. أخبرنا المزيد عنها.
كان لا بدّ من أن أظهر هذه الطاقة الإيجابيّة والروح الشبابيّة في طريقة تقديمي لهذه المجموعة، ولذلك اخترت أن أعكس صورة جديدة، فمزجت بين التكنولوجيا والموضة في جلسة تصوير حيويّة ومفعمة بالحركات الراقصة.
استخدمت الكثير من الأقمشة البرّاقة وجلد اللاتيكس في مجموعتكَ لخريف وشتاء 2018-2017. هل أنواع الأقمشة هذه تساعدكَ على إبراز قدراتك ومهاراتك في التصميم؟
ألجأ دائماً إلى أقمشة قليلة المرونة وصعبة الاستخدام، وأحاول أن أبرز جماليّتها. في هذه المجموعة بالتحديد، ركّزت كثيراً على الضوء، فكان لا بدّ من استخدام قماشاً برّاقاً وجلد اللاتيكس ليعكسا روح التصاميم. بالرغم من ذلك، مزجت هذه الأقمشة الملفتة مع أقمشة أخرى أكثر دفئاً، مثل المخمل للمسة رومنسيّة.
لم نلتمس الدفء فقط في التصاميم المخمليّة، بل أيضاً في لوحة الألوان التي اخترتها. الأزرق الداكن، البنفسجيّ والأخضر... هل من سبب معيّن لهذه الخيارات؟
اخترت ألوان الطاووس لهذه المجموعة، فهو بالنسبة لي يرمز إلى الطابع الملكيّ، الأسلوب الراقي والأنيق. ألوانه جميلة تناغمت مع روح التصاميم، وقد اخترت أن أقدّم هذه التدرّجات بأسلوب شبابيّ ينبض بالحياة.
هل هذا يعني أنّ امرأة نيكولا جبران لخريف 2017 أصغر سنّاً من قبل؟
ما من سيّدة لا تبحث عن طريقة تجعلها تبدو أصغر سنّاً. صحيح أنّ مجموعتي الجديدة ذات طابع شبابيّ لكنّني لستُ أحاكي فئة معيّنة من السيّدات؛ فهناك تصاميم معاصرة ضمن مجموعة خريف 2017 تناسب السيّدة المتقدّمة في السنّ والتي ما تزال تحتفظ بجانب شابّ في داخلها تحب أن تكشف عنه بحلّة جديدة في كلّ مرّة.
امرأة نيكولا جبران جريئة تحبّ الأضواء. فهل يمكن للمرأة المتحفّظة أن تجد نفسها في تصاميم مجموعة خريف وشتاء 2017-2018؟
أنا جريء لكنّني لا أجرّد السيّدة من خصوصيّتها، بل دائماً أحرص على أن أقدّم تصاميم بلمسة شرقيّة بعيداً عن الابتذال. صحيح أنّني أتعامل مع تصاميمي كلوحات فنيّة، وإن اضطررتُ أن أجسّد رؤيتي بفستان جريء وجديد، فلا أمتنع عن ذلك، لكنّ التنوّع حليف مجموعاتي. هناك دائماً تصاميم تناسب أذواقاً مختلفة وتحاكي أسلوب معظم السيّدات.
ما هو تصميمكَ المفضّل من مجموعة خريف وشتاء 2017-2018؟ ومن هي النجمة التي تتمنى لو ترتديه؟
أقضي ساعات طويلة في تصميم كلّ قطعة، لذلك يصعب عليّ تفضيل فستان على آخر. أمّا بالنسبة لارتداء النجمات لتصاميم Nicolas Jebran، فبودّي أن أرى إحدى أزيائي على النجمة Rihanna.
هل تفكّر في عرض مجموعاتك القادمة في باريس؟
حتماً في جدول أعمالي مشاركة قريبة في أسبوع الموضة الباريسيّ، لكنّني بالإجمال، لا أحبّ استعجال الأمور ويجب أن تكون خطوتي ثابتة ومدروسة. هناك رؤية مختلفة لما سأقدّمه في باريس، ويجب أن أكون مقتنعاً 100%، فعند عرض مجموعتي في عاصمة الموضة، أودّ أن أحاكي السيّدات من أنحاء العالم كافّة وليس فقط المرأة العربيّة.
ما هو المحفّز الأوّل في ظلّ المنافسة العالية في مجال الموضة وأهميّة مواقع التواصل الإجتماعيّ؟
الاستمراريّة هي المحفّز الرئيسي لكلّ دار خصوصاً إن كانت تمتلك هويّة واضحة، ودار Nicolas Jebran تمكّنت من تحديد هويّتها والانفراد بأسوب خاص بها.
ما رأيك بالمصمّمين الجدد على ساحة الموضة؟
هناك حتماً مجموعة من المصمّمين الواعدين على ساحة الموضة، وأنا ألاحظ أنّ هناك من لديهم رؤية مبتكرة وملفتة للغاية. باتت التصاميم المبتكرة والغريبة أكثر قبولاً اليوم مقارنةً بما سبق أن قدّمته منذ 15 سنة.
تليق فساتينك بالمناسبات الكبيرة وإطلالات السجّادة الحمراء وكنّا سبق أن رأينا Katy Perry وJennifer Lopez وCéline Dion بتصاميمك. هل تصمّم لهنّ أم يخترن من الملابس الجاهزة لديك؟
ما يميّزني عن غيري أنّني تمكّنت من توطيد العلاقة بهنّ وتعاونا سويّة على أعمال كبيرة تتخطّى السجّادة الحمراء، مثل الفيديو كليب والجولات الغنائيّة العالميّة. منهنّ من اختار من تصاميمي الجاهزة، مثلاً Jennifer Lopez انتقت تصميماً لكنّها ارتدته بعد 3 سنوات على الاحتفاظ به؛ في حين أنّني خصّصتُ تصاميم لبعض النجمات الأخريات... على سبيل المثال، خلقت للفنّانة Katy Perry تصميم Katy Patra، مزيج بين شخصيّتيّ Katy وCleopatra. كذلك، كنتُ من أوّل المصمّمين الذين تعاونوا مع Madonna للتحضير لإطلالاتها في جولتها العالميّة.
كلمة "Glamour" ترتبط بتصاميم Nicolas Jebran، فهل هذه الهويّة التي تودّ أن تحافظ عليها؟
أعترف أنّني أمتلك جانباً فنيّاً فريداً من نوعه، أستطيع أن أنفّذ ملابس تليق بالمناسبات الكبيرة بسرعة فائقة، وأعرف كيف أبرز جمال مفاتن السيّدة. تصميم الملابس الكلاسيكيّة أمر سهل للغاية بالنسبة لي وأفضّل أن أتحدّى نفسي دائماً وأقدّم تصاميم منمّقة وجديدة. بالرغم من ذلك، أميل إلى تقديم ملابس أكثر بساطة ضمن مجموعات الربيع، في حين أنّ مجموعات الشتاء غالباً ما تكون أقوى مليئة بالتفاصيل.
ما هي نظرتك تّجاه الحركة النسويّة وكيف تجشّع المرأة على أن تكون قويّة وواثقة من نفسها؟
صحيح أنّني لم أهدف من قبل إلى إيصال رسالة معيّنة من خلال مجموعاتي، لكنّني حتماً أدعم المرأة وأحبّ أن أراها متألّقة في مناصب مرموقة. علاقتي الوطيدة بوالدتي تساعدني على تقدير المرأة والتعبير عن ذلك بشكلٍ لا إراديّ في تصاميمي.
تصاميم Nicolas Jebran تبرز منحنيات السيّدة بطريقة جذّابة، فهل هذه صورة المرأة المرسومة في مخيّلتك؟
أنا أحبّ السيّدة صاحبة المنحنيات البارزة، وإن كانت لا تمتلكها أحبّ أن أخلقها من خلال تقديم تصميم ينحت جسمها؛ حتّى أنّني أفكّر في ابتكار خطّ أزياء مخصّص لملابس اللانجري. جسم السيّدة مهمّ جدّاً بالنسبة لها، وأحاول أن أساعدها في إبراز جمال قوامها. من جهة أخرى، صحيح أنّ ارتداء النجمات العربيّات لتصاميم Nicolas Jebran الضيّقة والملفتة رسّخ هذه الفكرة في عقول الناس، لكن حين تتعمّقين في تفاصيل مجموعاتي، ستلاحظين أنّ هناك قطعاً تحاكي السيّدة الحرّة التي تبحث عن العمليّة، وقد تجلّى ذلك بوضوح في مجموعة خريف وشتاء 2018-2017.
هل هذا يعني أنّ المرأة التي تمتلك المنحنيات البارزة هي المرأة المثاليّة؟
كلّ سيّدة هي مثاليّة، وأنا أحاول أن أكتشف شخصيّـتها قبل تقديم تصميم لها، فإذا كانت صاحبة شخصيّة قويّة للغاية أحاول أن أخلق توازناً في شكل الفستان الذي أبتكره لها.
ذكرتَ سابقاً تعاونكَ مع النجمات العربيّات. أنتَ ومايا دياب تشكّلان ثنائيّاً ناجحاً، فهل هي مصدر وحي لك؟
مايا صديقة منذ زمن طويل، وعندما قرّرت الظهور في برامج فنيّة، حاولتُ أن أخلق الفضول لدى الجمهور لترقّب إطلالات مايا دياب في كلّ مرّة. هناك تناغم كبير بيني وبينها، وسهولة في العمل، وأحياناً يتراءى إلى مخيّلتي تصميماً لا يتماشى مع مجموعتي لكنّه يليق بها فأباشر بتنفيذه خصّيصاً لها.
خطوة مستقبليّة تنوي القيام بها؟
أنا حاليّاً أحضّر لخطّ الأزياء الجاهزة الخاصّ بي. الصعوبة في هذه الخطوة هو تمييزها عن خطّ الخياطة الراقية، لكن يمكن لكلّ محبّات تصاميم نيكولا جبران انتظار مجموعة مبتكرة للغاية.