إستوحى المصمّم Rami Al Ali مجموعته لخريف وشتاء 2023-2024 من أشهر لوحات الفنّان النمساويّ Gustav Klimt، كلوحة Sonnenblumen Bauerngarten mit الشهيرة التي رسمها عام 1906 ولوحة The kiss من عام 1907، وحوّلهما الى 35 تصميماً من الخيال. ولأنّ مصادر الإلهام في مجموعات الأزياء تجذبنا دائماً، ولأنّ المصمّم مزج بطريقة مبدعة، بدت فيها الخطوط مموّهة بين تصميم الأزياء، الخياطة والأعمال الرمزيّة للرسام، كان لا بدّ من أن نحاور Rami ونغوص أكثر في عالمه.
هناك علاقة متبادلة بين الفنّ والموضة. أين يلتقيان وكيف يختلفان؟
بالنسبة لي، الموضة امتداد للفنّ، ويسيران جنباً إلى جنب. مجموعتي مستوحاة من الرسّام Gustav Klimt الذي أعشق أعماله. أرى لديه فلسفة في أعماله الفنيّة مماثلة لتلك التي أطبّقها في عملي. تكريماً لعشقه للتفاصيل وللصورة الأنثويّة، حرصت على تقديم هذه المجموعة، واستمتعت بالعمل عليها.
كيف استطعتَ أن تقدّم نسخة حديثة من مصدر إلهامكَ الذي يعود إلى لوحات من بدايات القرن العشرين؟
أبذل قصارى جهدي دائماً لأبقى على تواصل مع فئة الشباب، ولأدرك معاييرهم الجماليّة. أحاول أن أكون منفتحاً ومرناً، دون أن أفقد هويّتي والـDNA الخاصّ بعلامتي.
إخترتَ ألوان الباستيل والأزهار في المجموعة، وهذه العناصر تذكّرنا بالربيع. ما سبب اعتمادها لمجموعة الخريف والشتاء؟
كانت الفكرة الأساسيّة تكريم العناصر الخالدة التي برزت في لوحة الحديقة لـ Gustave Klimt، من خلال 10 ألوان. تلاعبت بمفاهيم اللّون، الملمس والحجم، لعرض جمال الطبيعة المهيب في الأشهر الأكثر برودة من العام. إستبدلت الأخضر الداكن بالورديّ الناعم، الأزرق الجليديّ، الألوان الحياديّة الأنيقة، تدرّجات البنفسجيّ والأحمر الفخم. إبتكرت لوحة غير مرتبطة بالمواسم.
ما الذي يحوّل التصميم إلى قطعة أيقونيّة وخالدة برأيكَ؟
لطالما كانت فلسفتي في التصميم ابتكار قطع فريدة من نوعها، تعزّز صورة المرأة المفعمة بالأنوثة، وسأظلّ وفيّاً لهذا المبدأ. تصاميمي تعكس مفهومي للجمال، هي دائماً أنثويّة، أنيقة، راقية وعصريّة، وهذا ما يجعلها أزليّة، برأيي.
مقابلة مع المصمم السوري ملهم عبيد
كيف تتجاوب علامتكَ مع التغييرات الحاصلة في السوق مؤخّراً؟
أحرص على تقديم منتج تنافسيّ ذي قيمة وجودة عالية، كما أتمنّى التوسّع وافتتاح متاجر عدّة. فالعمل مع مؤسّسات صغرى أسهل، كما يساهم في الحفاظ على الطابع الحصريّ والخاصّ لتصاميمي. العلامة أصبحت صلبة ومتجذّرة، ونحن نحقّق نموّاً ونتوسّع في عواصم الموضة الرئيسيّة، فيما نطوّر باستمرار خطوطاً جديدة ونعزّز الأعمال التجاريّة للانتقال من دار أزياء إلى شركة.
التصاميم الفائقة الأنوثة تحتلّ الواجهة في هذه المجموعة. من هي المرأة التي تصمّم لها؟
أصمّم للمرأة القويّة والمفعمة بالأنوثة والتي تتمتّع بثقة عالية بالنفس، وفي الوقت نفسه، بالجمال الداخليّ والخارجيّ. المرأة التي أصمّم لها تولي اهتماماً خاصّاً بالتفاصيل وتبحث عن كلّ ما هو مميّز وفريد من نوعه. هدفي كان دوماً ابتكار التصاميم الأنثويّة التي تصمد أمام تحدّي الزمن. لا أحبّ كلّ ما يزول سريعاً، ولو أثيرت ضجّة حوله في مرحلة ما.
في الواقع أصمّم لنساء مختلفات. ترتدي من تصاميمي المرأة الأكبر سنّاً والمتحفّظة، كما أصمّم للمرأة الأصغر سنّاً وللجيل الجديد. لكلّ منهما هدف مختلف تماماً، لكن ما يمكن أن أؤكّده، أنّي لا أولي اهتماماً لأيٍّ منهما بمعدّل أكبر أو أصمّم ما هو أفضل لأيٍّ منهما. وبالتالي، قد أقدّم تصاميم كلاسيكيّة أحياناً ضمن مجموعاتي، وفي أوقات أخرى أقدّم تصاميم لافتة وعصريّة أكثر. لكلٍّ منهما مكانة خاصّة بالنسبة لي وتلقيان الاهتمام ذاته.