مجموعة Valentino لخريف 2025 تكشف عن حقبة جديدة للدار، حيث خطى المدير الإبداعي Alessandro Michele خطوة جريئة بعيدة عن التقاليد. تعيد هذه المجموعة تصوّر إرث الدار وهويّتها بما يتماشى مع الموضة المعاصرة عبر تفاصيل مرحة ومبالغ بها. في ما يلي، إليكٍ تفاصيل الحملة الجديدة الخاصة بالمجموعة وكلّ ما قاله المدير الإبداعي للدار عنها.
Alessandro Michele في حديث عن حملة Le Méta-Théatre Des Intimités
باتت الموضة في أيامنا هذه تعبّر عن عالم متضخّم ومتسارع في سعي للوفاء، بوعد اعتناق كل ما هو جديد: أشكال جديدة، بصمات جديدة وروايات جديدة. في دوامة كهذه، اخترتُ أّن أعتمد حركة مختلفة لا تقوم على الركض بل على التمهّل والاستمتاع باللحظة. وآثرت ألا أكتب فصلاً جديداً، بل أن أتعمّق في موضوع ما زالت تتكشف مكنوناته. اخترت ألا أستهلك أحدث منتج طرح في السوق بل قررت أن أترك الصور وعلامات الاستفهام تترسخ وتنمو ضمن عمليّة تنقيب عموديّة لما هو موجود أصل.


من هنا برزت الحاجة إلى استدعاء مواضيع مجموعة أزياء موسم خريف وشتاء ٢٠٢٥-٢٠٢٦ بعنوان Le Méta Théâtre Des Intimités لمواصلة التشكيك في تلك العلاقة الوطيدة ما بين الهويّة من جهة وممارسات ارتداء الأزياء من جهة أخرى. هنا تأتي أيضاً فكرة المرحاض العام كمكان مليء بالتناقضات تتماهى فيه الحدود بين البعدين الخاص والمشترك ويتحدّى فيه المرئي اللا مرئي، وتصطدم اللياقة مع اللذة التي يصحبها الإحساس بالذنب، وفيه أيضا يكون الانكشاف على موعد مع التخفّي. هو فضاء حدوديّ يتحوّل في هذه الحملة إلى مشهد يزدان بأجساد جديدة ونظرات مختلفة ولقاءات منوّعة فيصبح مسرحاً زاخراً بالإمكانيّات.

بدا الأمر أشبه بتصور حياة ما بعد العرض: كم من وجود آخر يمكن أن يحتضنه هذا الفضاء الغريب والجماعي؟ كم من رغبة دفينة أخرى يمكن أن تتجّسد فيه؟وما هي الخصوصيات المختلفة التي تعكسها ممّراته؟
نحن نعرف حقّ المعرفة أن الموضة لطالما كانت لغة المظهر، أداة ُتبرز الأجساد وتعرّضها للنظرات. حتى في أكثر أبعادنا الحميميّة، لا نستطيع الإفلات من هذه الطبيعة الاستعراضيّة. قد يكون ذلك في جوهره أعظم إرث تتركه الموضة: عمق يتجّلى بشكل تشابك للأسطح، وحميمية تكشف عن قوتها السياسية والشاعرية. ليست جوهرا ساكنا إطلقا، بل حركة لا تنتهي. ليست مأوى خاصا، بل مشهدا مشتركا.
- Alessandro Michele

