close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

كيف تحوّل Christian Louboutin إلى صحافي ومَن قابل؟

اسمي Christian Louboutin. في يوميّاتي، أفكّر بكلّ الأسلحة التي تمنح قوّةً وجمالاً للمرأة، أعمل كثيراً، أسافر، أقضي الوقت مع أصدقائيّ، لكنّني اليوم سأتحوّل إلى صحافيّ. سأقابل شابّة تلهمني كثيراً بطريقة تفكيرها، بإقدامها وعزمها على تغيير العالم نحو الأفضل. تلهمني بعفويّتها وبنضوجها الفكريّ الذي يسبق عمرها بسنين كثيرة. تلهمني بجمالها وحبّها للحياة. تجعلني فخوراً بأنّني عرّابها.

  • ما هي الذكريات التي تحتفظين بها من طفولتكِ في القاهرة والأقصر؟

اللّعب بقصب السكّر في الأقصر مع جيراني الذين ما زالوا أصدقائي حتى اليوم. أتذكّر أيضاً محاولتي للرقص الشرقيّ في مطبخ منزلنا في القاهرة، والذهاب إلى روضة الأطفال في الزمالك على كتفيّ والدي. هل تذكر Christian عندما كنت في الـ 11 من عمري واشتريت الأقمشة الملوّنة والمزركشة ثمّ ذهبت إلى والدة صديقتي وطلبت منها خياطتها لي؟ تعود إلى ذاكرتي أيضاً الساعات الطويلة التي كنّا نقضيها على شرفات منزلكَ أو منزلنا في الأقصر، نتحدّث وأستمع إلى قصصكَ عن العالم وأحلم... كان هناك أوقاتٌ للتحدّث، وأخرى للسكوت. أعتقد أنّ أكثر صفات الأقصر سحراً هي قلّة الأصوات التي نسمعها. في منزلي، تسمع فقط أصوات العصافير، الحمير، الثيران، البعوض، أو أحدهم أتى ليبيع الخضار وأواني المطبخ. هناك أيضاً صوت المؤذّن الذي لطالما وجدته مهدّئاً ومريحاً. أتذكّر العيد الأوّل الذي قضيته هناك، كنت أيضاً في الـ 11 من عمري وتلقّيت الأجواء بطريقةٍ شاعريّة، صوفيّة وساحرة جدّاً. كنت أصحو عند الفجر وأجلس على الشرفة المقابلة للجامع لأستمع إلى صوت المؤذّن وهو من أجمل الأصوات التي سمعتها في حياتي.

  • ما الذي دفعكِ لتأسيس جمعيّة Elisa Sednaoui Foundation في مصر؟

في طفولتي، لم أحلم بأن أصبح ممثّلة أو عارضة أزياء... لطالما أردت أن أعمل في الحقل الديبلوماسيّ أو أن أكون ملحقة ثقافيّة. حلمي بأن أعمل في الحقل الاجتماعيّ رافقني لمدّة طويلة، لكن واحدة من اللّحظات التي دفعتني لأبدأ بهذه المسيرة، كانت خلال تصوير الوثائقيّ الذي أخرجته عن ريف مصر. واحد من الأسئلة التي طرحناها كانت "ما كان الطفل الذي كنته سيقول عن الشخص الذي أصبحت؟ لم يرد أحد الإجابة. قالوا لي إنّهم لا يريدون التحدّث بالأمر لأنّهم لم يستطيعوا تحقيق أحلامهم. هذا الواقع الأليم ينطبق على غالبيّة الناس حول العالم، لكن كان من الصعب جدّاً الاستماع إلى هذه الحقيقة لدى أشخاص كانوا أصدقاء طفولتي في الأقصر. قال Bill Clinton مرّة: "الموهبة موزّعة بمساواةٍ بين الناس، لكنّ الفرص لا". أردتُ أن أقوم بكلّ ما بوسعي للمساعدة بأيّ طريقة متوفّرة. تملك مصر الكثير منّي وهذا سبب من الأسباب التي دفعتني لتأسيس جمعيّة ESF فيها. إضافةً إلى أنّني أحاول دائماً إيجاد "الحجج" لأذهب إلى مصر وأقضي وقتاً فيها. لكنّ حلمي الكبير هو نشر هذا النموذج في بلدان أخرى من الشرق الأوسط والعالم، وإذا أراد أيّ أحد من الدول العربيّة مساعدتنا، أرجو أن يتواصل معي.

  • ما هو الهدف الأبرز للجمعيّة؟

تأسيس مركز ثقافيّ مستدام يقدّم يوميّاً صفوفاً بعد أوقات المدرسة تركّز على الفنون والثقافة بمعناها الفسيح: الرسم، التصوير، التمثيل، الموسيقى، اللّغات، تحويل القمامة إلى حليف بدلاً من أن تكون عبئاً... نريد للأطفال أن يجدوا مصادر إلهامهم، أن يكونوا فضوليّين، متساوين وناشطين في مجتمعاتهم لتكتسب أدوات التغيير في المستقبل. أريد أن تصبح هذه المراكز ملك الذين يستفيدون منها. قمنا بورشة عمل في الأقصر في أبريل 2014، وحصلنا على مساعدة جمعيّة أميركيّة تدعى MIMA تعلّم الموسيقى والارتجال في العالم بأكمله. بالنسبة إلينا، الجنسيّة المحليّة مهمّة أيضاً، لذا أتينا بمعلّمين مصريّين في جمعيّة Makan في القاهرة التي تعمل للحفاظ على الموسيقى المصريّة التقليديّة. كانت تجربة رائعة وسعدت لرؤية الفرح والحماسة في عيون الأطفال والتواصل الذي وُلد بينهم. الموسيقى تعبّر أكثر من الكلمات، والمجتمع هناك تفاعل مع الحدث، وانضمّ إلينا 150 طفلاً، لحّنوا أغنية وأدّوها معاً. لرؤية المزيد، أرجو زيارة هذا الرابط ومشاركته مع الآخرين:

  • هل تعتقدين أنّ عملكِ كعارضة أزياء شكّل لكِ منبراً لتعبّري عن آرائكِ وحلمكِ بتغيير العالم نحو الأفضل؟

العمل في هذا الميدان يساعد بالتأكيد لتمرير الرسائل وطرح الأسئلة والأفكار علناً ونشر المشاريع في وقتٍ قصير جدّاً، لأكبر عدد من الناس. لكن هناك الكثير من الجوانب الصعبة في العمل الخيريّ، مثل انشغال الناس الدائم وعدم رغبتهم في القراءة، لذا أصبحت المعلومة مخفّفة جدّاً لكي تصل إليهم. العمل كعارضة والظهور المكثّف في وسائل الإعلام قد يكون عبئاً في بعض الأحيان، فالعالم مليء بالأحكام المسبقة، مثل فكرة "ماذا يمكن أن تعرف امرأة جميلة"، أو "ماذا يمكن أن تعرف امرأة حصلت على كلّ شيء في الحياة بفضل شكلها فقط"... لكن كما تقول أنت Christian: "إذا كان شخصٌ لا يجاهر بالمعاناة التي عاشها، فذلك لا يعني أنّه لم يعانِ". أعرف أنّني محظوظة جدّاً وأشكر الله على ذلك كلّ يوم، لكنّي أيضاً عملت بجدّ لأصل حيثما أنا الآن. لقد أكملت بالرغم من التحدّيات والأوقات الصعبة، والفضل في ذلك يعود إلى الأشخاص الذين كانوا دائماً إلى جانبي. من الممتع مشاركة الأمور الجيّدة التي تحدث لنا مع أولئك الأشخاص.

  • أنتِ زوجة، أمّ، ناشطة اجتماعيّة وامرأة عاملة. لو عدنا وسألنا الطفلة Elisa عن رأيها بما أصبحت اليوم، ما كانت لتقول؟

أعتقد أنّها سعيدة. حياتها تقدّمت إلى الأمام أكثر ممّا حلمت أو تجرّأت. لكن يبقى الكثير لأحقّقه، لأصبح شخصاً أفضل، أكثر صبراً، وتحمّلاً وتفهّماً.

  • كيف أثّرت بكِ الأمومة؟

أدركت الآن، بعد مرور 18 شهراً على ولادة ابني، أنّه منحني الكثير من شعور التعاطف. أصبحت أكثر تفهّماً وتحمّلاً، مع نفسي ومع الآخرين. إنّها لتجربة مذهلة أن أعيد اكتشاف العالم من خلال عينيه وأن أعيد تحديد أولويّاتي. كما أنّي بدأت بالتعرّف، قليلاً، على نكران الذات والتضحية، بمعنى أن أضع حاجات إنسانٍ آخر قبل حاجاتي وأن يشعرني ذلك بالفرح. الأمومة علّمتني أيضاً أن أصبح منظّمة أكثر في وقتي وأن أنسّق برنامج عملي قبل أشهر، وذلك شيءٌ لم أقم به من قبل أبداً.

  • مَن هم أبطالكِ أو الأشخاص الذين يلهمونكِ؟

يلهمني تأمّل طريقة شخصٍ ما في التعامل مع أمرٍ معيّن، قراءة سيرة حياة أحدهم لاكتشاف مسيرته. أستلهم من الأشياء الصغيرة كالحركة، الكلمة والاختيار... زوجي، ابني، عائلتي، أصدقائي، هم مصدر إلهامٍ لا متناهٍ بالنسبة لي. أظنّ أنّ كلّ شيء يبدأ من التساؤل، والآثار التي تتركها لدينا تلك الأسئلة. وأنتَ Christian، تلهمني بحبّك اللّامحدود وحسّ الفكاهة الذي تتمتّع به. أنتَ جزءٌ من سبب وجودي في المكان الذي أشغله اليوم. على الصعيد الفنيّ، هناك الكثير من الفنّانين الذين يلهمونني مثل داليدا، أم كلثوم، Maya Angelou، والدة زوجي، Lenny Niemeyer، Wim Wenders، Wes Anderson، Terrence Malick،Martin Scorsese والكثير غيرهم.

  • ما هي طموحاتكِ للمستقبل؟

أن أرى جمعيّة ESF تكبر. أن أخرج المزيد من الأفلام والأفلام الوثائقيّة وأن أكون خلّاقة. أريد أيضاً أن آخذ الوقت لأسافر، أتعلّم وأستلهم...

  • ما النصيحة التي تقدّمينها للنساء الشابّات في العالم العربيّ؟

استمعي إلى نفسكِ، اعرفيها وتقبّليها. عزّزي صفاتكِ الجميلة واعملي على تحسين العيوب. آمني، ضعي أهدافكِ واعملي بكدّ للوصول إليها. كوني مستقرّة، مخلصة، صادقة، لطيفة مع الآخرين. كوني متواضعة، فلا شيء أسوء من أن تعتقدي أنّكِ تستحقّين كلّ شيء جميل. لا تسمحي للناس بأن يقولوا لكِ مَن أنتِ وما عليكِ فعله. قومي بما ترينه صحيحاً لأنّ لا أحد سيعيش حياتكِ.

  • ما هو حلمكِ؟

أن أبقى محاطة بأفراد عائلتي وأصدقائي، وأتمتّع بالصحّة الجيّدة وهدوء النفس، وأن أجد دائماً الإلهام. أحلم بأن أشعر بالسلام، والصبر، وأن ألتقي دائماً بأشخاصٍ رائعين وأعمل على مشاريع مهمّة. ثمّ... يأتي حلمي الكبير وهو أن يختفي العنف من العالم، وأن يصبح النظام الطبيّ قادراً على شفاء كلّ الأمراض ومتوفّراً لدى كلّ الناس. أحلم بأن ينال كلّ الأطفال والكبار الفرص التي يستحقّونها.