close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

مقابلة خاصة مع Narciso Rodriguez: مجنون واقعيّ

لم يبدأ من الصفر مرّةً واحدة في حياته، فاختار أن يكون في مغامرةٍ متنقّلة ومستمرّة لكي لا يُجبر على التخلّي عن رؤيته والمساومة على قناعاته. جازف Narciso Rodriguez ونجح! في البدء مع العطر واليوم مع الملابس، مسيرةٌ تشبه أهواءه الجريئة والعصريّة... كما يقول في هذه المقابلة.

ما هي القطعة الأكثر تجسيداً لأسلوبكَ بين كلّ مجموعاتكَ؟
إذا كان عليّ اختيار قطعةٍ واحدة سأقول الفستان الأسود. هو ضروريّ في خزانة كلّ سيّدة وهو تصميمٌ واقعيّ جدّاً. لقد أصبح قطعةً أيقونيّة في مجموعاتي وتمّ تقليده من قبل الكثيرين...

الموضة أصبحت متاحة للجميع في كلّ أنحاء العالم. هل تأخذ ذلك في عين الاعتبار عندما تبتكر مجموعاتكَ؟
بالتأكيد، فنحن اليوم نُلبس العالم بأسره وليس سيّدة واحدة. الجميع يريد ما يملكه الآخرين! أسعى لكي أضمّن المجموعة الواحدة حاجات عدّة بلدان وسيّدات، لكنّني أبقى وفيّاً لرؤيتي ولا أساوم على الإبداع، بل أعمل على تحقيق توازن بين ما سيذهب إلى الشرق الأوسط والعالم العربيّ وبين ما سيسافر إلى بقيّة أنحاء العالم.

هل تعتقد أنّ المصمّمة المرأة يمكنها أن تُظهر جوانب لدى السيّدة لا يمكن للمصمّم الرجل أن يراها؟
نعم والعكس صحيح! دائماً ما أحسد مصمّمة الأزياء المرأة لأنّها تستطيع أن ترى في مجموعة ما لا أستطيع رؤيته. عندما كنت أعمل مع Donna Karan وأتعلّم منها، كنت أراها دائماً تجرّب قطع المجموعة على جسمها، وكانت تعرف عميلاتها ومتطلّباتهنْ. أحبّ التحدّيات التقنيّة في صنع القصّات والخياطة الدقيقة وألاحظ كلّ التفاصيل، لكنّني لا أستطيع تجربة فستان!

كيف تولد المجموعة؟
بطرقٍ مختلفة، فأحياناً أبدأ بالعمل قبل أن توضح الصورة لديّ عمّا أريد فعله للموسم القادم! وأحياناً أخرى قد أباشر بمجموعةٍ ما بعد زيارة معرضٍ يلهمني. ألتقط صوراً باستمرار وأضعها في ذهني... في يومٍ كنت واقفاً أنتظر في الطريق وكان ضوء الشمس جميلاً، ورأيت سيّدتين خارجتين من مطعم، الأولى ترتدي البنفسجيّ، البنيّ والبرونزيّ، والثانية ترتدي الليلكيّ مع العسليّ، وقد بدا لي المشهد رائعاً. هذه الصورة في مخيّلتي ألهمت جزءاً من مجموعتي، إرتكز على الألوان وكيفيّة مزجها بطريقةٍ جميلة.

هل يمكنكَ صنع مجموعة بشكلٍ سريع؟
بالطبع، فأنا مصمّم والمصمّم لا يجب أن يقف عند حدود! أنا منفتح على كلّ شيء، تذهلني السيّارات وقد أصمّم سيّارة أو مبنى أو أثاث منزل، وقد عرضت عليّ شركة ألمانيّة عالميّة تعاوناً لصنع مجموعة من الأثاث، لكنّني كنت منشغلاً جدّاً وغير قادر على بدء مشروع جديد. كما أنّني سبق وصنعت مجموعة ثياب لشركة أميركيّة تمّ توزيعها على 1200 متجر ونجحت بشكلٍ لا يوصف، إعلانيّاً وتجاريّاً. أتذكرّ سيّدة قالت لي إنّها عادةً ما ترتدي تصاميم الخياطة الراقية، لكنّها اشترت 12 من فساتيني وارتدتها جميعها.

لمَ أنت معروفٌ في الولايات المتّحدة كمصمّم أزياء وصانع عطور بالقدر نفسه، فيما يرى بقيّة العالم أنّ علامتكَ التجاريّة تتمثّل بالعطور بشكلٍ أساسيّ؟
عندما أسّست عملي الخاصّ، كانت الولايات المتّحدة السوق الأصغر... كنت أوزّع مجموعاتي على آسيا، أوروبا وأميركا، وكنت أملك 8 متاجر في آسيا واثنين في إيطاليا ولندن وكانت ناجحة جدّاً، لكنّ شركائي في العمل كانت لديهم رؤى مختلفة للعلامة التجاريّة، لذا فضّلت الانفصال والبدء من جديد، من الصفر. رؤيتي اليوم لما أنتجه تقوم على الشكل، النوعيّة وطريقة الصنع، إذْ لا يمكن التكلّم عن هذه العناصر الثلاثة في الصحافة وإظهارها على المنصّة، ثمّ العجز عن تأمينها في القطع المصنوعة للبيع. اليوم، تتمتّع الملابس الجاهزة، الحقائب والأحذية التي تحمل توقيع Narciso Rodriguez بنوعيّةٍ عالية، وهذا هو أساس عملي. خلال كلّ تلك المسيرة، أكمل عطري طريق النجاح وتحوّل إلى سفيرٍ للدار أينما كان. من الجيّد رؤية النساء في العالم العربيّ يرحّبن اليوم بمجموعات الدار للملابس الجاهزة وأحذيتها وحقائبها، لأنّهنّ يعرفن العطر منذ زمن ويعشقنه.

ما هو وصفكَ لكلمة أسلوب"؟
أنا محظوظٌ جدّاً لكوني التقيت وصمّمت للعديد من النساء الرائعات، أمّا المرأة التي لطالما أذهلتني، فهي Carolyn Bessette (الزوجة السابقة لـ John F. Kennedy الابن). هي تملك قدرةً رائعة على التحكّم بإطلالتها وثقة كبيرة بذكائها وبشخصيّتها. وهذه صفات لا يمكن تعلّمها، بل هي أسلوبٌ يولد مع الإنسان، فحتى لو ولدتِ في محيطٍ يتميّز بالأسلوب، قد لا ترثين هذه الصفة!

ما هي الجذور التي تستمدّ منها هذه الازدواجيّة في صنع تصاميم هندسيّة وأنثويّة في الوقت عينه، في الملابس كما العطور؟
أحبّ فكرة الازدواجيّة والغموض.عندما بدأت عملي، كانت معظم الدور تصنع مجموعاتٍ نابضة بالأناقة لكنّ كان هناك لمسةٌ من الملل ترافقها، لذا قرّرت التعبير عن الأنوثة، الشباب والأناقة الفائقة في الوقت عينه. لم أرد للمرأة اكتساب أناقة والدتها أو عطرها، بل رغبت في مقاربةٍ حديثة.

ما هو الميدان الذي لطالما رغبتَ في خوضه؟
هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها لدرجة أنّني في كلّ صباح أشعر وكأنّه يومي الأوّل في العمل. أعيش حاليّاً فترة رائعة، فشركتي تكبر والعطر يلقى رواجاً كبيراً، كما الملابس. بدأنا بالتوسّع في أوروبا والشرق الأوسط... لنقل إنّني أعيش من أجمل المراحل في مهنتي.