القش في تاريخ الموضة... هكذا انتقل من المستلزمات الأساسية إلى الأزياء

مع وصول موسم الصيف، تتبدّل إطلالتكِ لتتلاءم مع ارتفاع درجات الحرارة، فتعمدين إلى كل ما يمنحها انتعاشاً صيفياً. لذلك، لا بدّ أن تضيفي الأكسسوارات المصنوعة من القشّ إلى لائحة مشترياتكِ. صناعة القشّ، حرفة رافقتنا على مرّ العصور، منذ أن كانت تستخدم في صناعة المستلزمات الأساسية، إلى أن اصبحت صيحة ترافقنا من موسم إلى آخر، تعرّفي عليها في هذا المقال واستمتعي بتاريخها!

ليس هناك من تاريخ محدّد لبداية صناعة القشّ، فقد ارتبط القشّ منذ القدم بزراعة الحبوب التي كان يتمّ اختيار أفضلها لتخزينه في دمى تصنع من القشّ، طيلة الشتاء وحتى موسم الزراعة في الربيع. كان يعتقد أنّ ضفر القشّ يجلب البركة والازدهار للمجتمع والأرض. استخدم القشّ على مرّ العصور بطرق لا تعدّ ولا تحصى، على سقوف المنازل كحبال لربط الحيوانات، حزم الحبوب، خلايا النحل، السلال، القبّعات... بحلول منتصف القرن العشرين، ومع بروز تغيّرات في طرق الحصاد نتيجةً للثورة الصناعيّة، اختفى فنّ نسج القشّ تقريباً في أوروبا. إلى جانب تقنية القشّ المضفّر، هناك تقنيّتان مهمّتان لهذا الفنّ، تطعيم القشّ وأعمال القشّ على الطريقة السويسريّة. هذه الأخيرة، مرتبطة بصناعة القبّعات، وقد اعتمدت في منطقة Freiamt الألمانية.

تمّ تصنيع حقائب القشّ في الأصل كقطعة وظيفيّة لحمل الطعام، المياه وحتى الأطفال. مع مرور الوقت، أصبحت هذه الحقائب أكثر فخامةً بتصاميم أكثر إبداعاً، وبدأت تتداخل فيها موادّ أخرى، مثل قشور الذرة وخيوط الكروشيه. انتشرت حقائب القشّ وأصبحت ذات شعبيّة كبيرة في الخمسينيّات، إلّا أنّها اكتسبت مكانة أيقونيّة، حين اعتمدت الممثّلة والمغنّية Jane Birkin في إحدى إطلالاتها سلّة من القشّ في أواخر الستينيّات. تبدّل مفهوم هذه الحقيبة وتطوّر خلال التسعينيّات، حين بدأت الدور الكبرى باحتضان هذه الصيحة، مثل كلّ من Sonya Rykiel وDolce&Gabbana وEric Beamon. في العام 1992، ابتكر Jean-Paul Gaultier حقيبة من القشّ، تميّزت بحزام جلديّ بأسلوب Bucket وكانت آنذاك واحدة من أكثر الحقائب المرغوبة.

أمّا قبعة القش، فقد استخدمت في السابق من قبل الرومان واليونانيّين القدماء. مع مرور الوقت، استخدمها العمّال الميدانيّون لوظيفتها الفعالة في الوقاية من الشمس. دخلت الطبقات المخمليّة في القرن الثامن عشر وتبدّلت تصاميها على مرّ الزمن. أعادت الثلاثينيات شعبية حمام السباحة، ما ساهم بانتشار قبّعة القشّ الكبيرة المرنة. في العام 1976، اعترفت صناعة الأزياء الفرنسيّة بهذه القبّعات، لتكتسب شعبيّة هائلة في التسعينيّات، كما برزت هذه القبّعة بعدّة أساليب، منها الواسعة ومنها القصيرة الحواف، بعضها صلب وأخرى مرنة.

سخّرت العناصر الطبيعيّة لخدمة المجتمع، ولعل تحويلها إلى عمل جماليّ، هو ما أعطى قيمة معنويّة وماديّة لكل عنصر ومورد على الأرض. من هنا، اعتبر القشّ عنصراً أساسياً على ساحة الموضة، كونه مادة طبيعية، يمكن الحصول عليها، دون إلحاق الأذى بالنبات. احصلي على إطلالة داعمة للاستدامة، من خلال إضافة قبّعة أو حقيبة أو أكسسوار أو حتى أحذية من القش على إطلالتكِ الصيفيّة، خصوصاً إنْ كنتِ متّجهة إلى الشاطئ. تتميّز هذه الأكسسوارات بألوانها المحايدة التي تتماشى مع كافّة الإطلالات والتي يمكن إيجادها اليوم بألوان متعدّدة وعصرية.

• نظّفيها بالمكنسة الكهربائيّة للتخلّص من الغبار والأوساخ العالقة على القشّ من الخارج.
• استخدمي المكنسة الكهربائيّة لتنظيف بطانة الحقيبة. عالجي البقع يدوياً باستخدام الماء والصابون.
• لمعالجة المناطق الشديدة الاتّساخ، امزجي بضع قطرات من مسحوق الغسيل في كوب من الماء الدافئ ونظّفيها باستخدام فرشاة أسنان. أخيراً، امسحيها بقطعة قماش مبلّلة بالماء، لإزالة بقايا الصابون.
• جفّفي القشّ في الهواء بعيداً عن الحرارة وأشعّة الشمس المباشرة.

إذا كنتِ تستخدمينها يومياً، قومي بتنظيفها كل شهرين إلى 3 أشهر. أمّا إذ كنتِ لا تستخدمينها بكثرة، يكفي تنظيفها كلّ 6 إلى 9 أشهر.