تعوّدت أن أعرف مَن أقابلهم عن ظهر قلب: أخبارهم، إنجازاتهم، مشاريعهم... فتلك هي القدرة التي تجعلني أتمكّن من المقابلة! لكن ليس كلّ مَن قابلتهم تركوا انطباعاً يرضي توقّعاتي... Ana Beatriz Barros، واحدة من القلّة الذين تتفوّق حقيقتهم على صورتهم الإعلاميّة. في مقهىLa Belle Ferronnière التقينا. للوهلة الأولى أسرتني بجمال عينيها، لكن لم يمرّ دقائق حتى بدأنا محادثةً لم أردها أن تنتهي مع Ana الذكيّة، العميقة، التي تعرف الكثير لكنّها لا تتباهى أبداً بما تملك...
لماذا اخترتِ مهنة عرض الأزياء؟
الحقيقة هي أنّني لم أقم بالاختيار فعليّاً. كنت في الـ13 من عمري، أستمتع على شاطئ ريو دي جانيرو مع شقيقتي، حين رآني ممثّل وكالة Elite Model Management وقال لي بأنّه عليّ أن أصبح عارضة أزياء! كنت طفلة، شاركت بمسابقة Elite Model Look، فزت في البرازيل وحزت على المركز الثاني في العالم. عندما تخطين خطوة البداية، لا مجال للعودة إلى الوراء!
كيف تغيّرت حياتكِ عندما خضتِ مجال عرض الأزياء؟
تغيّرت حياتي بالكامل، تعرّفت على بلدان لم أكن لأذهب إليها لو لم أغص في مجال عرض الأزياء. تعلّمت لغات كثيرة، اكتشفت ثقافات متنوّعة، أطباقاً جديدة... أحبّ السفر، وهذا أجمل ما في عملي. إنْ أمضيت أسبوعاً في مدينة ما، يجب أن أزور أماكن عديدة فيها، وهذا جزء من شخصيّتي. أعشق عملي بالفعل.
ما رأيكِ بالتغيّرات التي حصلت في عالم الموضة منذ انطلاقتكِ حتى يومنا هذا، لا سيّما فيما يتعلّق بمواقع التواصل الاجتماعيّ؟
عالم الموضة اختلف كليّاً مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعيّ، ففي السابق، لم يكن هناك مدوّنون أو أمور أخرى موجودة اليوم. هذا جيّد بالنسبة لعارضات الأزياء ولمجال الموضة بشكلٍ عام، فبرأيي، الأشخاص الذين لا يعملون في مجالنا، باتوا يتعلّمون أشياء كثيرة عن الموضة، وهذا إيجابيّ.
ما رأيكِ بعارضات الأزياء من جيل الإنستقرام، أمثال Gigi Hadid، Kendall Jenner وغيرهنْ؟
كما ذكرت سابقاً، مواقع التواصل الاجتماعيّ تقدّم فرصة جيّدة للفتيات اللّواتي يرغبن بخوض مجال عرض الأزياء، فهي وسيلة سهلة وسريعة للانطلاق والشهرة. حين بدأت مسيرتي المهنيّة، كان على العارضات آنذاك أن يخضن من 20 إلى 25 تجربة أداء في اليوم الواحد، على عكس عارضات اليوم اللّواتي لم يخضن أيّ تجربة أداء في حياتهنْ!
سمّي 2 سوبرمودلز اعتبرتهما مثلكِ الأعلى حين بدأتِ مسيرتكِ المهنيّة.
كنت من أشدّ المعجبات بـClaudia Schiffer، التقيتها للمرّة الأولى في العام 1997، كنت في وكالة Elite Model Management في نيويورك، وكنت آنذاك وجهاً جديداً. دخلت إلى الوكالة، فذهبت لإلقاء التحيّة والتقطت صورة معها. كانت لطيفة جدّاً. أحبّ أيضاً Kate Moss. في بداياتي، عملت معها ومع المصوّر Mario Testino، لمجلّة Diablo. صدّقيني، لم أكن أعلم من هي تلك العارضة البريطانيّة، وحين سألت من حولي، تفاجأوا!
وما كان انطباعكِ الأوّل حين التقيتِ بـKate Moss؟
كانت لطيفة، واثقة، ومتواضعة، بشهادة كلّ من يعمل في مجال الموضة. ليست مغرورة ولا تحاول القيام بتصرّفات زائفة، هيKate Moss بكلّ بساطة.
كيف ترين نفسكِ اليوم كعارضة أزياء؟
أعتقد بأنّني أنجزت الكثير في حياتي المهنيّة، لكن ما زال أمامي الكثير لأحقّقه!
عارضات الأزياء البرازيليّات هنّ الأكثر جمالاً وشعبيّة، فسّري لنا ذلك (لا سيّما أنّكِ صديقة عارضات برازيليّات مثل Alessandra Ambrosio وGisele Bündchen وغيرهنْ).
بدايةً، أشكركِ على الإطراء. أعتقد أنّ الأمر يعود إلى المزيج الغنيّ في البرازيل. هناك مثلاً شابّات برازيليّات شقراوات، سمراوات أو حتى ذوات بشرة داكنة، بفضل وجود أعراق مختلفة. الطريقة التي نترعرع فيها في البرازيل تلعب أيضاً دوراً هامّاً، فنحن منفتحات جدّاً، وينعكس ذلك على شخصيّاتنا. كما أنّنا نسعى جاهدات وراء عملنا، فالعارضات اللّواتي اشتهرن في الفترة التي انطلقت خلالها، أمثال Isabeli Fontana وAdriana Lima وGisele Bündchen وAlessandra Ambrosio، كان عليهنّ أن يحاربن بجهد للوصول إلى أهدافهنْ. لا أقصد بأنّ عارضات جيل مواقع التواصل الاجتماعيّ يصلن إلى أهدافهنّ بطريقة سهلة! لكن آنذاك، لم تكن العارضات البرازيليّات معروفات إلى هذا الحدّ، فكان عليهنّ السعي كثيراً لتحقيق ما وصلن إليه اليوم. لذا، أعتقد بأنّ سبب شعبيّتهنّ هو مزيج من كلّ تلك الأشياء.
أخبرينا عن أفضل ذكرى لكِ في عرض الأزياء.
أفضل ذكرى هي أوّل عرض شاركت فيه، كان لمجموعة الأزياء الجاهزة لدار Christian Dior في العام 1998، حين كان John Galliano يشغل منصب المدير الإبداعيّ. بالنسبة لي، هو "سيّد الموضة". عندما رأيت نفسي في العرض، أرتدي تصميم Christian Dior، أقف إلى جانب John Galliano ومن حولي كلّ تلك العارضات الشهيرات، أمثال Linda Evangelista وCindy Crawford وShalom Harlow، علمت بأنّني على الطريق الصحيح!
هل من مشروع لإطلاق داركِ الخاصّة؟ بمعنى آخر، هل ترغبين بالغوص في عالم الموضة من الناحية التجاريّة؟
نعم، فأنا أحبّ الموضة، وحين أتوقّف عن عملي كعارضة أزياء، أريد أن أبقى في مجال الموضة. لديّ مشروع بإطلاق داري الخاصّة، لكن لا أريد أن ترتبط باسمي بشكلٍ مباشر. أريد أن أصبح مصممّة أزياء حقيقيّة.
كيف ستنفّذين مشروعكِ وقد تزوّجتِ للتوّ؟
زوجي رجل منفتح، يريد منّي أن أعمل، كما أنّه تعرّف عليّ كعارضة أزياء!
أخبرينا كيف تعرّفت على زوجكِ؟
التقينا في مقهى في نيويورك، لم يكن يعرف من أكون، كذلك الأمر بالنسبة لي. لا أعلم ما هو السرّ، ربّما طاقة معيّنة تسلّلت إلى داخلنا، أو قد يكون الحبّ! اقترب منّي وقدّم لي شراباً، لكنّني رفضت، تشكّرته وغادرت المكان. في اليوم التالي، التقينا في الفندق وألقينا التحيّة. في اليوم الثالث، مرّ أمامي في شارع Fifth Avenue، حيث لم أكن أذهب كثيراً، فتفاجأت! سألته إذا كان يلاحقني، لكنّه أقسم أنّه لم يفعل. كانت صدفةً جميلة.
كونكِ عارضة برازيليّة، ما هي التحدّيات والعقبات التي واجهتها حين وقعت في حبّ رجل أعمال مصريّ؟
ثقافة مصر مختلفة تماماً عن ثقافتي وعن أيّة ثقافة أخرى. كلّما أسافر إليها، أستغرق أسبوعاً كاملاً للتأقلم، لكنّني أحبّ هذا البلد. إضافةً إلى ذلك، زوجي وعائلته متفهّمون تماماً لمجال عملي، ولن يطلب منّي الاعتزال أبداً. فهذا القرار يعنيني وحدي، في الواقع، لا أحد يملي عليّ ما يجب أنّ أقوم به (وتضحك). كما أنّني أعشق التوازن الذي أحاول تحقيقه بين السفر والعمل من جهة، ولعب دور ربّة المنزل والاستمتاع بحياتي الشخصيّة في مصر، من جهة أخرى. لذا، لم أواجه أيّ تحدّيات أو عقبات.
هل تخطّطين مع زوجكِ لإنجاب الأولاد؟
سؤال جيّد (وتضحك). نعم، نحن نرغب بإنجاب الأولاد، فأنا ترعرعت وسط عائلة كبيرة، وزوجي بالمثل. لكن في الوقت الحالي، ما أزال أعمل كثيراً، لذا، لنرى ماذا تخبّئ لنا الأيّام!
أين تجدين نفسكِ بعد 10 سنين؟
في داري الخاصّة، ومع 3 أولاد على الأقلّ. لنأمل ذلك!
أفضل ما في الزواج هو...
أنّ العلاقة تصبح أكثر متانة، أي أنّنا نفكّر كثيراً قبل اختلاق شجارٍ صغير، كما أنّنا نحاول ألّا نبتعد عن بعضنا أكثر من 15 يوماً، فقد أصبحنا عائلة. كلّ شيء تغيّر نحو الأفضل.
أسوأ ما في الزواج هو...
لا أرى أيّ أمر سلبيّ في الزواج، فزوجي رائع بالفعل!
إذا أتيحت لكِ فرصة الاستمتاع بـ24 ساعة فراغ، مع من تقضينها وأين؟
أقضيها مع أصدقائي، أفراد عائلتي وكلّ الأشخاص الذين أحبّهم، في البرازيل على الأرجح! سنذهب إلى أفضل المطاعم لأنّني أعشق تناول الطعام، كما أنّ أكثر ما أحبّ القيام به هو اكتشاف مطاعم جديدة واختبار أطباق ونكهات مختلفة. أعشق وصفات الباربيكيو، وسنأكل الكثير، الكثير، الكثير... ثمّ نعود إلى المنزل لنشاهد أحد الأفلام.
إذا كنتِ تأكلين كثيراً، فهل يمكنكِ أن تفسّري لنا كيف تحافظين على جسمكِ الرشيق؟!
(تضحك). أمارس التمارين الرياضيّة بالتأكيد. لكنّ الجينات تلعب دوراً أساسيّاً في الحفاظ على الرشاقة، فوالداي نحيفان جدّاً.
أنتِ الآن في باريس، تصوّرين مع مجلّة "جمالكِ" وتشغلين موقع رئاسة تحرير عدد ديسمبر. ماذا تعني لكِ باريس؟
بالنسبة لي، باريس هي إحدى أجمل مدن العالم. هي مدينة رومانسيّة وملهمة، تضمّ ثقافات مختلفة وهندسة جميلة... حين أكون هنا، أشعر بأنّني أخوض مغامرة صغيرة، فأنا أحبّ اكتشاف أمور جديدة. حين يأتي زوجي إلى باريس، كوننا نملك منزلاً هنا، نذهب سويّاً لتناول أطباقٍ جديدة، لاكتشاف المتاحف لأنّنا نقدّر الفنّ، وللتسوّق... باختصار، هي مدينة رائعة.
إقرئي أيضاً: خاص جمالكِ: العارضة Ana Beatriz Barros بعدسة المصوّرة الألمانيّة Allen Von Unwerth