ممّا لا شكّ فيه، أن الحضارة العربيّة غنيّة بتراثها، هندستها وأزيائها، وتشكّل مصدر وحي للكثير في مختلف المجالات، خصوصاً في الموضة. نحن لا نتكلّم هنا عن المصمّمين العرب الذين يستلهمون من حضارتهم فحسب، بل نتكلّم أيضاً عن المصمّمين العالميّين، حيث شكّلت المنطقة العربيّة بكلّ تفاصيلها مصدر وحي لأعمالهم وابتكاراتهم، وكانوا السبب في نشرها وعولمتها. من الألوان المنعشة والطبعات الحيوية إلى الزخرفة الهندسيّة وأناقة السيّدات العربيّات... اكتشفي في هذا التقرير كيف أثّر الشرق في ذوق بعض المصمّمين العالميّين.
7 رموز عربية طبعت عالم الموضة من حول العالم
مصممون عالميون تأثّروا في الحضارة العربية
1- المصمم ايف سان لوران Yves Saint Laurent
Yves Saint Laurent، اسم أشهر من أن يعرّف... عرف المصمّم الجزائريّ الأصل بتصاميمه المميّزة، فكان أوّل من قدّم السراويل النسائيّة كتصميم في الخياطة الراقية في الستينيّات، في الوقت الذي كان لا يزال غير محبّذ أن ترتديه السيّدات. قدّم أيضاً بزّة Tuxedo للنساء في سياق الحركة النسويّة واستخدم مراجع ثقافيّة غير أوروبيّة. بالرغم من أصوله الجزائريّة، إلّا أنّ المغرب شكّل مصدر إلهام أساسيّاً في حياته المهنيّة. في العام 1966، زار المصمّم مراكش لأوّل مرة، ووقع تحت تأثير سحرها، لتصبح هذه المدينة ملاذه عندما يريد الابتعاد عن باريس. باختصار، شكّلت مراكش مصدر إلهام لـYves Saint Laurent بألوانها الفريدة، هندستها وملابسها التقليديّة. أمّا اليوم، فنجد متحفاً في مراكش يضمّ أعماله Yves Saint Laurent Marrakech Museum، مصنوعاً من أحجار تبدو وكأنّها خيوط منسوجة مستوحاة من أعمال سان لوران.
2- المصمم عز الدين علية Azzedine Alaïa
يعرف المصمّم التونسيّ الأصل باسم "King of Cling"، أي ملك التشبّث، وذلك بسبب تصاميمه المنحوتة على جسم المرأة. يجمع أسلوبه الفنيّ بين براعة الرسم، النحت، الخياطة والهندسة، ليتّحد الجسم والتصميم معاً في سبيل الكشف عن جمال جسم المرأة. تعتبر تصاميمه عابرة للزمن، ويتّضح فيها تأثير العمارة العربيّة.. كذلك، استخدامه للدانتيل، الأقمشة المفرّغة، وبالأخصّ أسلوب التطريز الإنجليزيّ على الجلود المفرّغة بالليزر، تذكّرنا بالمشربية. بالإضافة إلى ذلك، تشكّل أفريفيا أيضاً مصدر إلهام للمصمّم التونسيّ، ونرى ذلك باستخدامه للموادّ غير الاعتياديّة، مثل الرافيا، الصدف وجلد التمساح الموجود في نهر النيل. تجدر الإشارة إلى أنّ Azzedine Alaïa كان يقدّم مجموعاته عندما يكون مستعدّاً للقيام بذلك، وليس وفقاً لجدول أسبوع الموضة.
3- المصمم ايلي صعب Elie Saab
صحيح أنّ الخياطة الراقية ترتبط بدور الأزياء الباريسية أو حتى مدينتي نيويورك وميلانو، إلّا أنّ المصمّم اللبنانيّ أثبت أنّ هنالك إبداعاً خارج عواصم الموضة! اليوم، أصبح اسم Elie Saab مرادفا للتصاميم الفاخرة، وهو المصمم المفضّل لدى العديد من المشاهير العالميّين، وحتى الملكات. بالرغم من وصوله إلى العالميّة، ما زال يستلهم من إرثه العربيّ ويدمج في تصاميمه الشرق بالغرب. باختصار، نجاحه هو نتيجة تعلّقه بالقيم العربيّة ومواكبته المعايير الحديثة للغرب، لابتكار أعمال فنيّة، تمزج هذين العالمين المختلفين معاً.
4- المصمم كينزو تاكادا Kenzo Takada
روحه المغامرة وفلفسته التي ترتكز على تجربة أيّ شيء وتحدّيه، جعلت دار Kenzo من بين الدور العالميّة التي لها مكانة في عالم الموضة. أثار المصمّم اليابانيّ ضجّة كبيرة في العام 1970 عندما قدّم تصاميم لا تتطابق مع ملابس الخياطة الراقية حينها. عرف أيضاً بالأقمشة المطبّعة والنابضة بالحياة والملابس المحبوكة، حيث يكون التصميم واللون متوازنين بشكل فنيّ إبداعي. من الجدير ذكره، أنّ معظم تصاميمه مستوحاة أوّلاً من اليابان، وثانياً من الملابس الشعبيّة لعدّة ثقافات، بما في ذلك الشرق الأوسط، أوروبا، الهند وأفريقيا.
5- المصمم كريستيان لوبوتان Christian Louboutin
من منّا لا تعرف الحذاء ذا النعل الأحمر؟ حذاء Christian Louboutin الأيقونيّ والمعروف بكعبه العاليّ، هو من دون شكّ على لائحة أمنيات كلّ امرأة تحبّ الأناقة! قام المصمّم بإعادة تقديم حذاء Stiletto إلى الموضة في التسعينيّات، حيث صمّم عشرات الموديلات بكعب 120 ملم، مستلهماً من أناقة النساء العربيّات وحرصهنّ على إظهار أنوثتهنّ بشكل دائم. من الجدير ذكره، أنّ كريستيان لوبوتان يعتبر مصر بلده الثاني، وهو يمتلك منزلاً تقليديّاً في الأقصر، إذْ لطالما شكّلت الحضارة الفرعونيّة مصدر إلهام له. بالإضافة إلى ذلك، دخل مصمّم الأحذية إلى عالم الجمال في العام 2015، بمجموعة من أحمر الشفاه، واللّافت، أنّ العبوة مستوحاة من العمارة البابليّة وآثار الشرق الأوسط.