close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

هل يمكن أن يتحول التعلق العاطفي بالحبيب إلى تعلق مرضي؟

التعلق العاطفي علاقة زوجية حب قد يشعر الجميع بتعلّق عاطفي بالشريك، وخاصةً إن كان يحبّه كثيراً ويرتاح أثناء وجوده، وهذا أمر طبيعي في كل علاقة حب. لكن، التعلّق العاطفي المفرط بالشريك قد يتحوّل إلى تعلّق مرضي أشبه بهوس خطير، يؤثر سلباً عليكِ، وعلى الشريك وبطبيعة الحال على علاقتكما. إن كنتِ تعيشين علاقة حبّ الآن، وتشكّين أنّ لديكِ تعلّق مفرط بالشريك فعليكِ أن تحاولي التخلّص من ذلك لكي تبقى علاقتكما صحيّة. من هنا، سنعرّفكِ في هذا المقال على العلامات التي تشير إلى التعلق العاطفي المرضي بالحبيب، وكيف يمكنكِ التخلّص منها.

هل تعانين من الوسواس القهري؟ إليكِ كيف يؤثّر على علاقتكِ العاطفية

4 علامات تشير إلى التعلق العاطفي المرضي بالحبيب

1- تشعرين بالسعادة في وجود الشريك وبالأسى في غيابه

في حال كنتِ تشعرين بالسعادة والراحة فقط عندما تكونين مع الشريك، وفي المقابل تشعرين أنكِ تعيسة ومتعبة أثناء غيابه، فهذا يشير إلى أنّك تعيشين تعلق عاطفي مرضي مع الحبيب. في علاقة صحية، تكونين مرتاحة وسعيدة بوجد الشريك إلى جانبكِ، وتتفهّمين غيابه عنكِ لانشغاله بعمله أو بأمور آخرى. أما إذا كنتِ تنزعجين كثيراً وتشعرين بالإحباط عندما يذهب إلى العمل، أو يمر بضع ساعات من دون التكلم معه فهذا يدلّ على أنّكِ متعلّقة به بطريقة مرضيّة. ونتيجة لذلك، تبدئين في التشبث بشريكك وتطلبين المزيد من الوقت معاً لكي لا تشعري بالفراغ وحدك. هذا الموضع سيؤثر سلباً عليكِ وعلى الشريك.

2- تشعرين أنكِ لا تستطيعين العيش من دون الشريك

إذا شعرتِ بدوامة لا تنتهي من الأفكار والمشاعر السلبية بسبب فكرة أن يتخلّى عنكِ الشريك، أو تنفصلان لسبب ما، أو يتوقف عن حبّكِ، أو يتكلّم مع امرأة أخرى حتى لو كانت صديقة فقط، فهذا يعني أن لديك ارتباطاً عاطفيّاً غير صحي. في الواقع، إنّ الإنفصال أمر طبيعي، وقد يحدث في أي علاقة عاطفيّة، ويستطيع الشريكين تخطي ألم الانفصال مع الوقت. لكن، عندما تصبح فكرة الانفصال هاجز عندكِ تجعلكِ تريدين دوماً البقاء مع الشريك خوفاً من أن يترككِ فهذا تعلّق مرضيّ يؤثر على صحة العلاقة.

3- تشعرين بالاهتمام الزائد لكل حركة يقوم بها الشريك

في حال كنتِ تفعلين أي شيء لمعرفة أين وماذا يفعل الشريك عندما لا تكونين معه، فهذا يعدّ نوع من الهوس ويدل على أنّكِ متعلّقة بالشريك بشكل مرضي. تسألين نفسكِ الكثير من الأسئلة: أين هو؟ مع من هو الآن؟ هل هو مع شخص يحبّه أكثر مني؟ ملاحقة الشريك، والتحقّق من كل ما يقوم به، أصبح أمر أسهل في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لدينا القدرة على التحقق باستمرار مما يفعله، أو مع من يتكلّم، أو أين هو. يمكن أن يتمادى الشخص الذي يعاني من تعلّق عاطفي مرضي بالشريك إلى أكثر من ذلك، من خلال مراقبة صفحات وسائل التواصل الاجتماعي للشريك، ولجميع أفراد عائلته، ولأصدقائه، وكل معارفه، وحتى شركائه السابقين بحثاً عن معلومة صغيرة تدلّكِ على أفعال الشريك. كل هذه التصرفات تجعلكِ قلقة طيلة الوقت، ولا تستطعين التركيز على أي شيء آخر، وبالطبع سيؤثر ذلك على حياتكِ وحياة الشريك بطرقة سلبيّة جدّاً.

4- تعتمدين على رأي الشريك في كل تفاصيل حياتكِ

في حالة الارتباط العاطفي المرضي، يعتمد إحساسك بتقدير الذات، والثقة بالنفس على الشريك. أي أنّكِ لا تقدّرين إنجازاتكِ في العمل مثلاً إلاّ عندما يمدحكِ الشريك، لا تثقين بنفسكِ إلاّ عندما يكون الشريك معكِ، لا تأخذين أي قرار إلا بموافقة الشريك. بالطبع، في أي علاقة صحية، وقبل أخذ أي قرار يتشاور الثنائي للوصول إلى حلٍّ يناسب الطرفين، ولكن، لا يخضع أي شريك إلى رأي الشريك الآخر أبداً. أمّا في العلاقة غير الصحية، أنتِ تعتمدين فقط على ما يقولوه الشريك، وكيف ينظر إليكِ، وفي حال كانت نظرته سلبية، ستشعرين بالفراغ، أو القلق، أو الاكتئاب، وقد يتضاءل تقديرك لذاتك. يمكن أن تستمر هذه المشاعر حتى يفعل الشريك شيئاً آخر للتخفيف عنكِ، سواء أكان ذلك تقديم هدية أو تقديم المودة الجسدية.

ملاحظة: في حال كنتِ تعانين من التعلّق العاطفي المرضي بالشريك، فقد يتلاعب عن قصد باحتياجاتك ومشاعرك للسيطرة على العلاقة وإبقائك معتمدةً عليه. يمكن أن يستغلّ الشريك ذلك لكي يسيطر عليكِ، ويجعلكِ تفعلين، وتشعرين كما يريد هو فقط. أو أن يقوم بما يريده خارج العلاقة من دون أن يكون لديكِ حق الاعتراض لأنه سيهدّدكِ أنّه سوف يترككِ لوحدكِ الأمر الذي يدمركِ في حال كنتِ متعلّق بالشريك تعلّقاً عاطفيّاً مرضيّاً.

العلاقة العاطفية الصحيّة يجب أن تكون مبنية على انسجام متبادل بين الطرفين، لا أحد يعتمد على الآخر لكي يكون سعيداً، ولكل واحد من الشريكين مساحته الخاص لبناء الذات، وإلاّ تحوّلت العلاقة إلى علاقة سامّة تدمّر حياة أحد الشريكين نفسيّاً وحتى فكريّاً وجسديّاً. في حال لاحظتِ وجود مؤشرات تدلّ على أنّكِ متعلّقة بالشريك تتعلّقاً مرضيّاً، فعليكِ فوراً التخلص من ذلك من خلال الخطوات التي سنذكرها لكِ في السطور التالية لكي لا تتحوّل العلاقة إلى نوع من الروابط العاطفية المدمرة لكِ.

ماذا يجب أن تفعلي للتخلّص من علامات التعلق العاطفي المرضي؟

  • درّبي نفسكِ على الاستمتاع بوقتكِ من دون الاحتياج للطرف الآخر.
  • ابني علاقات أخرى مع الأصدقاء، واخرجي معهم وتمتعي بمساحتك الخاصة بعيداً عن الشريك.
  • إذا شعرت بعلامات التعلق المرضي كوني قوية، واتخذي قرار بالابتعاد عن ذلك الشخص، والتخلص من هذه المشاعر المرضيّة، ففي بعض الأحيان قد تكون المشكلة من الشريك الآخر الذي يتلاعب بمشاعركِ لكي تتعلّقي به بشكل مرضي.
  • لا تخافي من التكلّم عن هذا الموضوع مع أمّكِ، أو صديقة تثقين بها.
  • تكلّمي عن هذا الموضوع مع الشريك، وخاصة إن كان شخص مثقّف ومتفهم ويحبّك جدّاً، لأنه سيساعدكِ كثيراً في الخروج من هذا الوضع.
  • في حال حاولتِ كثيراً التخلّص من هذا التعلّق العاطفي المرضي ولم تنجحي، فلا بدّ لكِ من زيارة طبيب نفسيّ يساعدكِ على الخروج من هذه الحالة، والتمتّع بعلاقة عاطفية صحية.