كل ما عليكِ معرفته عن الوسواس القهري وتأثيره على العلاقة العاطفية

الوسواس القهري OCD هو اضطراب قد يُصاب به العديد من الأشخاص، وهو قد يظهر بعدّة أنواع، أبرزها الخوف المفرط من التعرض إلى التلوّث. في حال كنتِ تعانين من الوسواس القهري، فقد تقومين بالكثير من الأعمال للحفاظ على النظافة، مثلاً غسل يديكِ بشكل مستمرّ، غسل الثياب مرات عدة قبل استعمالها، تنظيف المنزل كل يوم وبشكل مفرط. هذا الوسواس قد لا يقتصر عليكِ فحسب، بل قد تقحمين أحياناً باقي أفراد الأسرة وخاصةً الشريك. عندها تصبحين أيضاً مهموسة بحماية الشريك من الجراثيم، فتقومين بغسل ثيابه مثلاً بطريقة مفرطة، أو تكررين له بشكل دائماً أن عليه غسل يديه، وغيرها من الأمور. لكن، انتبهي! هذه العادات قد تضر بعلاقتكِ العاطفية. كيف؟ سنخبركِ في هذا المقال كيف يمكن للنظافة المفرطة أن تضر بعلاقتكِ العاطفية.

يبدأ اضطراب الوسواس القهري عادةً في سن المراهقة أو في سنوات الشباب، لكنه قد يبدأ كذلك في مرحلة الطفولة. إذا كان لديكِ اضطراب الوسواس القهري فأنتِ ستقومين بأفعال قهرية، أي مجموعة أفعال جسدية أو طقوس تقومين بها بشكل متكرر لمحاولة التخلص من القلق الناتج عن الوسواس. قد تدركين، أو ربما لا تدركين، أن هذه الأفعال مفرطة وغير معقولة، ولكنها تأخذ منكِ قدراً كبيراً من الوقت، وتتداخل مع روتينك اليومي في المنزل فتؤثر على علاقتكِ مع الشريك، أو تؤثر على أدائك الاجتماعي مع الأصدقاء، وقد تؤثر أيضاً على تصرفاتك في العمل. قد تكونين من النساء التي تحبّ النظافة، وهذا أمر طبيعي فمن منا لا يحب أن يبقى نظيفاً وأن يظهر بأجمل صورة أمام المجتمع؟ لكن، في حال أصبحت النظافة مبالغ بها فسيتحول الأمر إلى أمر غير طبيعي.

تبدأ الأعراض عادة بشكل متدرّج، وتميل إلى التنوع في حدّتها مع التقدم في السن. قد تتغيّر كذلك أنواع الوسواس القهري مع مرور الوقت. كما تتراوح درجة شدة أعراض الوسواس القهري، الذي يُعد اضطراباً ملازماً مدى الحياة، من الخفيفة إلى المعتدلة، وربما تكون شديدة إلى درجة تستنفذ الوقت وتعيق الإنسان عن القيام بأنشطة أخرى مما يستلزم زيارة الطبيب. إن أعراض اضطراب الوسواس القهري OCD تتمثل بـ3 نقاط أساسية، تدفعكِ إلى القيام بأفعال قهرية، وهي:

1- الهواجس: هي مجموعة أفكار أو دوافع غير مرغوب فيها تتعبكِ في حال كنتِ تعانين من هذا الاضظراب، وتخلق لديكِ شعور سلبي دائم.

2- الدوافع: هي سلوكيات متكررة تقومين بها للتغلب على الشعور السلبي.

3- القلق: هو الانزعاج المفرط من كل الأشياء المحيطة بكِ، الخوف من أفكار تروادكِ، ومن الأشخاص المحطين بكِ.

هناك أنواع كثيرة من الوسواس القهري التي تشتق منها أنواع فرعية تكون عوارضها أقل. لكن، هناك 5 أنواع شائعة في العالم وهي:

1- وسواس التنظيم: هواجس حول أن تكون الأشياء في المكان المناسب تماماً أو متناظرة.

2- وسواس النظافة: قد يخشون جعل أنفسهم أو أي شخص آخر مريضاً من الإهمال.

3- الأفكار المتطفلة: أفكار مؤلمة وغالباً ما تكون بغيضة وسلبية.

4- وسواس الاكتناز: يكدس المصابون به الكثير من الأشياء عديمة الفائدة، مثل: الصحف القديمة، أو الأطعمة المتعفنة، أو الأكياس البلاستيكية وغيرها.

5- وسواس الشك والتفقد: تحقق مراراً وتكراراً إذا قاموا بعمل ما، مثل التأكد عدة مرات إذا كان الباب مغلقاً.

• الخوف من التلوث.
• الغسيل المستمر، كغسل اليدين لدرجة أن البشرة تصبح مشققة نتيجة الشدة، والفرك، أو غسل السيارة كل يوم.
• التنظيف المفرط، كتنظيف المنزل كل يوم أو حتى أكثر من مرة في اليوم الواحد.
• الخوف من لمس أشياء الآخرين.
• تجنب المصافحة بالأيدي.
• المبالغة في شراء مواد التعقيم.
• يجب أن تكون الأشياء منظمة، ومتناسقة.
• عدم لمس مسكة الأبواب من دون منديل.
• التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير مرتبة.
• الحفاظ على النظام.
• اتباع روتين صارم.
• تجنب الذهاب إلى الأماكن المكتظة مثل المولات، والحدائق العامة.

إذا كنت تعانين من الوسواس القهري OCD، فاعلمي أن من الممكن أن يكون له تأثير سلبي على حياتكِ الزوجية، أو على أي علاقة عاطفية مع الشريك. في الواقع، صنّفت منظمة الصحة العالمية اضطراب الوسواس القهري في المراكز الـ10 الأولى للأمراض التي تسبب إعاقة في القيام بالأمور الحياتية بشكل طبيعي، مثل الزواج، أو الحمل، أو العمل. الأمر الذي يؤدي إلى تدهور نوعية الحياة. من هنا، سنخبركِ كيف يؤثر اضطراب الوسواس القهري، والنظافة المفرطة على علافتكِ العاطفية.

• المخاوف من التلوث والجراثيم والنظافة شائعة جداً لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهري، مما يزيد القلق بشأن عادات النظافة لدى الشريك، فمثلاً قد تسألينه أكثر من 20 مرة في اليوم إن كان قد غسل يديه، أو نظف حذاءه قبل الدخول إلى المنزل، أو ستظلين تكررين له أن يرتب أغراضه، وأن يكون منظماً، هذه السولكيات من شأنها إرهاق الشريك الأمر الذي سيدفعه إلى تجنب الحديث معكِ من خلال الجلوس لوحده وقرأة كتاب أم مشاهدة التلفاز.
• يخلق الوسواس القهري مشاكل في التقارب الجسدي، إذ إن العديد من المصابين به يتجنبون العلاقات الحميمة، وذلك للتخفيف من الشعور بالقلق. هذا الأمر سيؤدي إلى خلق نوع من التوتر معه لأنه سيظن أنكِ تتهربين منه، أو تعتبرين أنه لا يهتم بنظافته مثلكِ.
• قد يلاحظ الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب بانخفاض الرغبة الجنسية، عدم الرضا عن الشريك، مستويات عالية من الاشمئزاز من العلاقة مع الشريك، مما يخلق استياء لدى الطرف الآخر.
• يعاني مرضى الوسواس القهري من إحساس متزايد بالخوف وانعدام الأمن، والذي يمكن أن يتجلى في الحاجة إلى طمأنة مستمرة من الشريك حول مشاعره. فمثلاً تكونين دائماً بحاجة إلى أن تسمعي منه، "نعم، أنا أحبك" أو "نعم، تبدين جميلة". إن الحاجة إلى التحقق من صحة المشاعر باستمرار من المحتمل أن تكون مرهقة بالنسبة للشريك.

على الرغم من شعوركِ بالإحباط والضيق أحياناً بسبب اضطراب الوسواس القهري، إلّا أنّ بإمكانكِ أن تعيشي حياة صحية وسعيدة مع الشريك. هذا الأمر يصبح أسهل عندما يكون الزوج أكثر إطّلاعاً على هذا الاضطراب، من هنا، عليكِ اتباع هذه النصائح لجعل الشريط أكثر تفهماً للوضع:

• اعترفي له أنكِ تعانين من اضطراب الوسواس القهري، ولا تخفي ذلكِ.
• تكلمي معه دائماً عن كل ما يزعجكِ ويجعلكِ تخافين.
• أخبريه أنك تحبين أن يكون كل شي نظيف. لكن لا تجبريه على الافراط في التنظيف.
• اطلبي منه المساعدة في السيطرة على السلوكيات المفرطة.
• قوما سوياً بنشاطات تخفف من حدة التوتر مثل التمارين أو هواية مفضلة.