لا يمكن إنكار مدى أهميّة الحضارة العربيّة وتأثيرها في العالم! فقد شكّلت عبر العصور جزءً من العديد من الدول، وبالتحديد الأوروبيّة في ظلّ الغزو العربي. لا تزال حتى الساعة تتمتّع كل من إسبانيا، إيطاليا والبرتغال بلمسة عربيّة في عدد من مناطقها، شكّلت جزءً منها. اكتشفي معنا أبرز هذه المعالم الأثريّة واحجزي تذكرة في أقرب وقتٍ ممكن لزيارتها.
معالم أثرية أوروبية طبعت فيها الحضارة العربية
1- معالم أثرية في اسبانيا طُبعت فيها الحضارة العربية
ما لا يعرفه كثر عن إسبانيا التي عرفت ببلاد الأندلس، أنّها موطن لأروع وأكبر عدد من آثار التراث التاريخيّ الإسلاميّ، من القصور المهيبة، المساجد الضخمة وصولاً إلى المعالم التاريخيّة.
- مدينة Cordoba في اسبانيا
لا توجد في الكثير من المدن الإسبانية الشعبيّة مبانٍ مستوحاة من العمارة الإسلاميّة، بقدر تلك التي يمكن رؤيتها بوضوح في قرطبة، وبالتحديد مسجد قرطبة الذي تمّ بناؤه في العام 784 على يد عبد الرحمن الأوّل، والمستوحى تصميمه من مساجد دمشق والأقصى في القدس. كان المسجد الذي تمّ توسيعه لاحقاً، مركز الحياة الإسلاميّة في قرطبة لأكثر من ثلاثة قرون. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المدينة كانت موطناً لأحد العلماء المسلمين الأشهر في العالم ، ابن رشد، المعروف أيضاً بـAverroes. كان Palacio del Bailio الفندق الوحيد من فئة الخمس نجوم في المدينة خلال القرن السادس عشر، أمّا اليوم، فهو نصب تذكاريّ.
- مدينة Seville في اسبانيا
عرفت مدينة إشبيلية الأندلسيّة بمصارعة الثيران، رقص الفلامنكو وطبق التاباس، بالإضافة إلى أكثر من 500 عام من التاريخ الإسلاميّ. يمكن العثور على العديد من المواقع التراثيّة ذات الطابع الإسلاميّ في جميع أنحائها. تمّ تشييد برج Giralda بين عامي 1184 و1198، وكان برج الجرس المزين مئذنة لمسجد المدينة. أمّا اليوم، هو الرمز الرسميّ للمدينة، ولا يزال منارة تاريخيّة للجمال والعظمة. هل تعلمين أنّ قصر Alcazar ظهر كموقع تصوير سلسلة Game of Thrones؟ عرف هذا الأخير بهندسته الإسلامية. Torre Del Oro، أي برج الذهب، يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، يطلّ على نهر Guadalquivir، أي الوادي الكبير. يُعتقد أنّ هذا البرج كان يضمّ سابقاً قبّةً مغطّاة بالبلاط الذهبيّ، أمّا اليوم، هو موطن لمتحفٍ بحريّ.
- مدينة Granada في اسبانيا
تعتبر Granada واحدة من المدن الرئيسيّة ذات التأثير المغربيّ بفضل اقترابها من شمال إفريقيا. يمكن العثور على مطاعم حلال في كلّ أجزائها، وبالتحديد في شوارع Gran Via. تمّ بناء قصر الحمراء، أي Alhambra الذي يعني القلعة الحمراء، كحصن صغير في العام 889، أعيد بناؤه كقصر كبير في منتصف القرن الثالث عشر على يد محمد بن الأحمر. مع غزو Granada في العام 1492، تمّ تحويله إلى ديوان ملكيّ. تعتبر الهندسة المعماريّة والديكورات الداخليّة أحد أفضل الأمثلة على التصميم الإسلاميّ في أوروبا، منها الجدران المغطّاة بالنصوص، المنحوتات والفسيفساء.
2- معالم أثرية في البرتغال طُبعت فيها الحضارة العربية
عاش جزء كبير من البرتغال تحت الحكم الإسلاميّ لأكثر من 500 عام مع بداية القرن الثامن، وكانت البرتغال تعتبر جزءاً من الأندلس، المعروفة في الغرب باسم إسبانيا المغربيّة. حملت عدّة مدن إرث الهندسة الإسلاميّة في العديد من مواقعها ومعالمها.
- مدينة Alfama في البرتغال
تلقّب بقلب البرتغال التاريخيّ، فهي الجزء العربيّ من العاصمة لشبونة. تقع قلعة Alfama العربيّة على قمّة تلّةٍ تمثّل الإرث العربيّ، المتمثّل بالعلم، الابتكار والثقافة التي شكّلت بدورها عصر النهضة الأوروبيّة. على الرغم من أنّ الفينيقيّين أسّسوها، ثمّ زيّنها الرومان والقوط الغربيّون، إلّا أنّ العرب أطلقوا عليها اسمها الذي يأتي من الينبوع الحارّ. أمّا فيما يخصّ شوارعها الضيّقة، فهي مرصوفة بالحصى على الطريقة العربيّة.
- مدينة Algarve في البرتغال
لا تزال أجزاء من أسوار مدينة Loulé شاهدة على تاريخ القرن الثاني عشر. تتميّز منازلها بشرفات جذّابة وملوّنة وتقع في إحدى أجمل أجزاء Algarve. كذلك، لا تزال العجلة المائيّة في منطقة Algarve موجودة منذ أن أطلقها العرب والتي ساعدت بدورها في إحداث ثورة زراعيّة في البرتغال. يمكنكِ زيارة القصبات الأندلسيّة، أي Alcazaba، وهو القصر العربيّ الوحيد الذي لا يزال صامداً هناك.
- مدينة Tavira في البرتغال
أثناء تحويل فندق Convento da Graça الذي يعود إلى القرن السادس عشر إلى فندقٍ جديد في قرية Tavira، تمّ إيجاد آثار قديمة، أجبرتهم على التوقّف عن العمل وتحويل المنتجع الصحّي والمسبح في الطابق السفليّ إلى متحفٍ صغير كان في السابق حيّاً عربيّاً.
يذكر أن إحدى تقاليد الزخرفة العربيّة التي أصبحت جزءاً من الهويّة البرتغاليّة الحديثة، الزينة المفعمة بالحيويّة والتي تسمّى Azulejos، أي الحجر المصقول. لا تزال موجودة حتى الساعة على جدران المنازل، القصور الريفيّة، محطّات القطارات وغيرها من المباني. تأتي على شكل بلاط ملّون، مزخرف ضمن أشكالٍ هندسيّة. يمكن إيجاد هذه الأشكال الهندسيّة على جدران وأرضيّات القصر الوطنيّ، قلعة Pena في Sintra، كنيسة Nossa Senhora do Populo في Caldas daRainha، كنيسة Misericordiain Vita do Conde والعديد من الأماكن الأخرى.
3- معالم أثرية في إيطاليا طُبعت فيها الحضارة العربية
- مدينة Sicily في إيطاليا
من سنة 827 إلى سنة 1061، كانت صقلّية تحت الحكم العربيّ. اعتبرت هذه الفترة بمثابة ازدهار لها ولإصلاحاتها الثقافية، الاجتماعيّة والاقتصاديّة وليبقى هذا التأثير محسوساً حتى اليوم. خضعت معظم البلدات والمدن الرئيسيّة في صقلّية لتغييرات كبيرة خلال الحكم العربيّ، حيث تمّ إنشاء منطقتيّ Kalsa وCassaro. نشأت الأسواق أيضاً، ولا يزال العديد منها في Palermo، مثل Capo وBallarò.
لم يبقَ الكثير من المباني من العصر العربيّ، باستثناء الحمّامات في Cefalà Diana، جنوب Palermo. تمّ تحويل الجزء الخارجيّ من كاتدرائيّة Palermo لفترة من الوقت إلى مسجدٍ، يحمل بعض النقوش العربيّة والفنون الإسلامية. استمرّ النورمانديون في اعتماد مهندسين معماريّين، فنّانين وحرفيّين عرب في مشاريعهم البنائية. يقع كلّ من Castello di Zisa وLa Cuba في Palermo ويتمتّعان بالطراز الفاطميّ، إلى جانب الحدائق العربيّة المحيطة بهما.