close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

السعادة... لن تجديها!

سعادة نمط حياة صحي

"ما سرّ جمالكِ"، سؤال طرحته على مدلّكة تايلاندية خلال جلسة تدليك في إحدى أسواق بانكوك الشعبية، طمعاً بأجوبة أستطيع من خلالها كتابة مقال عن أسرار جمال النساء في تايلاند. أمّا الإجابة فكانت "السعادة"! محاولتي بالتذاكي باءت بالفشل... على الأقل، هذا ما اعتقدته لفترة من الزمن، إلا أن هذه الإجابة ظلّت عالقة في ذهني لسبب من الأسباب. لم أعتقد يوماً أنني، بعد سنتين، سأنطلق منها في رحلتي للبحث عن السعادة!

"السعادة"! هدف كلّ إنسان، لكن هل هو حقيقي أم وهمي؟ للإجابة، كان لا بدّ لي من خوض بحث عميق، فأنا لا أملك الإجابة، ولا أعتبر نفسي "سعيدة"! أنا من الملايين الذين وضعوا السعادة، هدفاً أمامهم في العام 2019.

بحثي الطويل أوحى لي بالآتي: السعادة لن نجدها، إنّما... تابعيني لتعرفي ماذا أقصد، لكن أولاً لنتحدث عن جمالكِ!

أن تكوني جميلة... ليس هذا ما سيُسعدكِ! لكن أن تكوني سعيدة، فذلك سيزيدكِ جمالاً!

Stress كلمة العصر... الإجهاد هو أكبر العوائق أمام الشعور بالسعادة. أثبتت الدراسات العلمية أن للتوتر تأثيراً سلبياً واضحاً على صحة الجسد الداخلية والخارجية. هو يؤدي إلى تفاعلات كيميائية تظهر واضحة على البشرة والوجه.
يحثّ الضغط النفسي الجسم على تعزيز هرمون الكورتيزول الذي يرسل أمراً إلى الغدد لإفراز الزيوت في البشرة، وبالتالي ظهور البثور عليها. لاحظي عندما تمرّين بأيامٍ عصيبة كيف تصبح بشرتكِ، على الأقل هذا ما لاحظته في نفسي وبتُ أؤمن به. لقد عايشت هذا الواقع لسنوات طويلة، لجأت خلالها إلى كل أنواع الحلول الطبية لمداواة بشرة وجهي الحساسة والمعرّضة إلى الاحمرار، الحكّة الدائمة والبثور، لكنني أدركت مؤخراً، وبعد أن أعلنت معركتي على التوتر وبدأت أفوزه بجولات، أن بشرتي أصبحت أفضل حالاً. علمت أن مرض الوردية الذي أصابني سببه الرئيسي الضغط النفسي، وأن كل الأدوية والكريمات لن تقوم بعملها ما لم أعالج جسدي من الداخل. للإجهاد نتائج جمالية مباشرة أخرى مثل تساقط الشعر بكثرة، فقدان البريق من عينيكِ بسبب حزنكِ، التجاعيد التي تظهر بسبب ملامح الوجه الغاضب أو العابس... جميعها عوامل ستقلل من جاذبيتكِ في نظركِ (وأشدّد على عبارة "في نظركِ").

سأكتفي بهذا الحد، لأبرهن لكِ أن الجمال فعلاً ينبع من الداخل، فإذا أردت المتابعة، سأحتاج إلى كل صفحات هذا العدد... OH! لقد نسيت برهاناً آخر وأخير: نشأة مفهوم Psychodermatology الذي يرتكز على علاج مشاكل البشرة بواسطة تقنيات نفسية.

سعادة نمط حياة صحي

10 دقائق يوميّة... 10% أسعد

لا أدعوكِ إلى توضيب حقيبتكِ والسفر إلى الهند (إلاّ إن أردتِ ذلك!)، ولن أقترح عليكِ التحوّل إلى "يوغي"... كل ما في الأمر هو أنّكِ ستتعرّفين على نشاط يتطلب 10 دقائق من وقتكِ في المنزل، وسيكون مفتاحكِ الأول نحو الطمأنينة وراحة البال: Mindfulness، الكلمة التي تتصدّر كل الكتب وصفحات انستقرام التي تعنى بالسعادة. إنها تقنية التركيز على الحاضر والتمتع بالوعي التام لاستيعاب كل المشاعر التي تنتابكِ وكل الأفعال التي تقومين بها. يندرج هذا النشاط تحت راية التأمل، وهدفه تحرير الجسم من التوتر، الاكتئاب، القلق...، كما أن هذه الممارسة قادرة على تخفيف الآلام الجسدية التي تسببها الضغوط العصبية.
10 دقائق يومياً... بانتظام! وحدكِ، في الوضعية التي تريحكِ. استرخي، ركزي على عملية الشهيق والزفير، تحرري من الأفكار التي تدور في رأسكِ، وركزي على فكرة واحدة أو أمر إيجابي واحد، أو حتى على عملية التنفس وحدها.
أكثر من 20 دراسة مطوّلة عن عقل الإنسان أثبتت أن ممارسة هذا النوع من التأمل تعيد تشكيل هيكلية العقل! كثيرة هي المنصات الالكترونية التي ستساعدكِ وتوجهكِ حول كيفية القيام بالتأمل، كل ما عليكِ فعله هو زيارة موقع يوتيوب أو تنزيل أحد هذه التطبيقات على هاتفكِ: 10% وHappier Smiling Mind وAura وStop Breathe and Think وCalm وHeadspace...

سعادة نمط حياة صحي

إذا أردتِ السعادة... قدّميها!

وزّعت دراسة الناس على مجموعتين ومنحت كل فرد منهم مبلغ 1000 دولار. طلب من أفراد المجموعة الأولى شراء أغراض تنقصهم أو يرغبون بها، ومن أفراد المجموعة الثانية تقديم المساعدة لأحد بواسطة هذا المبلغ. بعد العودة من الاختبار، أكّدت النتيجة أن المجموعة التي قدمت المساعدة كانت الأكثر سعادة من تلك التي ابتاعت ما أرادته. لا شك أن تقديم السعادة يجلب السعادة، وأن التعاطف الاجتماعي هو من أهم الحوافز للشعور بالفرح. كلما كان الإنسان عرضة لهذا التدفق من المشاعر الإيجابية في النشاطات الإنسانية، زاد شعوره بالسعادة وترسخ.

سعادة نمط حياة صحي

نمط حياة بسيط... متجرّد!

"من قال إن المال لا يجلب السعادة، لم يتعرف على التسوق!"، مقولة رددتها دائماً وأحببتها، وأعتقد أن معظم النساء يشاركنني هذا الشعور. نحن ضحايا عالم الإعلان والاستهلاك! إن غرقنا تحت آلاف السلع التي لا نحتاج إليها، دعا إلى انتشار تيار الـMinimalism، أي "التجرد" من كل ما لا نحتاج إليه لنعيش! نعم ما زلت أحب التسوق وأجده متنفساً للضغط اليومي، لكن تأثير هذا الملاذ علينا هو ما أدعوكِ إلى التنبه له. هل فكرتِ يوماً ماذا يحصل بعد أن تشتري وتحصلي على ما أردتِ؟ نعم في لحظتها، ستشعرين بالرضا ولكن ماذا بعد، هل أنتِ سعيدة الآن؟ كلا! وهذا تماماً ما يحصل لنصف سكان الكرة الأرضية على الأقل. الأثرياء ما يزالون يبحثون عن السعادة، مثل الفقراء.

لمَ لا تجربين فكرة مجموعة The Minimalists التي أطلقها شابان أميركيان يساعدان من خلالها العالم على خوض تجربة هذا النمط الحياتي، بفضل كتب، أفلام وثائقية، مقابلات وموقع إلكتروني... وأيضاً من خلال تحدي الـ30 يوم: أولاً جدي الشخص المستعد لخوض هذه التجربة معكِ. تحديا بعضكما لمدة شهر، لمعرفة من باستطاعته التخلّص كل يوم من غرض في منزله ليس بحاجة إليه، بحسب عدد الأيام. في اليوم الأول تتخلصان من شيء واحد حتى لو صغير، في اليوم الثاني ترميان غرضين، وفي اليوم الثالث تتخلصان من 3 أغراض، وهكذا دواليك. الرابح هو الذي يستمر لفترة أطول في هذا التحدي، لكن ضمنياً، كلاكما ستربحان بعد أن تدركا أنكما استطعتما التخلّص من أمور ظننتما أن حياتكما متعلقة بها! تحديات كثيرة أطلقها المؤمنون بهذه الفكرة، تجدينها على الإنترنت، منها Project 333 وكل الضجيج الحاصل حول محبوبتنا الجديدة Marie Kondo.

سعادة نمط حياة صحي مينيماليسم

اكتبي على غوغل هذه الجملة...

افتحي موقع غوغل واكتبي باللغة الإنكليزية Instagram Makes Me أو Facebook Makes Me وتحضري للمفاجأة! أول 5 احتمالات يقدّمها لكِ غوغل تكمل الجملة مع واحدة من هذه الكلمات: حسودة، حزينة، مكتئبة، غاضبة، غير سعيدة. وهذه الاقتراحات هي الأكثر بحثاً على الموقع. أعتقد أن هذا يكفي لتدركي ما أريد إيصاله. لا، لا تغلقي حساب إنستقرام أو أي حساب آخر، بل تصفحي مواقع التواصل بوعي. اعلمي أن هذا العالم الافتراضي يقدّم لكِ صوراً مزيّفة عن السعادة ويجعلكِ ترين جزءً صغيراً من الحقيقة. تأكدي ألّا جسماً مثاليّاً بدون عيوب، لا وجهاً خالياً من الشوائب، لا حياة عائلية مثالية، لا طبقاً آتياً من دنيا العجائب!

غوغل مواقع التواصل الاجتماعي سعادة نمط حياة صحي

لحظات السعادة مجانية... 6 خطوات احرصي على القيام بها:

- تنمية القدرة على التعافي من المحن: الظروف السيئة كالمرض والموت من أقصى العوامل، إلّا أن تمرين النفس على تخطيها هو من أهم أسس الرضا.

- السعادة مهارة: درّبي نفسكِ وعقلكِ لاكتسابها رويداً رويداً. تمرني على أن تكوني مبتهجة واكتشفي فعلاً طريقكِ إلى راحة البال. المعادلة تختلف من شخص لآخر، فما يسعد غيركِ لن يسعدكِ بالضرورة.

- خوض تجارب جديدة: مهما كانت تلك التجارب، اجتماعية، فكرية، حياتية، ثقافية، فنية... خطّطي للبدء بها، استمتعي باللحظة وتعلمي منها.

- الامتنان: قدّري لحظة تعيشينها، كل نعمة تمتلكينها. انظري إلى ما حصلتِ عليه حتى اليوم وليس إلى ما يملكه غيركِ. "أريد المزيد"، هذه الجملة عدوّة السعادة، ولا أتكلم هنا طبعاً عن الطموح، بل عن الطمع بالأمور المادية.

- إحاطة نفسكِ بالمقربين والداعمين: أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتلقون الدعم المعنوي من العائلة والأصدقاء، هم أسعد بكثير من الأشخاص الذين يختارون الابتعاد عن الناس. كوني اجتماعية أكثر وكريمة في مشاركة المشاعر الإيجابية مع الآخرين، ولا تحكمي على غيركِ.

- تقدير الذات: لا تفكري يوماً أنكِ لا تستحقين ما أنتِ عليه، وآمني بأنكِ الأفضل ويحق لكِ الكثير. سامحي نفسكِ وتصالحي معها، لا تحكمي عليها ولا تنتقديها، إلّا إذا كان النقد فعلاً بنّاء.

عهود الرومي سعادة نمط حياة صحيعهود الرومي أول وزيرة للسعادة في الإمارات العربية المتحددةسعادة نمط حياة صحي

جميعنا ولدنا سعداء

لا تبحثي عن السعادة حولكِ، فهي في داخلكِ. السعادة لن تجديها... إذا بحثتِ عنها. فكلما ركزتِ على اللحاق بها، بحثتِ في الأماكن الخاطئة ونسيتِ أن تكوني سعيدة. السعادة هي الآن، في هذه اللحظة. هي مسار تسلكينه طيلة حياتكِ، هي ليست هدفاً بل واقعاً، إن أدركتِه، ملكتِه.

السعادة لن تجديها... إن ظننتِ أنها حالة مطلقة. السعادة لحظات مكتسبة، تكون ثمرة راحة بال، الامتنان والتعاطف. السعادة لن تجديها... إلاّ في داخلكِ!

سعادة نمط حياة صحي أسباب السعادة

قومي بهذه الأمور مرة في الأسبوع... على الأقل:

- دوّني 5 أمور أنتِ ممتنة لها.
- قومي بعمل لطيف تجاه أحد.
- شاهدي على يوتيوب حلقة من Talks TED التي تهدف إلى نشر الأفكار الإيجابية.
- مارسي أي نشاط تحبين القيام به: تسلق الجبال، الملاكمة، التلوين، الطبخ، الزراعة، القراءة...
- ضعي قلماً في فمكِ بالعرض مدة 5 دقائق، لاكتساب عادة الابتسام.
- خصصي وقتاً لكِ وحدكِ، لتدليل نفسكِ: جلسة شاي، يوغا، الاستحمام بالزيوت الأساسية، الاهتمام بالبشرة والحصول على تدليك.
- اغلقي موبايلكِ لمدة ساعة يومياً.
- شاهدي فيلماً كوميدياً أو مسرحية كوميدية أو ستاند أب كوميدي، مباشرةً أو عبر التلفزيون.


إقرئي أيضاً: دليلكِ الكامل لحياة صحية وخيارات واعية... مصطلحات تحمل معاني مدهشة كنت تجهلينها!
كوني أكثر سعادة الآن من خلال هذه الخطوات البسيطة