دليلكِ الكامل لحياة صحية وخيارات واعية... مصطلحات تحمل معاني مدهشة كنت تجهلينها!

استغرق منّي بعض الوقت للتعرّف على الفرق الحقيقي بين مصطلحات هذا الدليل، التي تحمل معاني مدهشة كنت أجهلها! كلمات لا بدّ أنكِ لمحتِها على موقع إنستقرام، ولكن لم تحفظي تعريفها وكيفية تطبيقها. دليلكِ هذا لحياة صحية وخيارات واعية ومستقبل أفضل للأرض، يسلّط الضوء على قرارات يمكنكِ اتخاذها في حياتكِ اليومية لتكوني واحدة ممّن يفعلن شيئاً! معلومات بسيطة ومباشرة، حول البدائل المستدامة القادرة أن تحقّق فارقاً حقيقياً. خطوات بسيطة لكن نتائجها عظيمة! اخطي هذه الخطوة إلى الأمام وليتبعكِ الآخرون!

ترجمة هاتين الكلمتين إلى اللّغة العربية واحدة: شخص نباتي! أمّا الفرق في الحقيقة، فهو شاسع! الشخص الذي يتّبع نظام الأكل النباتي أو Vegetarian Dietهو مَن يهتم فقط باستبعاد اللحوم وكل مشتقّات الحيوانات عن أطباقه. أمّا الذين يصفون أنفسهم بـVegan، فهم يتّبعون نمط حياة بأكمله يحترم الأرض، البيئة وحقوق الإنسان والحيوان... هم يطبّقون هذه الفلسلفة على كل خياراتهم، من الطعام، إلى الملابس، الأغراض الضرورية وأثاث المنزل، يعتمدونها حتى في طريقة حكمهم على الأشخاص، الأنظمة، المواقف، وحتى السياسة. ليس من السهل اتّباع حياة Vegan في خضمّ كل الضغط الذي نعيشه وسرعة الحياة ومغرياتها، لذا نرى الكثير من الذين يرغبون في تبنّي هذا النظام، لكنهم لا يملكون الوقت أو المال لذلك، أو لا يعيشون في المكان المناسب ببساطة! يقول البعض "أن تكون Vegan، فهذا شيء من الترف"، وهي مقولة حقيقية نوعاً ما في عصرنا هذا، مع أنها تتعارض مع فلسفة البساطة التي يقوم عليها نظام Vegan.

عندما يتعلّق الأمر بنظام غذائي قائم على النبات، أي Plant-Based، أوّل ما يراود فكرنا هو نظام Vegetarian أو حتى Vegan، وإنما فعلياً، كل من هذه الأنظمة تختلف عن بعضها البعض. تماماً كأي نظام غذائي نباتي، يتجنّب المستهلك الذي يصنّف نفسه Plant-Based جميع المنتجات الحيوانية، لكن اختلافه مع النظامين السابقين، يكمن في استثنائه لفئة الأطعمة المصنعة، بما في ذلك الزيت، الطحين، السكّر، رقائق البطاطس... هذه الفئة تضمّ فقط الأطعمة الطبيعية غير الخاضعة للمعالجة، الآتية من الأرض إلى المستهلك، كالخضار والفواكه، الحبوب الكاملة، المكسّرات النيئة، البذور وغيرها.
يتفرّع من هذه الفئة أيضاً نظام "الغذاء الخام"، أي Raw Food Diet والذي يقوم على تناول المكوّنات النيئة من دون اللجوء إلى أي إجراء، كالتكرير، المعالجة أو التسخين فوق 48 درجة مئويّة، فهذه عوامل تجعل هذه الأطعمة مصنّعة. في الواقع، قد تكون هذه الفئة من بين الأصعب تطبيقياً، لأنها تتطلب جهداً كبيراً وإرادة صلبة، من دون أن ننسى الوقت المطلوب للالتزام بهذا النظام.

إليكِ بعض بدائل البروتين ضمن نظام Plant-Based الغذائي:
- العصائر الخضراء خلال وجبة الإفطار، أو كوجبةٍ خفيفة بعد التمرين.
- استخدام البذور النيئة Raw Seeds داخل السندويش، وعلى الأطباق والسلطة، مثل بذور الكتان، الشيا، حبة البركة، دوار الشمس...
- استخدام أقراص الطحالب البحرية، مثل Chlorella أو Spirulina في أي شراب أو طبق، لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن.

النظام الغذائي المتوسطي أو الآتي من بلدان البحر الأبيض المتوسّط، يعتبر من الأنظمة الأكثر صحّةً وتوازناً في العالم، بفضل غناه بالفاكهة، الخضراوات، الحبوب الكاملة، البقوليّات وزيت الزيتون، دون أن ننسى تنوّعه المعتدل باللّحوم، كالأسماك، الدواجن واللّحوم الحمراء. تتميّز أطباق مطبخ البحر الأبيض المتوسّط، بألوانها المتنوّعة ومذاقها الغنيّ، دون أن ننسى الخيارات الواسعة التي يقدّمها وسهولة تطبيقه. تشير الأبحاث إلى أنّ فوائد اتّباع هذا النمط الغذائيّ تساعد على فقدان الوزن، تحسين السيطرة على مستويات السكّر في الدم وتخفيض مخاطر الاكتئاب، ونعم، إطالة العمر! كما يساعد هذا المطبخ على تخفيض مستويات الالتهاب، النوبات القلبيّة، السكتة الدماغيّة ومرض ألزهايمر. الخبر الرائع: المطبخ الايطاليّ يندرج ضمن هذا النظام! أحضروا الباستا!

ترغبين بشدة اتّباع النظام النباتي أو نظام Vegan، لكنكِ تنتهين بالاستسلام أحياناً لطبق رائع من برغر اللحم؟ ربما حان الوقت للانضمام إلى فئة Flexitarian الجديدة، أي Flexible وVegetarian في آن واحد! المرونة هي سرّ هذا النظام، إذ يقوم على النظام النباتي بشكل عام، مع استهلاك المنتجات الحيوانية نادراً، فالأرقام الأخيرة تشير إلى أن الأرض تحتاج لاستهلاك هذه المنتجات، ولكن ليس بالأرقام المهولة التي يشهدها هذا العصر. قد تكون هذه الطريقة المثلى للدخول إلى عالم الأنظمة الصحية من دون الخضوع لقوانين صارمة.
هناك 3 مستويات في نظام Flexitarian: مبتدىء، متقدّم وخبير، جميعها تعتمد على كمّية المنتجات الحيوانية التي يجب استهلاكها تبعاً للمواسم وأرقام الدراسات. هذا النظام سيمكّنكِ من الابتعاد عن أمراض القلب، السرطان والسكّري. أهلاً بالحمية المرنة التي تخدم البيئة الاي تخدم البيئة، عصفوران بحجر!

القلق يلاحقكِ في كل مكان وفي أي وقت... قبل أن تصلي إلى مرحلة القلق من القلق، تأتي الأبحاث لتخبركِ أنه بات بإمكانكِ تحقيق راحة البال من خلال ممارسة ذهنية بسيطة: Mindfulness. يتلخّص هذا التعريف بقدرتكِ على أن تكوني حاضرة بشكل كامل وعلى يقين حول كل ما يدور من حولكِ أو بما يحيط بكِ والأهم، بأن تكوني مدركة لأحاسيسكِ! لا داعي للقلق، لن تحتاجي لإنفاق المال للتمكّن من الوصول إلى هذه الحالة العقلية أو للكثير من الوقت، لأنكِ تملكين في جسمكِ وعقلكِ كل ما تحتاجينه لإتقان خيار Mindfulness. هي مجرّد بضع خطوات قائمة على التأمّل لتحقيق الوعي الكافي لاتّخاذ أي قرار متعلّق بحياتكِ، سعادتكِ، عملكِ... جميعها ترتكز على حالتكِ وأحاسيسكِ في الوقت الحاضر. من هذه الأخيرة، تمّ أيضاً استلهام تقنيّة غذائية جديدة قائمة على الاستمتاع بالوقت الحاضر أثناء تناول الطعام والتلذّذ بكلّ لقمة لمدة محدودة من الوقت، ستلعب جميع هذه العوامل دوراً كبيراً في خسارة الوزن وتمكنكِ من السيطرة على عاداتكِ الغذائية! كما سمعتِ، هذه التقنية ستساعد على علاج عدّة حالات مرضية لها علاقة بتناول الطعام كالاضطرابات والاكتئاب. من خلال تناول الطعام ببطء، الاستماع إلى إشارات الجوع والشبع البدني، التمييز بين الجوع الفعلي والزائف، تشغيل مختلف حواسّكِ... أنتِ تمارسين الـMindfulness.

- كيف تتناولين الطعام بوعيٍ كافٍ؟

• تناولي الطعام ببطء.
• امضغي بشكلٍ جيّد.
• ابتعدي عن جميع التقنيّات التي تشتّت انتباهكِ أثناء تناول الطعام كالتلفزيون والهاتف.
• تناولي طعامكِ بصمتٍ.
• توقّفي عند الشعور بالشبع.
• فكّري بفوائد المكوّنات التي تتناولينها.
• لا تنسي ممارسة اليوغا

أي قاعدة 3 P’s، هي مفهوم يجمع بين المجتمع، الإيكولوجيا والاقتصاد. لا بد من اتباعها لتحقيق الاستدامة والعدالة في عالم الصناعة والأعمال. المنتج الموجود بين يديكِ يقوم على هذه القاعدة وعلى الترابط القائم بين العناصر الثلاثة: من خلال التعامل مع جميع الأفراد(People) بعدالة وإنصاف، لن تتعرّض أية مجموعة للأذى أو الاستغلال أو عدم التكافؤ، لأن هذه الخطّة ستحفظ سلامتهم وتركّز على صحة مكان العمل. من جهتها، لن تتأثر البيئة (Planet)، بما فيها من الموارد الطبيعية أو حتى المخلوقات بشكل سلبي بسبب ممارسة الأعمال التصنيعية مع حدٍّ أدنى من المخاطر، وبالتالي، سيتوجّه عالم الأعمال نحو الاستدامة بسبب الأرباح المعقولة، أي Profit التي ستحققها خطّة 3 P’s. لن تتطلب هذه الأخيرة سوى الوعي الكافي لنشرها بين جميع أفراد العمل!

أي تخفيف الاستهلاك، إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، لكن حتى اليوم، ما زلنا نعيش في مجتمعٍ لا يأبه إلى تطبيق هذه الخطة إلّا بعد تفاقم المشاكل. من خلال الاختصار في استخدام الموارد، نحدّ من عملية التصنيع التي تتطّلب الكثير من الموارد الأولية. من جهة أخرى، يمكننا إعادة استخدام الكثير من المنتجات بدلاً من التخلّص منها. أمّا إعادة التدوير، فتحوّل النفايات إلى منتجات جديدة، وهناك ما يعرف بالـUpcycling، أي إعادة الاستخدام المبتكرة، وهي عمليّة تحويل المنتجات إلى أخرى مختلفة ذات جودة أفضل وقيمة بيئية أفضل. ما رأيكِ بإضافة R رابعة Re-Think، أي إعادة التفكير قبل القيام بأية خطوة استهلاكية للوصول إلى مجتمع مدرك لما عليه القيام به!

- إليكِ بعض المستحضرات التي يمكنكِ استبدالها بمنتج صديق للبيئة أو قابل لإعادة الاستخدام:

• الزجاجة البلاستيكية بزجاجة قابلة للاستخدام.
• أكواب القهوة الورقية بأخرى يمكنكِ الاحتفاظ بها.
• الأكياس البلاستيكية بالورقية أو بالأكياس المخصصة للتسوّق.
• الأوعية البلاستيكية بأخرى خشبية أو فولاذية.

هو تعريف شاسع يغطّي مجالات عدة، أبرزها المأكولات، الألبسة والمستحضرات الجمالية. مثلاً، يُعتبر الحرير مرادفاً للتعذيب، إذ تتمّ أذية اليرقة للحصول على الشرنقة من أجل صناعة الحرير، كذلك الجلد الذي ينتج عن قتل الحيوانات، الفرو والعاج... فيما يخص المستحضرات الجمالية، غالباً ما ترَين شعار Cruelty-Free للإشارة إلى أن المستحضر لم يتمّ اختباره على الحيوانات! اعتمدت بعض الشركات هذا المصطلح من دون الالتزام فعلياً بشروطه، مما أدّى إلى فرض جمعيات مختصّة بحماية حقوق الحيوانات، من بينها Leaping Bunny وPETA، لرمز موحّد يضمن التزام المنتج بهذه الشروط.

تتمحور عبارة "العيش الأخلاقي" حول اتّخاذ الخيارات الصحيحة، الواعية والمدروسة لعيش حياة أفضل تنتج عنها بيئة أفضل: البساطة بمختلف أنواعها، إعادة تدوير النفايات للحد من الهدر، أي Zero Waste، اعتماد مواد مستدامة... ابدئي بشراء أغراض صديقة للبيئة، لا تشتري ما يُعتبر غير ضروري للعيش، اعتمدي الأسلوب المينيمالي إن من خلال أزيائكِ أو ديكور منزلكِ، والأهمّ أنّ تتحلّي بوعي بيئي لمنع تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري، أي أن تكوني Planet Conscious وأن تتنبهي إلى الأسباب الرئيسية التي تساهم في زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات السامة والملوثة. كل ذلك سيؤدّي إلى ارتفاع مستويات مياه البحار بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية، فضلاً عن زيادة شدة العواصف.

- الجانب الآخر الذي نجهله عن عالم الموضة الصناعي:

• عالم الموضة الصناعي هو ثاني أكثر الصناعات تلويثاً، بعد النفط والغاز.
• كمّية المياه المستخدمة لإنتاج الملابس سنوياً توازي 32 مليون بركة سباحة أولمبية.
• يتقاضى العمّال في صناعة الملابس أجوراً لا تتخطّى الـ3$ في اليوم.

المبالغة في استخدام الهاتف، الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية قضت على الكثير من القيم الإنسانية وانعكست سلباً على صحّتنا النفسية، العقلية والجسدية. لقد بات ضرورياً أخذ استراحة من الهاتف أو ما يُسمّى Digital Detox لفترة من الوقت للهروب من هذا العالم أو To Unplug.

- إليكِ فوائد الـDigital Detox؟

• ستشعرين بالفرح والهدوء وستقدّرين قيمة كلّ ما حولكِ.
• ستركّزين على نفسكِ ومجريات حياتكِ بدلاً من التركيز على الآخرين.
• ستزداد إنتاجيّتكِ وستشعرين بقيمة الوقت الضائع في مراقبة أمور لا تحتاجين إليها.
• ستتحسّن صحّتكِ البدنيّة: الجلوس أمام الشاشة يسبّب العديد من المشاكل من بينها ضعف البصر، السمنة، الكسل، الأوجاع الجسديّة...
• ستحظين بنوعيّة أفضل من النوم: أظهرت الدراسات أنّ النظر إلى الشاشة قبل النوم، يخدع الدماغ ويقنعه بأنّه لم يحن بعد وقت النوم. لذا، إذا كنتِ واحدة من هؤلاء الأشخاص، ستدركين ما عليكِ القيام به اليوم.

إقرئي أيضاً: 4 مبادىء ترتكز عليها الحِكم الصينية للتخلّص من الضغوطات النفسية والشعور بالرضا... اتّبعيها!
5 أسئلة شخصية محرجة لا يجب أن تطريحها في بعض المواقف... تجنّبيها!