حظر هواوي من استخدام أندرويد... ما هي ردة فعل الشركة الصينية؟

ضربتان قويتان تلقاهما عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي وأحد اللاعبين الكبار في عالم الهواتف الذكية بعد أعلنت شركة جوجل الأميركية توقفها عن العمل مع الشركة الصينية، سحب ترخيص أندرويد من هواتف هواوي المقبلة ووضع وزارة التجارة الأميركية رسمياً شركة هواوي تكنولوجيز و68 شركة تابعة لها في أكثر من 20 دولة، ضمن القائمة السوداء للمصدرين أو ما يسمى بقائمة الكيانات.
هي خطوة تمنع عملاق الاتصالات الصيني من شراء أجزاء أو مكونات من شركات الولايات المتحدة بدون الحصول على موافقة من الحكومة الأميركية لتفعيل أمر تنفيذي من شأنه مكافحة التجسس على الاتصالات ومنع استخدام "معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تصنعها شركات أجنبية تشكل خطراً على الأمن القومي"، بحسب قرار الإدارة الأميركية. هذا القرار يتضمن الرقائق الإلكترونية المنتجة في مصانع أميركية مثل كوالكوم وإنتل، والتي تدخل في تركيبة منتجات هواوي.

قرار الرئيس الأميركي بوضع هواوي في القائمة السوداء يهدد بعرقلة نشاط هذا العملاق التكنولوجي الصيني الذي حقق مبيعات فاقت 100 مليار دولار خلال العام الماضي، والذي يستعد لنشر تكنولوجيا شبكات اتصالات الجيل الخامس التي تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات. نظراً للحظر من جوجل، ستتمكن شركة هواوي من استخدام الإصدار العام فقط من أندرويد، وفق مشروع Open Source Project (AOSP) Android، من أجل أجهزتها الحالية والقادمة، أي أن المستخدم لن يتلقى تحديثاً للنظام الأساسي للهاتف أو أي إصدار قادم من أندرويد.

هواوي خرجت عن صمتها وأصدرت بياناً طمأنت فيه مستخدمي هواتفها الحاليين وعلامتها التجارية الفرعية هونر Honor، بأن منتجاتها ستستمر في تلقي تحديثات الأمان وخدمات ما بعد البيع. هذا الوعد يشمل أيضاً الهواتف التي تم شحنها فضلاً عن الأجهزة الموجودة حالياً في المخازن في جميع أنحاء العالم، من دون أن تقدّم الشركة أية وعود إضافية تتخطى ذلك خاصة أن البيان لم يتحدث بوضوح عن حلول تبشر بانتهاء الأزمة. قالت شركة هواوي انها على أتم الاستعداد للدخول في مباحثات مع الحكومة الأميركية لغرض الوصول إلى إجراءات وآليات تضمن للأخيرة أمن وخصوصية منتجات الاتصالات.

كذلك، ذكرت جوجل أن مالكي هواتف هواوي سيحتفظون بوصولهم إلى متجر جوجل بلاي وسيستمرون في القدرة على تحديث تطبيقاتهم. لكن السؤال الكبير يتعلق بالتأثيرات المستقبلية للقرار وحصول الهواتف على المزيد من تحديثات نظام التشغيل أندرويد من جوجل.
بمعنى آخر، المالكون الحاليون لهواتف هواوي وهونر لن يتضرروا في ما يخص الحصول على تحديثات التطبيقات أو التحديثات الأمنية أو الدخول على حساباتهم في بريد جوجل وتصفح جوجل كروم والخدمات السحابية في جوجل درايف، لكن المصير الغامض ينتظر مَن يمتلكون هواتف تنتظر ترقية نظام الأندرويد، والهواتف القادمة من هواوي وهونر التي لن تحصل على نظام الأندرويد أصلاً.

في جديد تطور الأحداث، أعلنت وزارة التجارة الأميركية تأجيل بدء تطبيق الحظر على تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى شركة هواوي الصينية العملاقة حتى منتصف شهر أغسطس القادم.

قالت وزارة التجارة في بيان لها ان التأجيل لا يحتاج إلى تعديل الحظر الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستناد إلى الخطر الذي تشكله شركة هواوي على الأمن القومي. كما أضاف البيان أن السلطات لن تطبّق الحظر لمدة 90 يوماً لإعطاء هواوي وشركائها الوقت "للمحافظة على الشبكات والمعدات الموجودة العاملة حالياً ودعمها، بما في ذلك التحديثات على الأنظمة الخاضعة للعقود والاتفاقات القانونية الملزمة الموقّعة قبل 16 مايو الماضي".

يبقى السؤال: هل ستتمكن هواوي من تجهيز خطة طارئة، وهل ستستخدم النظام التشغيلي المحلي الذي لمّحت الشركة أنها كانت تعمل عليه بديلاً لأندرويد في هواتفها المحمولة المستقبلية؟