جدول المحتويات
تكيس المبايض هي حالة مرضية شائعة كثيراً لدى النساء من حول العالم. تعاني النساء اللواتي يتعرّضن إلى تكيس المبايض من عدم القدرة على الحمل، ومن العديد من العوارض الأخرى. بعد تشخيص الإصابة بتكيس المبايض يختار الطبيب العلاج المناسب بحسب كل حالة. سنقدم لكِ في هذا المقال دليل كامل حول تكيس المبايض لكي تتعرّفي أكثر على هذا المرض، أعراضه، أسبابه، وكيفية علاجه.
ما هو تكيس المبايض؟
تكيس المبايض هي حالة اسمها العلمي متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أي Polycystic Ovary Syndrome، وفيها ينتج المبيضان كمية غير طبيعية من الأندروجينات، وهي هرمونات جنسية ذكورية توجد عادة عند النساء بكميات صغيرة. يؤدي هذا الخلل الهرموني إلى فشل في إطلاق البويضات بانتظام، أو عدم إطلاقها أثناء فترة التبويض. مما يعيق إمكانية الحمل.
من الشائع أن تكتشف النساء أنهن مصابات بمتلازمة تكيس المبايض عندما يواجهن مشكلة في الحمل، ولكنها غالباً ما تبدأ بعد فترة قصيرة من الدورة الشهرية الأولى، في سن 11 أو 12 عاماً، ويمكن أن تحدث أيضاً في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر.
في الحالة الطبيعية ينتج المبيضان هرمون الأستروجين (الهرمون الأنثوي)، وهرمون الأندروجينات (الهرمونات الذكرية)، أما عند النساء المصابات بتكيس المبايض تكون الهرمونات غير متوازنة: حيث يكون لديهن الأندروجينات أعلى أو الاستروجين أقل من المعدل الطبيعي، مما يتسبب في تكوّن أكياس مملوءة بالسوائل، تنمو على المبيضين. السبب الدقيق لذلك غير معروف، لكن قد تساهم عوامل عدة في تطوره، تعرفي عليها في ما يلي.
ما هي اسباب تكيس المبايض؟
السبب الدقيق لمتلازمة تكيس المبايض غير واضح، ولكن يؤكّد الأطباء أن هناك 3 أسباب شائعة يتم ملاحظتها لدى أغلب النساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض.
1- العامل الوراثي
من الشائع أن تصاب البنات بها في حال كانت الجدة، أو الأم، أو العمة، أو الأخوات قد أُصبن بها. إذاً قد تكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض إذا كانت الأم أو الأخت مصابة بها، ولكن هذا لا يعني أنها حتماً ستصاب بهذا المرض، ولكن الاحتمال كبير.
2- زيادة مستويات الأندروجين
العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن مقاومة للأنسولين، هذا يعني أن الجسم لا يستطيع استخدام الأنسولين بشكل جيد، حيث تتراكم مستويات الأنسولين في الجسم وقد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الأندروجين الذي يؤدي بدوره إلى فشل في إطلاق البويضات بانتظام، أو عدم إطلاقها أثناء فترة التبويض.
3- البدانة ونمط الحياة غير الصحي
تؤدي السمنة إلى زيادة مستويات الأنسولين الذي بدوره يؤدي إلى زيادة مستويات الأندروجين كما ذكرنا في النقطة السابقة مما يؤدي إلى تفاقم أعراض متلازمة تكيس المبايض.
ما هي اعراض تكيس المبايض؟
- فشل في إطلاق البويضات بانتظام، ما يؤدي إلى صعوبة في الحمل.
- عدم انتظام الدورة الشهرية، أو انقطاعها.
- مبايض كبيرة الحجم.
- ظهور أكياس المبيض.
- الألم في منطقة الحوض، وهو ألم خفيف أو حاد في المنطقة السفلية من البطن على جانب التكيس.
- زيادة شعر الجسم، بما في ذلك الصدر والمعدة والظهر.
- زيادة الوزن وخاصة حول البطن.
- ظهور حب الشباب.
- تحول البشرة إلى دهنية.
- ظهور بقع جلدية داكنة أو سميكة على مؤخرة العنق والإبط وتحت الثدي.
ما هو علاج تكيس المبايض؟
لا يوجد علاج دائم لإزالة تكيس المبيضين، لكن يمكن التحكم في الأعراض عن طريق مجموعة متنوعة من العلاجات. كما تختلف العلاجات من امرأة إلى أخرى بحسب رغبتها بالحمل أم لا. على أي حال يجب استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى العلاجات.
1- تغيير النظام الغذائي وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية
يمكن أن يساعدك اتباع نظام غذائي صحي ومزيد من النشاط البدني على إنقاص الوزن وتقليل الأعراض، مما يساعد جسمك على استخدام الأنسولين بشكل أكثر كفاءة، وخفض مستويات السكر في الدم، وقد يساعدك ذلك على التبويض. يتم اتباع هذا العلاج لمعالجة النساء بغض النظر إن كن يخططن للحمل أم لا.
2- تناول الأدوية التي تحفز الإباضة
يتم استخدام هذا العلاج للنساء اللواتي يرغبن في الحمل، إذ إنّ، وكما ذكرنا سابقاً، تمنع متلازمة تكيس المبايض الحمل. يمكن أن تساعد الأدوية المبيضين في إطلاق البويضات بشكل طبيعي. غالباً ما تؤدي هذه الأدوية إلى زيادة فرصة الولادة المتعددة (توأمان أو أكثر)، كما ينتج عنها أعراض جانبيّة مثل انتفاخ البطن وآلام الحوض ويحدث هذا عندما يطلق المبيضان الكثير من الهرمونات.
3- تناول حبوب منع الحمل
تساعد هذه الحبوب على التحكم في دورات الطمث، وخفض مستويات الأندروجين، وتقليل حب الشباب. لكن هذا العلاج لا يناسب النساء اللواتي يخطّطن للحمل، بل يُعتمد كعلاج لدى الفتايات قبل الزواج، أو لدى النساء اللواتي لا يخططن للحمل.
4- تناول دواء السكري
غالباً ما يُستخدم هذا العلاج لتقليل مقاومة الأنسولين لدى النساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض. قد يساعد أيضاً تناول دواء السكري في تقليل مستويات الأندروجين، وإبطاء نمو الشعر، ومساعدتك على التبويض بشكل أكثر انتظاماً.
5- تناول المكملات الغذائية
تساعد المكملات الغذائية على تنظيم الهرمونات ومقاومة الأنسولين والالتهاب المرتبط بحالة تكيس المبايض، ومن هذه المكملات الغذائية: الإينوزيتول، الكروم، الزنك، زيت كبد سمك القد. لكن، بالطبع قبل البدء باستخدام المكملات الغذائية، يجب استشارة الطبيب.
6- إجراء عملية تكيس المبايض بالليزر
تعد عملية تكيس المبايض بالليزر خياراً علاجيّاً جيداً، إذ تهدف إلى تحفيز عملية الإباضة، وتنظيم الدورة الشهرية، وتعزيز فرصة حدوث الحمل، وذلك من خلال إنقاص مستوى هرمون التستوستيرون.
7- إجراء عملية جراحية لإزالة تكيس المبايض
يكون خيار إجراء عملية جراحية العلاج المعتمد من قبل الطبيب في حال لم تنفع العلاجات الأخرى التي ذكرناها سابقاً، وذلك لأنّ العملية الجراحية تترك ندوب على الجلد، كما أنها قد تعرض المريضة إلى آثار جانبيّة. تتطلب أكياس المبايض التي لا تختفي وخاصة التي تسبب أعراضاً شديدة، أو التي تكون كبيرة في الحجم إجراء جراحة بهدف إزالتها عن المبايض. يمكن أن يعتمد الطبيب نوعين من الجراحة:
- الجراحة بالتنظير: تتم هذه الجراحة بإحداث الطبيب شقوقاً صغيرة في البطن بحيث يمكن من خلالها إدخال المنظار، ثم يتم نفخ الحوض ليتسنى للطبيب رؤية المبايض. المنظار هو أنبوب رفيع مضاء يتم تزويده بكاميرا، يستخدمه الطبيب لرؤية الأكياس، ويزيلها عبر إحداث شقوق صغيرة في الجلد.
- الجراحة بفتح البطن: بالرغم من أن الجراحة بالتنظير تستغرق وقتاً أقصر للتعافي وتسبب ألماً أقل، إلا أن الجراحة بفتح البطن ضرورية عندما تكون الأكياس كبيرة أو مشتبه أنها سرطانية. وتتم بإحداث الطبيب شقاً كبيراً في البطن بحيث يتمكن من الوصول إلى الأكياس لاستئصالها، وقد تحتاج المرأة للبقاء في المستشفى لبضعة أيام بعد هذه العملية.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب