الأمومة لم تعد مرتبطة بعمرٍ، وذلك بفضل عمليّة تجميد البويضات التي أصبحت خياراً شائعاً بين النساء اللواتي يسعين للمحافظة على خيارهنّ في الإنجاب في المستقبل. يمكن لتجميد البويضات أن يمنحهنّ الإستقلالية في تحديد وقت الحصول على طفل، بشكلٍ مرنٍ. هذه التقنيّة تمثّل نافذة من الأمل للنساء اللواتي يرغبن في تأجيل الأمومة إلى وقت لاحق من حياتهنّ، سواء لأسباب شخصيّة أو مهنيّة أو طبيّة، حيث يمكنهنّ تحديد توقيت أولويّاتهنّ وتحقيق أهدافهنّ، من دون الشعور بالقلق أو الخوف من المستقبل.
- تاريخ عملية تجميد البويضات
- ما هو تجميد البويضات؟
- كيف تُجرى عملية تجميد البويضات؟
- كم من الوقت يتطلّب الإجراء؟
- في أيّ عمر يمكن تجميد البويضات؟
- هل هو إجراء مؤلم؟
- ما هي سلبيّات هذا الإجراء؟
- تجميد البويضات والتحديّات النفسية
- نجمات ووجوه سوشيل ميديا لجأن إلى عمليّة تجميد البويضات
تاريخ عملية تجميد البويضات
برز مفهوم تجميد البويضات في الثمانينيات، وظلّ يُعتبر إجراءً تجريبياً مثيراً للجدل حتى عام 2012، وذلك عندما وافقت عليه الجمعية الأميركية للطب التناسلي، من أجل النساء اللّواتي كنّ يتلقّين علاجات السرطان التي يمكن أن تؤثّر سلباً على خصوبتهنّ. بعد عامين، تمّ إقرار قانون يسمح فيه لجميع النساء اللواتي يردن تأخير إنجاب الاطفال، من أن يخضعن لتجميد البويضات.
ما هو تجميد البويضات؟
هي عمليّة يتمّ من خلالها استخراج بويضات من المبيض خلال سنّ الخصوبة، وتجميدها للحفاظ عليها وعلى صحّتها. بذلك، يمكن في أيّ وقت لاحق، إذابة البويضات ودمجها مع الحيوانات المنوية في المختبر، وزرعها في رحم المرأة. تُعدّ هذه العمليّة إحدى الطرق المستخدَمة لحفظ قدرة الإنجاب لدى النساء في سنّ متقدّم.
كيف تُجرى عملية تجميد البويضات؟
- يقوم أخصائيّو الخصوبة بإجراء فحص دم للمرأة لتقدير كميّة البويضات الحاليّة الموجودة لديها. قد يجرون أيضاً فحص بالموجات فوق الصوتية لقياس البصيلات للتأكّد من إمكانية الوصول بسهولة إلى المبيضَين أثناء استرجاع البويضات.
- تقوم المرأة بحقن أدوية هرمونيّة مرّة أو مرّتين كلّ يوم لمدّة 8 إلى 10 أيّام تقريباً، لتحفيز المبايض على إنتاج بويضات متعدّدة في دورة حيض واحدة، بدلاً من البويضة الواحدة التي تنتجها شهرياً.
- بعد حوالي أسبوعَين تقريباً، يتمّ إجراء عمليّة جراحيّة صغيرة تحت التخدير، لاسترداد البويضات من المبايض، تحضيرها وتجميدها لوضعها في ثلّاجة خاصّة.
- عند الرغبة بالإنجاب، يتمّ إذابة البويضات ودمجها مع الحيوانات المنوية لتكوين الجنين. بعد ذلك، يتمّ نقل الجنين إلى الرحم أثناء دورة نقل الأجنّة.
- خلال الـ24 ساعة الأولى بعد استرجاع البويضات، قد تشعر المرأة ببعض التشنّجات، الانتفاخ، الإمساك والنزيف المهبلي.
كم من الوقت يتطلّب الإجراء؟
عادةً، يستغرق الإجراء كاملاً، أسبوعَين إلى 3 أسابيع، ولكن الأمر قد يختلف من امرأة إلى أخرى.
في أيّ عمر يمكن تجميد البويضات؟
أواخر العشرينيّات أو بداية الثلاثينيّات، هو العمر المثالي، للإستفادة من جودة وكميّة البويضات. لكن، قد يتمّ الأمر أيضاً في أواخر الثلاثينيّات إذا كانت البويضات بحالة جيّدة.
هل هو إجراء مؤلم؟
يجب الأخذ في عين الإعتبار بأنّ المرأة تكون تحت التخدير أثناء العمليّة. ومع ذلك، فمن الشائع أن تشعر ببعض التشنّجات أو الألم مباشرةً بعد الإجراء.
ما هي سلبيّات هذا الإجراء؟
- ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين لدى المرأة من 10 إلى 20 مرّة أكثر ممّا هو عليه خلال الدورة الشهريّة.
- الشعور بالانتفاخ مع تضخّم المبايض، نتيجةً لنموّ بصيلات متعدّدة.
- النزيف والعدوى هي من بين مخاطر سحب البويضات
- الغثيان والقيء، بسبب التخدير
- إمكانيّة الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض الحادّ، وهو ردّ فعل سلبيّ على الأدوية الهرمونيّة التي تحفّز إنتاج البويضات
- إنتفاخ المبيضان، ممّا يتسبّب في تسرّب السوائل من الأوعية الدمويّة الصغيرة، والتي يمكن أن تتراكم في البطن، أو في حالات نادرة حول الرئتَين.
تجميد البويضات والتحديّات النفسية
لن يكون تجميد البويضات قرار سهل عليكِ أو على أيّة امرأة أخرى، ولكنّه حتماً سيكون خطوة مهمّة ستفتخرين بها في حال خضعتِ لها. هو قرار أشبه بسيف ذو حدّين! من جهة، يمثّل الراحة والطمأنينة لكِ، إذ في حال كنتِ غير غير مستعدّة للإنجاب في الوقت الحالي، فلن ينتابكِ القلق بشأن ذلك، ولن تضطرّي بالتالي إلى الدخول في سباق مع الزمن خوفاً من أن تفقدي القدرة على الإنجاب. من ناحية أخرى، يجب أن تعلمي أن مسار تجميد البويضات هو رحلة طويلة الأمد، يصاحبها تحديّات نفسيّة قد تكون قاسية بدءً من القلق، مروراً بالخوف من عدم نجاح الإجراء من المرّة الأولى، وصولاً إلى التقلّبات المزاجية والشعور بالألم. باختصار، صحيح أنّها تجربة تتضمّن جوانب إيجابيّة وسلبيّة، وتتطلّب منكِ التأقلم والتحضير النفسي للوصول إلى هدفكِ بثقة وتفاؤل، لكنّها حتماً تجربة تستحقّ العناء.
نجمات ووجوه سوشيل ميديا لجأن إلى عمليّة تجميد البويضات
قد تتردّد بعض النساء قبل إجراء عمليّة تجميد البويضات خوفاً من ردّة فعل المجتمع إليها واعتبارها عمليّة تخالف طريقة الحمل الطبيعيّة، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ هذا الخوف يقلّ خاصةً بعدما تكلّمت الكثير من النجمات والوجوه المعروفة على السوشيل ميديا عن هذا الموضوع.
1- مايا دياب تخضع لعملية تجميد البويضات
صرّحت مايا دياب في حوار مع نيللي كريم في برنامج "بصراحة مع"، عندما سألتها ما إذا كانت مع فكرة تجميد البويضات أم لا، بأنها في مرحلة تجميد البويضات. أضافت مايا دياب أنها تشجّع النساء على ذلك، خاصةً بعد اعتمادهن على أنفسهن وتأخّر سن الزواج.
2- تريسي هرموش خضعت لعملية تجميد البويضات
Tracy Harmoush، مدربة اللياقة البدنية، التي قالت أنها أجرت عمليّة تجميد البويضات لأنّها حاليّاً تركّز على مسيرتها المهنيّة ولن يكون من المناسب لها إنجاب الأطفال، لكنّها بالطبع تريد الإنجاب لاحقاً لذلك قرّرت تجميد البويضات. كما تشجع النساء على ذلك في حال يردن الحمل لاحقاً لأنهن يعانين من مشاكل ماديّة مثلاً. أكّدت تريسي هرموش أنها تلقت الدعم من عائلتها لإجراء هذه العمليّة، كما أنها تلقت الدعم من متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي لكنها أيضاً تعرّضت للكثير من الانتقاضات من قبل بعض المتابعين.
3- العنود بدر خضعت لعملية تجميد البويضات
تحدّثت أيضاً مصممة الأزياء السعودية العنود بدر Alanoud Badr عن هذا الموضوع عبر حسابها على الانستقرام، وقالت أنّ العملية سهلة جدّاً وليست صعبة كما تتوقع بعض النساء. وقالت أنّ إجراء هذه العمليّة جعلها تشعر براحةٍ أكبر لأنها لن تشعر بالضغط النفسي بعد الآن فهي ليست ملزمة على إنجاب الأولاد في عمر مبكر ويمكنها أن تركز على أشياء أخرى في حياتها.
4- Kenya Moore خضعت لعملية تجميد البويضات
قالت الممثلة الأميركية Kenya Moore أنها لجأت إلى هذه العمليّة لأنها ترغب بإنجاب ولد ثاني ولكنّها تتقدّم بالعمر ووفقاً لتاريخها الطبي فإنّ النساء في عائلتها فقدن الخصوبة بسرعة.
5- Kourtney Kardashian خضعت لعملية تجميد البويضات
قامت Kourtney Kardashian بتجميد البويضات أيضاً على الرغم من أنّ لديها 3 أولاد لكنها تعتقد أن هذه العمليّة تعطيها إمكانية إنجاب المزيد في حال رغبت بذلك بعد تخطي عمر الأربعين، وذكرت أنّ العمليّة كانت مؤلمة للغاية.
6- Burcu Özberk ترغب القيام بعملية تجميد البويضات
قالت النجمة التركية Burcu Özberk، أنّ علميّاً جودة البويضات لدى امرأة في عمر 30 عاماً وامرأة في عمر 40 عاماً ليست هي نفسها. لذلك هي تعتقد أنها تريد القيام بتجميد البويضات لأنها ترغب في الإنجاب لاحقاً وتريد أن تكون البويضات بصحة أفضل. لكنّها، بعد ذلك شعرت أن العمليّة صعبة بعض الشيء فتراجعت عن الموضوع.